موضوع تعبير عن وصف الطبيعة

الطبيعة

خلق الله الطبيعة وأودع فيها كل صنوف الحياة بأسرارها العظيمة وجمالها المدهش ومناظرها الخلابة، فالطبيعة هبة من الله تسحر القلوب والعقول وتسلبها كمعشوقةٍ جميلة تربعت على عرش النساء جمالاً، فلا تجد فيها معلم جمالٍ إلا وقد ملكته واتصفت به فيزدان ويصبح أكثر جمالاً بها ، وهي تكتسي في كل يومٍ ثوباً جديداً لا تلبث على ثوبٍ معين فتجد من يهدي لها في كل يوم ثوباً أجمل من الآخر، ومن نظر إليها سرته وسلبت لبه وأفقدته فلا يمل من النظر إليها والتفكر بها، فهي لا تثبت على حال تتغير بتغير فصول السنة فتارة تكتسي الأبيض في فصل الشتاء وتكتسي الأخضر في فصل الربيع وتكتسي الألوان المذهّبة في فصل الخريف وتكتسي أولوان الثمار الجميلة في فصل الصيف.

وصف جمال الطبيعة

الطبيعة هي سر جمال الحياة التي خلقها الله في هذه الأرض فالمتمتع بجمالها يرى ما لا يمكن رؤيته في أي مكان فيرى المياه المتدفقة من الشلالات والينابيع، والجارية في الأنهار والتي تجري بجمالها المنعكس من السماء لتصب في البحار والمحيطات ليرافقها جمال السماء المنعكس وضوء الشمس بأشعتها الذهبية، لا سيما إذا ترافق ذلك مع شروق الشمس أو غروبها فتجد المنظر الذي يصيب القلوب بالذهول والعقول بالذهول فتتذوق الروح لذة العبادة بالتفكر فتشفى بها النفوس وتزداد بها القلوب صفاءَ بما ورّثه ذلك الجمال الطبيعي الخلاب من عظيم الإيمان بالخالق.

أما النباتات الخضراء فهي تنبت لتكسي الأرض خضرةً وجمالاً وتلبس ثوبها العظيم الذي تطري به النفوس وتخرجها من كدر الحياة ومشقتها وترى الأشجار الخضراء وما حملت في طياتها من الثمار الجميلة التي تشبع الروح عطاءً، والأزهار المتفتحة لتفتح آمالاً صافيةً وأغصانها الخضراء التي احتلت أوساطها لتتكاتف مع من اصطف بجانبها من الأشجار، مشكّلةً غاباتٍ نضرة من الأشجار المترابطة التي تبث فينا الترابط والتكاتف في شتى مجالات الحياة وتجد على أطرافها الورود العطرة التي تملأ الكون حباً وسعادة وحنان فبها يسمو الحبيبان ويرتقي الصديقان ويتقابل الإخوان فألوانها الزهية تبعث في النفوس الراحة والطمأنينة وتملأ الأرض سعادةً ووفاءً.

أما عن التضاريس فترى الجبال الشمّاء التي ارتفعت وعلت لتعانق السماء وترافق الغيوم في مسيرها وترى الهضاب الخضراء والأودية المتشعبة ورمال الصحراء التي كستها الشمس برداء مذهّب، وتجد في الطبيعة كل ما هو جميل من الكائنات التي تتحد مع الطبيعة لتشكل جسداً واحداً يأسر النظر ويذهب العقل فهذه الطيور تهاجر وتعود إلى أرضها لتأخذ الدفء وتملأ حويصلاتها بالطعام لتغرد وتغدو حول الجداول والأنهار لتعزف أجمل الألحان وتطرب الآذان وترى الغزلان يتلألأ في أعينها ضوء الشمس وهي تضج بالحركة في كل مكان وترى الأسماك في البحار والمحيطات قد اجتمعت لتشكل المنظر الراقي للطبيعة الخلابة وتكمّل كل صنوف الحياة فيها.

يا للطبيعة من سر عظيم فقد سحرت أذهان المصورين وسلبتها فلم يزل الرسامون والمصورون يتنافسون في وصف الطبيعة فأحدهم قد وهب روحه لريشته لكي ترسم مناظر الطبيعة الخلابة على ورقٍ لتضاهي ما ظهرت به والآخر قد وهب روحه لكاميرته فهي تجول ليلاً ونهاراً لتلتقط تلك اللحظة الغرامية التي قد تلتقي بها الأحبة من عناصر الطبيعة لتشكل تلك اللوحة الغرامية التي تُظهر كل معالم الحياة وتجددها بصورة طبيعية.

إن ما يغضب جمال الطبيعة ويزعجه هو أن تتعرض للتلف والإيذاء مما مسته يد البشر بالتخريب والتلويث فيسبب خللاً كبيراً في نظامها واتزانها فقد أفسد البشر بذلك وجه الطبيعة الجميل بقطعهم الأشجار وتلويثهم للمياه والهواء واصطياد حيوانتها بل يجب احترام الطبيعة والحفاظ عليها مما يخل بنظامها، فإن أي خلل يصيب الطبيعة سيؤدي إلى خلل في منظومة الكون بأكمله وقد حث الإسلام دين الرحمة على عدم التعرض للطبيعة وخصوصاً في أوقات الحرب وعدم قطع الأشجار كما حث على الزراعة والغرس في الأرض وإماطة الأذى والحفاظ على البيئة.

تألُّق الطبيعة في فصول السنة

في فصل الربيع تشرق الشمس على استحياء بعد أن كانت متلحفة في فصل الشتاء فترسل أشعتها الناعمة إلى الورود والأزهار حاملة معها الدفء والحنان في الربيع تبتسم السماء المزرقة وتبتسم الحيوانات فيصبح الجو أكثر سعادة وحنان كما تبدأ الفراشات الجميلة بألوانها بالظهور كي تعلن عن فصل الربيع في كل الأنحاء حيث يتجدد الأمل وتشرق الخضرة.

أما في فصل الخريف فتنزع الطبيعة والأشجار رداءها القديم المخضر وتحوله إلى رداء جديد مصفر، كما تتجرد الأشجار من أوراقها إذ تصبح أغصانها جرداء لتعطي للنفوس دروساً وحكماً كثيرة فيسود السكون في جميع أنحاء الطبيعة.

في فصل الشتاء تكتسي التضاريس بردائها الأبيض الثلجي مرحباً به من قبل الأطفال ليرسم السعادة على وجههم وتملأ المياه أجواف الأرض فتتدفق المياه وتمتلئ السدود وتسير الأنهار في فصل الشتاء ينزل المطر فيغسل الورق والغصن وترتوي الأشجار والمحاصيل جيداً كي تستعد للحصاد.

في فصل الصيف تثمر الأشجار وتظهر بألوان الطبيعة الجذابة كما تتفتح فيها الزهور وهو الفصل الذي تتكاثر فيه الحيوانات وهو فصل الجد والعمل إذ يخرج النمل من مرتعه ليعمل ويعد أموره في جمع الطعام تأهباً لوصول فصل الشتاء.