-

موضوع تعبير عن طموح الإنسان

موضوع تعبير عن طموح الإنسان
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تعريف الطموح

الطموح في اللغة يعني: الأمر العالي والسامق الذي يسعى الإنسان إلى بلوغه، ويُقال: أطمح فلان بصره؛ أي رَفَعه، ورجل طماح؛ أي بعيد الطَّرْف، وبحر طموح الموج؛ أي أنّ أمواجه مرتفعة، ويمكن تعريف الطموح اصطلاحاً بأنّه: المَيل إلى تذليل التحدّيات، والعَقَبات، والمجاهدة في عمل شيء بصورة سريعة، وجيّدة، مع الإصرار؛ وذلك للوصول إلى المستويات العُليا، والتفوُّق على النفس، ويُمكن تعريفه أيضاً، بأنه "هدف له مستوى مُحدَّد، يتطلع الشخص إلى إنجازه وتحقيقه في أحد جوانب حياته، ويمكن أن تختلف درجة أهمية هذا الهدف باختلاف جوانب الحياة نفسها، كما يمكن أن تختلف هذه الدرجة، بين الأفراد ككلّ في الجانب الواحد نفسه، علماً بأنّه من الممكن أن تتحدَّد أهمّية هذا الهدف، بحسب الإطار المرجعيّ للفرد.[1]

أنواع الطموح

يتعدَّد الطموح في أنواعه وِفْق الفئة التي تسعى إلى تحقيقه، ونوعيّة هذا الطموح، وفيما يأتي ذِكْر لبعض أنواع الطموح:[2]

  • الطموح الاجتماعيّ: نجد أنّ طموح الشعوب الفقيرة، يختلف بشكل كبير عن طموح الشعوب في الدُّول المُتقدِّمة؛ فالشعوب الفقيرة تطمح دوماً إلى تحقيق قَدْر مُعيَّن من العَيش، ولا ترغب بالكثير، أمّا الشعوب المُتقدِّمة، فهي ترغب بمستويات عالية من الطموح، والوصول إلى حالة من الرُّقِي، والرفاهيّة، والغِنى، وبذلك، فإنّه كلَّما ازدهر المجتمع وتَقدَّم، تكون الطموحات على مستوى عالٍ، بحيث تتناسب مع الواقع، ومستوى التطوُّر، كما أنّ الطموحات داخل المجتمع نفسه لا تتشابه؛ فالطموح يختلف من زمن إلى آخر، ومن فرد إلى آخر، حيث كان أفراد المجتمع يطمحون إلى مِهَنٍ مُحدَّدة، كالمحاماة، والطبّ، والتدريس، ومع التطوُّر السريع الذي شهِدَته المجتمعات في مختلف المجالات، أصبحت طموحات الأفراد بمستوى أعلى؛ للحصول على مِهَن جديدة تتناسبُ مع هذا التطوُّر.
  • الطموح الفرديّ: وهو الطموح الذي يخصُّ شخصاً واحداً، سواء كان الطموح الذي يرغب فيه، في المجال المهنيّ، أو العِلميّ، أو السياسيّ، أو الرياضيّ، أو المدرسيّ؛ فكلّ شخص يملك الحقَّ الكامل في تَبنّي مستويات الطموح التي تتناسبُ مع بيئته، وقدراته، وإمكانيّاته، حيث يطمح البعض إلى تحقيق النجاح على المستوى الدراسيّ، أو العِلميّ، أو المهنيّ، بينما يطمح البعض الآخر للوصول إلى عمل مُستقِرّ، ونجد آخرين يكمنُ طموحهم في تحقيق حياة سعيدة، وبذلك فإنّ وصول الفرد إلى مراكز اجتماعيّة، يكون وِفْق مستويات الطموح لديه.
  • الطموح الطبيعيّ: وهو الطموح المَبنيّ على ما يملكه الفرد من قدرات، وإمكانيّات، تُمكِّنُه من تحقيق طموحه؛ فإن واجهَ الفرد أيّ تحدّيات، أو عوائق، فسيكون قادراً على تجاوُزها؛ لأنّ إمكانيّاته تسمحُ له بذلك.
  • الطموح الشبيه بالخيالات المَرضيّة: وهو الطموح الذي يدلُّ على رغبة صاحبه في التخلُّص من حاله المُؤلِم، وشعوره بالإحباط؛ وذلك بسبب بُعْد طموحه وخياله عن واقعه السيِّئ، وهو ما يحول دون تحقيق طموحاته.

مظاهر الطموح

يظهرُ الطموح على شخصيّة الفرد بأشكال مختلفة، نذكرها فيما يلي:[3]

  • المظهر المعرفيّ: ويشتمل على ما يعتقدُه الفرد، ويُدركه، من حيث الصحّة والصواب، أو الخطأ، ويشتمل أيضاً على فكرة الفرد عن ذاته.
  • المظهر الوجدانيّ: ويشتمل على المشاعر التي يُظهرُها الفرد تجاه أداء عمل مُعيَّن، كالسرور، والارتياح، وما يُصيبُه عند وجود عَقَبات وتحدّيات تمنعُه من تحقيق طموحه.
  • المظهر السلوكيّ: ويشتمل على المجهود الذاتيّ الذي يبذلُه الفرد في سبيل تحقيق أهدافه.

العوامل المُؤثِّرة في الطموح

يتحدَّد مستوى الطموح عند الفرد بناءً على عدّة عوامل، أهمّها:[3]

  • الجنس: يلعب جنس الفرد دوراً مُهمّاً في رَسْم مستوى الطموح لديه؛ فالطموح لدى الذكور قد يختلف عنه لدى الإناث، كما أنّ التنشئة الاجتماعيّة تُؤثِّر في مدى إبراز دور الجنس في رَسْم طموحه.
  • الذكاء: تُؤثِّر القدرات العقليّة للفرد بشكل كبير في مدى طموحه؛ فالأفراد الذين يملكون مستوى ذكاء مرتفع يكون إدراكهم للأهداف، والطموحات، أعلى وأكثر واقعيّة، كما أنّهم يجدون الطريق الأقصر نحو تحقيق أهدافهم، وطموحاتهم، أمّا ذوو مستوى الذكاء المنخفض، فإنّهم يضعون طموحات مُبالَغاً فيها، وهي غير مناسبة لإمكانيّاتهم.
  • فكرة الفرد عن نفسه: فالصورة التي يُكوِّنها الفرد عن نفسه، بما يخصُّ قدراته العقليّة، والجسميّة، والانفعاليّة، لها تأثيرٌ مُهمٌّ في توجيه سلوكه، وتحديد طموحه.
  • الاتِّزان الانفعاليّ: يُؤثِّر مستوى الاتِّزان الانفعاليّ للفرد في طموحه؛ فالشخص غير المُتَّزِن انفعاليّاً لا يملك مستوى طموح مرتفع؛ لأنّه يَهابُ الفشل، كما أنّه غير قادر على أداء الأعمال التي تُطلَب منه، أمّا الشخص السويّ، فهو يمتلك المقدرة على إحداث التوازُن بين إمكانيّاته، وقدراته، عند وَضْعه للأهداف.
  • مستوى التوافُق النفسيّ: إنّ الشخص ذا الصحّة النفسيّة الجيّدة، يرضى بما قَسَمه الله له، ويندفعُ باستمرار نحو الأمام، ويتجاوزُ التحدّيات، والصعوبات التي تُواجهُه.
  • المستوى الاقتصاديّ، والاجتماعيّ: بيَّنت الدراسات أنّ الأفراد الذين يُظهرونَ درجات اختلاف ضعيفة نسبيّاً -مقارنة بمن يُظهرون درجات عالية موجبة-، يعيشون ضمن ظروف اجتماعيّة، واقتصاديّة مقبولة، وهذا يُبيِّن وجود علاقة بين الظروف الاقتصاديّة، والاجتماعيّة، ومستوى الطموح.

خصائص الفرد الطموح

يتَّصف الشخص الطموح بعدّة صفات وميِّزات، أهمّها:[1]

  • لا يشعر باليأس، ولديه نظرة متفائلة نحو الحياة، وهو يميلُ بسلوكيّاته نحو الكفاح، ويتَّجه نحو التفوُّق، ويضعُ خُطّة مُحكَمة في سبيل تحقيق أهدافه.
  • لا يتَّكل على الآخرين، ولا يؤمن بالحظّ، بل يمتلك حسَّ المسؤوليّة، والاعتماد على النفس، والمُثابَرة.
  • لا يخاف، ولا يجزع من عدم ظهور النتائج المطلوبة بشكل سريع.
  • لا يقنعُ بما هو قليل، ويسعى دائما إلى نَيل المطلوب، ولا يرى أنّ مستواه الحالي مُقنِع، أو أنّه أفضل ما يمكن أن يصل إليه؛ لذا يسعى دائماً إلى تطوير مستواه، والنهوض به.
  • لا يقتنعُ بوجود الحظّ، ولا يرى أنّ مستقبل الإنسان ثابت بحيث لا يُمكن تغييره، كما أنّه لا يسمح بأنّ تتحكَّم الظروف بسَيْر الأمور.
  • لا يشعرُ بالفشل بسبب معاودة جهوده، ويُصرُّ على تحقيق أهدافه، ويتحمَّل كافّة الصِّعاب في سبيل الوصول إليها، كما أنّه يُؤمن بأنّ المثابرة، وبَذْل الجهد، هما أساس التغلُّب على الصِّعاب.
  • لا يَهابُ المغامرة، أو المسؤوليّة، أو المنافسة، أو المجهول، أو الفشل.

المراجع

  1. ^ أ ب توفيق محمد توفيق شبير، دراسة لمستوى الطموح وعلاقته ببعض المتغيرات في ضوء الثقافة السائدة لدى طلبة الجامعة الإسلامية بغزة، صفحة 24،25،32. بتصرف.
  2. ↑ مريم ضيف الله، نجمة عبيد، صنع القرار وعلاقته بمستوى الطموح لدى طلبة السنة أولى ماستر، صفحة 41،42. بتصرف.
  3. ^ أ ب بن التواتي خيرة، الاتزان الانفعالي وعلاقته بمستوى الطموح لدى الطالب الجامعي، صفحة 25،26،27. بتصرف.