طريق هجرة الرسول
محمد صلى الله عليه وسلم
بعد أن أخذ نبيّنا الكريم صلى الله عليه وسلم ينشر الرسالة السامية التي بعثه بها ربّه سبحانه وتعالى قوبِل هو ومن آمن به بشتّى أصناف الأذى والعذاب، وحاولت قريش جاهدةً ثَنْيَهُ عن دعوته، فرأى أنّه لا بدّ من وسيلةٍ تُمكّنه من استجماع قوى المسلمين لتشكيل كيانٍ مُتماسك ودولةٍ قويّة تعينه على نشر دعوته وإنقاذ البشرية من ظُلمات الجهل وإدخالها إلى أنوار الإسلام، فكانت هجرته وأصحابه إلى المدينة المنوّرة.
بدأ المسلمون يهاجرون شيئاً فشيئاً من مكّة إلى المدينة، وبدأت قريش تشعر بالخطر، إلى أن حان الوقت الذي سيهاجر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضعوا خطّةً لقتله؛ أملاً في إنهاء الدين الإسلامي، واقترح عليهم أبو جهل أن ينتقوا رجلاً من كل قبيلة ويشترك هؤلاء الرجال جميعاً في قتله، فيتفرق دمه بين القبائل ويصعب الثأر له، فيوافق أهله على قبول الدية فقط، ولكنّ الله تعالى حفظه، ومضى في طريقه مُحاطاً بالعناية الإلهية، فما الأحداث التي جرت معه في هذه الطريق؟
خطّة طريق هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام
- خروج النبي صلّى الله عليه وسلم من أوّل الليل إلى صاحبه الصديق رضي الله عنه، وذلك قبل أن يفرضوا الحصار على بيته.
- بقاء سيدنا علي في فراشه عليه الصلاة والسلام ليردّ الأمانات إلى أهلها.
- استئجار رسول الله عليه الصلاة والسلام رجلاً من المشركين ليدلّهم على الطريق في الصحراء، هو عبد الله بن أريقط، وكان في منتهى الذكاء، وقد اختاروا الذهاب عن طريق ساحل البحر الأحمر لأنه غير معروف، فيصعب على المشركين إيجادهم.
- قرار النبي عليه الصلاة والسلام الذهاب أولاً في اتجاه اليمن جنوباً بدل الذهاب إلى المدينة، زيادةً في الحذر والتمويه.
- انتقاء غار ثور للبقاء فيه هو وصاحبه ثلاثة أيام قبل بدء المسير، وذلك ليفقد المشركون الأمل في العثور عليه.
- بقاء الراحلتين مع عبد الله بن أريقط خلال هذه الأيام الثلاثة، واللقاء بهما بعد ذلك عند الغار ليرافقهما في رحلتهما.
- تعيين سيدنا عبد الله بن أبي بكر الصديق لينقل لهما الأخبار وردود الأفعال من مكّة خلال هذه المدة، يذهب إليهما ليلاً ويعود قبل الفجر لئلاّ يشك أحدٌ في أمره.
- قيام عامر بن فهيرة برعي الغنم على المنطقة التي مشى بها الركب ليُخفيَ آثار الأقدام.
- الخروج من الغار ليلاً بعد انقضاء المدّة المتفق عليها وسلوك اتجاه اليمن ثمّ نحو ساحل البحر الأحمر وبعدها نحو المدينة.
- الوصول إلى المدينة المنوّرة لتبدأ مرحلة جديدة من الدعوة إلى هذا الدين العظيم.