ثالث الخلفاء الراشدين
عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين
هو عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن لؤي بن غالب بن فهر العدوي القرشيّ، وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وجدّته أمّ حكيم بنت عبد المطلب بن هاشم، وهي الأخت التوأم لعبد الله بن عبد المطّلب فهي عمة الرسول صلى الله عليه وسلم، وُلد في مكة بعد عام الفيل بستّ سنين على الصحيح، ولُقّب رضي الله عنه بذي النورين؛ لأنّه تزوّج رقية وأم كلثوم ابنتا رسول الله عليه الصلاة والسلام، وكانت كنيته بين المسلمين أبا عبد الله.[١]
وقد كان رضي الله عنه من السابقين للإسلام، أسلم على يد أبي بكر الصديق، حيث كان إسلامه قبل دخول الرسول عليه السلام لدار الأرقم،[٢] وهو أحد العشرة المبشّرين بالجنة، وثالث الخلفاء الراشدين، كما أنه كان ممن هاجروا إلى الحبشة والمدينة المنورة، وبالرغم من عدم حضوره غزوة بدر إلا أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام شهد له بحضورها؛ حيث أمره بأن يرعى زوجته رقية بنت الرسول عليه الصلاة والسلام، كما كان واحداً من الذين جمعوا بين العلم، والعمل، والصيام، والجهاد في سبيل الله، وصلة الأرحام، وكان رضي الله عنه عندما يقف على قبر الرسول عليه الصلاة والسلام يبكي حتى تبتل لحيته.[٣]
خلافة عثمان بن عفان
اختار عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل وفاته مجلساً للشورى لاختيار خليفة للمسلمين من بعده، وكان مؤلّفاً من عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، وتمّ عقد الاجتماع الأول للمجلس قبل وفاة عمر بن الخطاب بناءً على طلبه، ولكن الأعضاء لم يتفقوا ولم يتوصلوا إلى نتيجة، ثمّ عُقد مرة أخرى بعد وفاة عمر رضي الله عنه، ولم يتفقوا فيما بينهم على الخليفة، ولكن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أخرج نفسه من المنافسة، واشترط عليهم أن يتركوا له حرية الاختيار، وعاهدهم بأن يكون اختياره بعيداً عن الهوى، فلجأ إلى مشاورة المسلمين، واستطلاع رأي أهل المدينة، حتى يعرف من الذي تريده الأمة ليكون خليفة لها، فاختار الجميع عثمان بن عفان رضي الله عنه.[٤]
وبعد ذلك جمع عبد الرحمن بن عوف الناس في المسجد النبويّ لمبايعة الخليفة، ونادى عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وسألهما إذا كانا سيتّبعان سيرة ونهج رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وسيبتعدان عن تفضيل أقاربهما عن بقية الناس، فأجاب عليّ رضي الله عنه بتحفّظ بأنه سيبذل قصارى جهده وأنه سيستعين بالأمناء والأقوياء من بني هاشم وغيرهم، وأضاف بأنه سيجتهد قدر الإمكان، بينما وافق عثمان بن عفان على ما قاله عبد الرحمن، وبعد ذلك تمّت مبايعة عثمان بن عفان من قبل عبد الرحمن بن عوف وأصحاب الشورى وعامة الناس، ليكون خليفة على المسلمين.[٤]
جهود عثمان بن عفان في خدمة الحديث النبويّ
لازم عثمان بن عفان النبيّ عليه الصلاة والسلام فاستفاد منه استفادة كبيرة، حيث أخذ عنه العلم، وهذا ما جعله من كبار علماء الصحابة رضي الله عنهم، فروى رضي الله تعالى عنه عدداً من الأحاديث النبوية التي استفادت منها الأمة، مثل حديث: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)،[٥] وكان منهجه في خدمة الحديث النبوي اهتمامه بالجانب العمليّ التطبيقيّ، وعدم الاكتفاء بالبيان النظريّ، ومثال ذلك روايته لبعض أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام في الوضوء، فبعد أن روى حديثاً في فضل الوضوء، وضّح رضي الله تعالى عنه عملياً كيفية الوضوء الشرعيّ.[٣]
المراجع
- ↑ "عثمان بن عفان"، www.islamstory.com، 21-7-2008، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2018. بتصرّف.
- ↑ مصطفى عبدالباقي 11-7-2013، "عثمان بن عفان رضي الله عنه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب "عثمان بن عفان"، www.islamweb.net، 28-12-2011، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد سهيل طقوش (24-9-2017)، "تولي عثمان بن عفان الخلافة"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم: 5027.