-

فضل فعل الخير

فضل فعل الخير
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الرغبة في فعل الخير

يعتبر فعل الخير مقصداً إنسانياً هاماً أعلت من شأنه القيم السامية، والديانات السماوية، وأكَّدته، ورسَّخته لما له من نفع كبير يعود على الناس، والمجتمعات الإنسانية المختلفة، فضلاً عن أن انتشاره يعتبر دليلاً على وجود البذرة الصالحة في نفوس الناس، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً ، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا)[السلسلة الصحيحة].

إن فضل فعل الخير والإكثار منه عميمٌ لا يمكن حصره، أو إحصاؤه، وهو فضلٌ يصيب الناس في الدنيا والآخرة على حدٍّ سواء، فتنعم المجتمعات الإنسانية في الدنيا، ويسعد الإنسان المؤمن في الآخرة، عندما يعلي الله تعالى من مقامه، ويرفع من درجاته، وفيما يأتي تفصيل فضل فعل الأعمال الخيِّرة والإكثار منها.

فضل فعل الخير

شهادة الخيريّة

لا يوجد من هو أفضل من فاعل الخير، الذي يؤثر الآخرين على نفسه، ويقضي جزءاً من وقته مع الناس، ويقتطع مبالغ من ماله، ومال عياله من أجل إدخال السرور على نفوس المحتاجين الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت.

اتحاد أبناء المجتمع

منبع التفاؤل في فعل الخير هو أنّ الجميع سيشعرون أنّ الخير لم ينقطع، وهذا وحده كفيل بإدخال طاقة إيجابية عجيبة من نوعها، وشعور الجميع بأنّهم متكاتفون متعاونون معاً، يشدّ بعضهم من أزر بعض، وهذا ما أكّده الحديث النبوي الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مَثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم ، مَثلُ الجسدِ . إذا اشتكَى منه عضوٌ ، تداعَى له سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمَّى)[صحيح مسلم].

مضاعفة الأجور

أكّد القرآن الكريم على أن من ينفقون أموالهم في سبيل الله تعالى سينالون الأجر العظيم منه سبحانه، وأن أجورهم ستتضاعف أضعافاً مضاعفة، قال تعالى: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[البقرة:261].

نيل الراحة والسرور

ليس هناك ما هو أجمل من أن يرى الإنسان الفرحة، والسعادة، وقد غمرت الآخرين الذين قضى لهم بعضاً من حاجاتهم، وفرَّج عنهم بعضاً من كربهم، فهذا كفيل بجعل الإنسان فرحاً مسروراً، وبجعله يشعر بقيمته، وأهميته في هذا الوجود.

تفريج الكرب

من أعظم المكافآت التي يكافئ بها الله تعالى فاعلي الخير أنهّ سبحانه يفرِّج عنهم كُرَبَ يوم القيامة، وذلك نظير ما قاموا به من تفريج على الناس في الدنيا، وقضاء حاجاتهم في الوقت الذي احتاجوا فيه إلى من يقف إلى جانبهم، ويقدّم لهم العون، والمساعدة.