الحكمة من غسل الجنابة
الحكمة من غسل الجنابة
إنّ أمر الشريعة الإسلامية بالاغتسال من الجنابة ينطوي على حِكمٍ عديدةٍ بيّنها العلماء، حيث قالوا إنّ الغُسل يبعث في جسم الإنسان النشاط والقوة اللذين فقدهما بخروج المني، فيُعين الجسم على تعويض ما فقد من طاقته ونشاطه، وقد نصّ الإمام ابن القيم -رحمه الله- على ذلك فقال: إنّ الاغتسال من خروج المني نافعٌ للقلب والبدن والروح، فالجنابة تُورث الإنسان ثقلاً وكسلاً، أمّا الغُسل فيمنحه نشاطاً وخفةً، وهذا أمرٌ يدركه كلّ إنسان صاحب حسٍّ سليمٍ وفطرةٍ صحيحةٍ.[1]
صفة الغسل من الجنابة
فيما يأتي بيانٌ لصفة الغسل الكاملة من الجنابة:[2]
- النّية بالقلب وعدم التّلفّظ بها؛ لأنها شرطٌ في صحة العبادة.
- التّسمية عند البدء بالغسل، وهذه سنةٌ نبويةٌ.
- غسل الكفّين؛ للتّأكد من طهارتهما عند غرف الماء.
- غسل الفرْج؛ لإزالة ما تلوّث به من مذي أو مني.
- الوضوء، فيتوضأ الإنسان كما يتوضأ للصّلاة، وله أن يؤخّر غسل رجليه إلى آخر الاغتسال إن لم يكن المكان الذي يغتسل فيه نظيفاً.
- إفاضة الماء على رأس الإنسان مع تخليل شعره به.
- تعميم البدن بالماء وإفاضته عليه مع دلكه، والسّنّة في ذلك أن يبدأ الإنسان بالشقّ الأيمن من جسده ثمّ الأيسر.
حكم تأخير غسل الجنابة
يجوز للمسلم أن يؤخّر اغتساله من الجنابة إلى حين دخول وقت الصلاة وقيامه إليها ولو كان ذلك لغير ضرورةٍ؛ فالغُسل واجبٌ عليه وجوباً متراخياً لا فورياً، وإنّما يجب عند النهوض لأداء الصلاة، ويجوز للمسلم أن ينام على جنابةٍ أيضاً، إلا أنّه يستحبّ له الوضوء قبل ذلك، وقد قال ابن عبد البرّ -رحمه الله- في ذلك: إنّ جمهور العلماء ذهبوا إلى أنّ الوضوء للجنب قبل النوم أمرٌ مستحبٌّ لا واجبٌ، أمّا أهل الظّاهر فقالوا بوجوبه؛ وهو قولٌ شاذٌّ.[3]
المراجع
- ↑ "ما الحكمة من أحكام الجنب في الإسلام ؟"، www.islamqa.info، 2014-12-30، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-28. بتصرّف.
- ↑ الشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح (2015-6-18)، "صفة غسل النبي صلى الله عليه وسلم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-28. بتصرّف.
- ↑ "تأخير غسل الجنابة ولو لغير ضرورة لا حرج فيه"، www.islamweb.net، 2004-1-26، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-28. بتصرّف.