-

فضل سورة الفيل

فضل سورة الفيل
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

سورة الفيل

تعتبر سورة الفيل من سور القرآن الكريم العظيمة التي نزلت في الفترة المكية للبعثة النبوية المشرّفة، وهي السورة التاسعة عشر في ترتيب النزول، وقد سميت تلك السورة بهذا الاسم نسبةً إلى الحدث الجلل الذي حصل قبل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام حينما استخدم أحد الكفار مخلوقاً من مخلوقات الله وهو الفيل ليعتدي على أقدس مسجد وضعه الله على الأرض وهو البيت الحرام والكعبة المشرفة.

معنى سورة الفيل

بدأت السورة الكريمة بقوله تعالى: (ألم تر) بخطابٍ استنكاري لحال أهل الكفر الذي قابلوا دعوة النبي عليه الصلاة والسلام بالصدّ والاستكبار، حيث تذكرهم السورة الكريمة بحال المستكبرين من قبل وكيف أهلك الله أحدهم حينما همّ بفعلٍ يغضب الله تعالى، وأصحاب الفيل هم جند أبرهة الحبشي الذين كانوا معه، وكيدهم في السورة يشير إلى مخططهم الخبيث الذي بيتوه في الخفاء والسر لهدم الكعبة المشرفة، حيث جعل الله هذا الكيد في تضليل أي أبطله ومنعه حدوثه، حينما أرسل سبحانه عليهم طيراً أبابيل أي جماعات وزمراً متفرقة يتبع بعضها بعضاً، ترميهم بحجارةٍ من سجيل أي من طين قد تحجر بفعل حرقه بالنار، فكان كل طائر يحمل معه عدداً من هذه الحجارة ليقذف بها الظالمين، وقد كانت نتيجة ذلك أن جعلهم الله كالعصف المأكول أي كورق الشجر الذي تعصف به الريح وتأكل منه الدواب.

قصة أصحاب الفيل

أمّا قصة أصحاب الفيل التي ذكرت في كتب السيرة النبوية ومنها سيرة ابن إسحق فتتحدث عن حاكمٍ ظالم يدعى أبرهة الحبشي كان يحكم اليمن قبل البعثة النبوية المشرفة، وقد استاء هذا الظالم حينما كان يرى الناس تفد إلى الكعبة المشرفة من أجل التنسك والعبادة، فأراد أن يصرفهم عن ذلك حينما بنى بيتاً في اليمن سماه بالقليس ودعا الناس للوفود إليه بدلاً من الذهاب للكعبة، وحينما لم يأت أحدٌ إلى بيته المزعوم عزم على هدم الكعبة، فجهزّ لأجل ذلك جيشاً تتقدمه الفيلة ثمّ توجه به إلى مكة المكرمة، وفي مكان يقال له المغمس توقف قائد الفيلة وما حبسه عن التقدم إلاّ الله تعالى، ثم بعث الله سبحانه طيراً أبابيل ترمي القوم بالحجارة فماتوا وهلكوا.

فضل سورة الفيل

لا شك بإنّ فضل تلك السورة العظيمة أنّها تشير إلى آيةٍ من آيات الله تعالى وسننه في الانتقام من الظالمين، وفيها تسليةٌ عن قلوب المظلومين، وشحذاً لعزائمهم وإيمانهم بأنّ الله تعالى معهم وهو ناصرهم إذا ما نصروا دينه وآمنوا برسالته، وقد ظل حدث الفيل خالداً في تاريخ العرب حيث اتخذوا هذا اليوم ميقاتاً زمنياً يؤرخون به.