-

موضوع تعبير عن الربيع

موضوع تعبير عن الربيع
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

أزهارٌ متفتحة، وأشجارٌ مزدانة بخضرتها وثمارها، وشمسٌ مشرقة، ورائحة فوّاحة تملأ المكان، تملأ الروح بهجة وسعادة، وتردّ للوجه رونقه وتورّده، فتساءلت عن سرّ ذلك، وبدا ذلك جليّاً عندما أيقنت أن هذا فصل الربيع، كيف لا، وقد قال أبو تمام:

أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً

فصل الربيع واحدٌ من فصول السنة الأربعة التي حبانا بها الله سبحانه وتعالى، فقد كرّمنا بفصل الشتاء الذي ينعم علينا فيه بالماء وهو القائل: " وجعلنا من الماء كلّ شيءٍ حيّ"، وفصل الخريف الذي يعدّ بمثابة مقدّمة لفصل الشتاء، ففيه تسقط الأوراق عن الأشجار، أمّا فصل الصيف ففيه تسطع الشمس بحرارتها وتنضج الثمار الصيفية.

ويبدأ فصل الربيع في يوم الاعتدال الربيعي، المتمثل في الواحد والعشرين من شهر آذار، وفي هذا اليوم يكون يوم الأمّ، فكأنما هذا اليوم خصّص للعطاء والجمال، ويمتدّ إلى الحادي والعشرين من شهر حزيران، وفيه تزهر الأشجار والورود، وتزدان الأشجار بخضرتها، ويبدأ النوّار بالتّفتّح على الأشجار، لتبدو حلّة قشيبة كعروس تزدان بإكليلها الأبيض، إلى أن تظهر ثمارها المتميّزة بألوانها المختلفة التي حباها الله بها.

وفي هذا الفصل ميزة جميلة حيث تنطلق فيه الرحلات المدرسية والعائلية؛ لما يزدان به من طقس جميل؛ فالمدارس تنظّم رحلاتها المدرسية في هذا الفصل، وما إن تنظر إلى الشوارع، حتى ترى حافلات الرحلات المدرسية متّصلة ببعضها البعض، كأنها قاطرات ترتبط ببعضها البعض في انتظام عفويّ، إلى أن تصل إلى المكان المحدد أو الهدف المنشود.

فيبدأ الطلّاب بالنزول من الحافلات بانتظام كأنهم سربٌ يصطفّون مثلَ أوتار عود، يسعون في دأب مستمرّ، وعيونهم ترقب جمال المكان من شجر وماءٍ وخضرة، ونسيم عليل، وألعاب تملأ المكان بما لذّ وطاب؛ فهذه تحلّق في الجو، وتلك تدور في انتظام، وأخرى تسير بصورة جميلة في ارتفاع وهبوط لترى من خلالها منظر المنطقة ككلّ، إلى أن يأتي المساء ويعود الطلاب أدراجهم إلى منازلهم، هذه واحدة من مجموعة ميزات يزدان بها هذا الفصل.

أما بالنسبة للطيور فإنّها تحلّق في هذا الفصل راقصة في جوّ السماء، وكأنها لاعبة تداعب بعضها بعضاً في انتظام يأسرُ اللّبّ والفؤاد، مكوّنة أشكالاً هندسية كأنها منقوشة بيدِ فنّان مبدع في فنّه واختيار ألوانه المتناسقة، وتلك تتراقص فوق أغصان الأشجار تغنّي أجمل الألحان، وكأنّها تعزف سيمفونيةً جميلة من سمفونيّات بيتهوفن الطَّروب، فيحتار الإنسان بجميل صنع الخالق المبدع وقدرته الخلّاقة.