موضوع تعبير عن تلوث البيئة

تلوث البيئة

يُعرّف التلوث البيئي بأنه عبارة عن إدخال المادة وبجميع حالاتها أو إدخال الطاقة بأشكالها المُختلفة إلى النظام البيئي وبسرعة لا يُمكن معها تشتيت هذه المواد المُدخلة أو التخلُص منها أو حتى تدويرها أو تخفيف حدة وجودها في هذا النظام البيئي، وقد يحدث التلوُث نتيجة لعوامل طبيعية كالبراكين والحرائق، كما أنه قد يحدث بسبب الأنشطة البشرية المُختلفة، ولا يُعتبر مفهوم التلوث حديثاً، فقد كانت هذه المُشكلة موجودة منذ القدم، وذلك من خلال طرح الحضارات القديمة الكبيرة لنفاياتها، وقد شَكل الفحم المُستعمل في الوقود شكلاً جديداً من أشكال التلوُث بالنسبة إلى الفترة التي تعود لعام ألف ميلادية، وفي بدايات العصر الحديث أصبح خطر التلوث يتفاقم شيئاً فشيئاً، فقد شكّل في بادئ الأمر مُشكلة في المناطق الحضرية التي تشهد ازدحاماً، ثم تطور ليُصبح مُشكلة عالمية.[1]

أنواع التلوث

تلوث الأرض

يوجد العديد من المُلوثات التي يُمكن تُسبب التلوُث بالنسبة للأرض والتربة، حيث يُعتبر التعدين أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى إدخال المواد الكيميائية إلى التُربة، كما أن للمبيدات والأسمدة التي يتم استخدامها في الزراعة أثراً بارزاً في حدوث هذا النوع من التلوُث، وذلك من خلال إضرارها بالنبات الذي يقوم بامتصاصها، وقد ينعكس هذا الأمر على إصابة الإنسان بالسرطان أو غيره من الأمراض، ومن الأشكال الأُخرى لتلوُث سطح الأرض هو تلك النفايات التي تؤثر على الحيوانات والنباتات، فهذه النفايات وبأشكالها المُختلفة قد تحتوي على العديد من المواد الخطرة كالزيوت والمواد الكيميائية.[2]

تلوث الماء

وهو عبارة عن التلوُث الذي يحدُث للمياه نتيجة لدخول بعض المواد إلى أي مصدر من مصادر المياه المُختلفة، كالأنهار والبُحيرات أو حتى المياه الجوفية أو غيرها من مصادر المياه الأُخرى، وقد تكون هذه المواد المُلوِثة عبارة عن مواد كيميائية أو كائنات حية دقيقة أُخرى، ويؤدي دخول هذه المواد إلى التأثير على جودة المياه بحيث يجعلها سامة وضارة بالنسبة للإنسان وبالنسبة للنظام البيئي الذي تتواجد فيه، ويُوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تلوُث المياه، ومن هذه الأسباب ما يأتي:[3]

• الأسمدة والمُبيدات الحشرية: تُعتبر الزراعة السبب الأول لتلوُث المياه حول العالم، ويكون ذلك من خلال مياه الأمطار التي تأخُذ في طريقها الأسمدة والنفايات وغيرها من المُلوثات الأُخرى، لتسحبها إلى مصادر المياه المُختلفة.
• مياه الصرف الصحي: تُعتبر مياه الصرف الصحي من الأسباب الرئيسية لتلوُث المياه، ولا يقتصر مفهوم الصرف الصحي على مياه الاستخدام المنزلي فقط، فهو يشتمل أيضاً على ما ينتُج من مُخلفات الصناعات كالمعادن المُذابة، كما يشمل المُخلفات المتنوعة التي يُمكن أن يحملها المطر أثناء جريانه على سطح الأرض كالزيوت والأملاح والشحوم أو حتى المواد الكيميائية.
• التسرُب النفطي: يمكن أن يؤدي النفط إلى تلوُث الماء، وذلك من خلال العديد من الطُرق المُختلفة كتسرُب النفط من ناقلات الشحن، أو حتى تسربه بشكل طبيعي من أماكن تواجده في قاع المُحيطات.

تلوث الهواء

يتم تعريف تلوُث الهواء على أنه عبارة عن احتواء الهواء على مواد تُشكل خطراً على صحة الكائنات الحية الموجودة ضمن النظام البيئي، كالإنسان والحيوان أو حتى النبات، وقد تكون هذه المواد الضارة عبارة عن جزيئات لا تُرى بالعين المُجردة، ويُعتبر تلوُث الهواء من أكبر الأخطار المُحدقة بالبشرية جمعاء، فوفقاً للتقرير الصادر عن مُنظمة الصحة العالمية في العام 2014م فإن أكثر من 7 ملايين شخص حول العالم لقوا حتفهم بسبب أضرار هذه المُشكلة العالمية، ولتلوُث الهواء أشكال مُتعددة كتلوُثه بالعديد من الغازات الخطرة والمُركبات العضوية المُتطايرة، أو حتى تلوُثه الناتج عن عوامل طبيعية كالبراكين التي ينتج عنها الرماد، كما تُعتبر عوادم السيارات ومحطات توليد الطاقة ونشاطات الصناعة من الأسباب التي ينتج عنها تلوُث الهواء، ولا يقتصر مفهوم تلوُث الهواء على الهواء الخارجي، بل إنه يمتد ليشمل الهواء الموجود ضمن نطاق المنزل، والذي يمكن أن يتلوث بأبخرة الطهي والغازات الناتجة عن عمليات التدفئة أو حتى دُخان التبغ.[4]

أنواع أخرى من التلوث

يوجد أنواع أخرى من التلوُث البيئي، ومن هذه الأنواع ما يأتي:

• التلوُث الضوضائي: وهو أحد أنواع التلوُث البيئي، والذي يحدث بسبب وصول الصوت إلى مستويات غير صحية قد تتسبب بإلحاق الضرر بالإنسان، من خلال أمراض ضغط الدم وفقدان القدُرة على السمع، وغيرها من الآثار الصحية الأُخرى، ولا يقتصر ضرر التلوث الضوضائي على الإنسان فقط، فهو يمتد ليُلحق الضرر ببعض أنواع الحيوانات، كتلك الموجودة في البحار والتي تتأثر بالضوضاء الناتجة عن السفن.[5]
• التلوُث الضوئي: وهو ذلك التلوُث الذي يحدُث نتيجة الاستخدام غير الفعال وغير الجيد للضوء الاصطناعي في فترات الليل، وقد يتسبب وجود الضوء الاصطناعي بطريقة كبيرة أثناء فترات الليل إلى العديد من المشاكل، كمواجهة الشخص لضوء قوي يمنعه من النوم، كما أن تعرُض الشخص لوهج قوي ناتج عن الإضاءة قد يتسبب ببعض الأضرار لدى الشخص، كما أن هذا النوع من التلوُث يؤثر على عمل الساعة البيولوجية داخل جسم الإنسان، وقد يعود بالعديد من الآثار الصحية السلبية كالتعب والصداع والشعور بالقلق.[6]

حماية البيئة من التلوث

يوجد العديد من الأمور السهلة التي يُمكن القيام بها للحفاظ على البيئة، وهذه الأمور تشمل تغيير بعض العادات اليومية التي يقوم المرء باتباعها، ومن هذه العادات الآتي:

• توفير الطاقة: ويكون ذلك من خلال إطفاء الأدوات الكهربائية غير المُستخدمة، أو حتى فصلها من مقابس الكهرباء بشكل كلي عند عدم استخدامها، كما يُوصى باستخدام اللمبات الموفرة للطاقة.[7]
• توفير المياه: يُمكن توفير المياه عبر الالتزام بعدد من الأمور البسيطة، كتقليل حجم المياه المُستخدمة لتعبئة حوض الاستحمام، أو حتى إيقاف صنبور المياه عن العمل أثناء تفريش الأسنان، أو حتى تجميع كميات الغسيل لغسلها مرة واحدة، وغيرها من الأمور الأخرى التي يُمكن اتباعها للحرص على توفير استهلاك المياه.[7]
• تقليل النفايات: يُمكن الحفاظ على البيئة وحمايتها من التلوُث من خلال الحرص على تقليل كميات النفايات التي يُنتجها الشخص، ويكون ذلك من خلال العديد من الأمور كالحرص على إعادة استخدام ما يُمكن تدويره واستخدامه من هذه النفايات.[8]
• التقليل من استخدام وسائل النقل: تُعتبر وسائل النقل من المُلوثات الرئيسية للبيئة، لذا فإنه يُوصى باعتماد المشي أو ركوب الدراجة للتنقُل من مكان إلى آخر في حال كان بالإمكان ذلك.[8]

المراجع

1. ↑ Jerry A. Nathanson, "Pollution"، www.britannica.com, Retrieved 5-4-2019. Edited.
2. ↑ "Pollution", www.nationalgeographic.org, Retrieved 5-4-2019. Edited.
3. ↑ Melissa Denchak (14-5-2018), "Water Pollution: Everything You Need to Know"، www.nrdc.org, Retrieved 5-4-2019. Edited.
4. ↑ Larry West (10-2-2019), "What Is Air Pollution?"، www.thoughtco.com, Retrieved 5-4-2019. Edited.
5. ↑ Alina Bradford (27-2-2018), "Pollution Facts & Types of Pollution"، www.livescience.com, Retrieved 5-4-2019. Edited.
6. ↑ Geoffrey Migiro (30-11-2017), "What Is Light Pollution?"، www.worldatlas.com, Retrieved 5-4-2019. Edited.
7. ^ أ ب "How to Help Save the Environment", www.wikihow.com, Retrieved 5-4-2019. Edited.
8. ^ أ ب "10 THINGS YOU CAN DO TO HELP THE ENVIRONMENT", www.wwf.org.uk, Retrieved 5-4-2019. Edited.
9. ↑ فيديو ممارسات فردية تحافظ على البيئة.