موضوع تعبير عن قضاء وقت الفراغ
وقت الفراغ
يُقصَد بالفراغ: الخُلُوُّ من المُعوِّقات، والمشاغل الدنيويّة التي تمنعُ المرء من الاشتغال بالأمور الأُخرَويّة، ووقت الفراغ: هو الوقت الفائض عن العمل، وعن مختلف واجبات الحياة، كالأكل، والنَّوم، وتحقيق الحاجات الفسيولوجيّة، وهو الوقت الذي يكون فيه الفرد حُرّاً من الواجبات، والأعمال في حياته، وهو يُتيحُ له الاسترخاء، والتسلية، والنموّ الشخصيّ، والتكوين الاجتماعيّ، والعديد من النشاطات الأخرى، كما يمكن تعريف وقت الفراغ بمفهوم أكثر شموليّة على أنّه: الوقت الذي يقضيه الفرد في مُمارَسة مختلف النشاطات الهادفة خارج نطاق مهنته، أو عمله الوظيفيّ، حيث يمارسُ هذه الأنشطة بإرادته، واختياره، بحيث تتناسب مع أحواله المعيشيّة، والاجتماعيّة، وفئته العُمريّة، والطبقيّة، وذوقه، وقِيَمه، ومواقفه، بالإضافة إلى أنّه يُمثّل فائض الوقت الذي يحتار الإنسان في كيفيّة قضائه؛ فقد يستغلُّه بشكل إيجابيّ، وفعّال، بحيث يعود عليه بالنفع، والفائدة، أو استغلاله بشكل سلبيّ، وأداء أعمال غير مفيدة تقودُ إلى نتائج وخيمة.[1]
قضاء وقت الفراغ
قد يقضي البعض وقت الفراغ بشكل إيجابيّ، وفعّال، بينما يقضيه آخرون بشكل سلبيّ لا يعود بالنفع عليهم، وفيما يلي تفصيل للحالَتين:
الاستغلال الجيّد لوقت الفراغ
يتمّ استغلال وقت الفراغ بالشكل الأمثل، بحيث يُحقِّق الفائدة للفرد، والمجتمع ككلّ، حيث يتمّ ذلك بالأساليب الآتية:[1][2]
- المشاركة في مراكز الشباب: حيث تُعتبَر مراكز الشباب بمثابة مُؤسَّسات تربويّة، واجتماعيّة تُؤدّي رسالة حيويّة، كما تلعبُ هذه المراكز دوراً مُهمّاً في تنمية النشاطات الشبابيّة، وتربية الشباب بما يُفيدُهم، ويُفيدُ مجتمعهم، وقد ظهرت هذه المراكز؛ بسبب زيادة أوقات الفراغ لدى الطلّاب، أو الشباب، لا سِيَّما في العُطلات الأسبوعيّة، والفصليّة، والسنويّة؛ لذلك كان من الضروري استثمار أوقات الفراغ لديهم بكلّ إيجابيّة بما يعود عليهم، وعلى المجتمع بالنفع، والفائدة. وتستغلُّ مراكز الشباب أوقات الفراغ بالشكل الأمثل عند الفئات العُمّالية، والمهنيّة من الشباب، بما يُناسب حاجاتهم الجسمانيّة، والذهنيّة، والاجتماعيّة، وتنمية قدراتهم، وترشيد سلوكهم الترويحيّ. ومن الجدير بالذكر أنّ مراكز الشباب تُقسَم إلى نوعين، هما: المراكزالمُؤقَّتة؛ وهي المراكز التي يتمّ إنشاؤها خلال فترة الصيف، والعطلة الصيفيّة فقط، والمراكز الدائمة التي تستمرُّ خلال أيّام السنة كلّها، وتضمن ممارسة العديد من الأنشطة، علماً بأنّ كلا النوعَين يضمّان العديد من الأنشطة الهادفة؛ لمَلء أوقات الفراغ؛ كالأنشطة الدينيّة، والثقافيّة، والرياضيّة، والفنّية، والاجتماعيّة.
- الانخراط، والمشاركة في مختلف الدورات التدريبيّة، والهادفة، والتي تسعى إلى تنمية قدرات الأفراد، ومهاراتهم، وصَقل شخصيّاتهم.
- ممارسة الأنشطة الرياضيّة، كلعب كرة القدم، والجري، وممارسة التمارين في النادي الرياضيّ؛ فالعقل السليم في الجسم السليم.
- قراءة الروايات، والقصص الهادفة، والكُتُب العلميّة النافعة، والمفيدة، مما يُؤدّي إلى زيادة التحصيل العلميّ، والثقافيّ، والفكريّ، كما يمكن أيضاً قراءة كتاب الله (القرآن الكريم)، وتلاوته، وحفظه، والمشاركة في المسابقات الدينيّة، والعلميّة، والأدبيّة.
- زيارة الأقارب، والأهل، والأصدقاء؛ فقد أوصى الله -تعالى-، ونبيُّه الكريم بصِلَة الرَّحِم.
- مشاهدة البرامج الوثائقيّة، والهادفة على التلفاز، وسماع ما هو مفيد على الإذاعة.
- ممارسة الهوايات المُفضَّلة، وتنميتها، وتطويرها، كالكتابة، والرَّسم، والفنّ، وغيرها من المهارات المفيدة.
- المشاركة الفعّالة في الأعمال، والمُبادرات التطوُّعية، وأعمال الخدمة العامّة، وأعمال الخير، والبِرّ.
- الاهتمام بالنفس، والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنَّهي عن المُنكَر، والحرص على مُجالَسة الصالحين.
الاستغلال السيِّئ لوقت الفراغ
قد يقضي البعض وقت فراغه في ممارسة أفعال غير مفيدة، حيث تضرُّ بمصلحته، ومصلحة المجتمع، ومن هذه الأفعال:[3]
- اللهو، واللعب الباطل، وكلّ ما يُشكِّل مَضيَعةً للوقت دون نفع؛ حيث قد يعتكفُ البعض على أدوات اللعب، واللهو طوال وقت فراغهم.
- الغيبة، والنميمة، ونَهش أعراض الناس، وسمعتهم، علماً بأنّ الله -تعالى- حرَّم ذلك أشدّ تحريم، وشبَّه من يخوض في عِرض المُسلم بمَن يأكل لحمه وهو ميِّت.
- سماع الغناء المُحرَّم، وما يحدث فيه من سماع أصوات ترنُّم، وترقيق، وما يتضمَّنه من كلام يُثير الأشجان، ويدفع النفوس الشريرة إلى مقارفة المعاصي، ومشاهدة الصور الخليعة التي تُحرِّك الغرائز لديهم، والصدِّ عن العبادات، وذِكر الله -تعالى-.
- النظر إلى الأشياء المُحرَّمة؛ كالأفلام، والصور الخليعة؛ لإشباع الغرائز، والشهوات.
وظائف أنشطة أوقات الفراغ
تُؤدّي الأنشطة المفيدة، والهادفة التي تُمارَس في وقت الفراغ العديد من الوظائف، وأهمّها:[4]
- الوظائف الدينيّة: والمُتمثِّلة بترسيخ الإيمان بالله -تعالى-، وفَهْم التعاليم الإسلاميّة، وتدعيم الأخلاقيّات الحَسَنة، والقِيَم الحميدة، وزيادة توثيق المحبّة في الله، ويتحقَّق ذلك من خلال الحثِّ على إقامة الشعائر الدينيّة، وتوجيه المشاركين، وتدريبهم على الخُلُق، والسلوك الإسلاميّ.
- الوظائف الاجتماعيّة: والمُتمثِّلة بالمُمارَسات الاجتماعيّة، كالعمل المُشترَك، والتعاوُن، والتنافُس، والمقدرة على إيجاد علاقات جيّدة مع الآخرين، والابتعاد عن الانطوائيّة، والفرديّة، والأنانيّة، من خلال التعامل مع الآخرين، دون التعرُّض لظروف الدراسة، أو العمل، وقيودها، وشروطها.
- الوظائف النفسيّة: وتعني كافّة العوامل التي تُؤدّي بشكل، أو بآخر إلى إدخال السرور، والبهجة إلى النفس، والقضاء على أشكال المُعاناة النفسيّة، وذلك من خلال إشباع الرغبات، والدوافع الفرديّة، وتوفير الفُرَص، والخبرات التي تُؤثِّر في صَقل شخصيّة الفرد؛ فالنشاطات الترويحيّة تُتيحُ للفرد مشاركة جماعات الهوايات، واللعب، والأندية، وهذه بدورها تُوفِّر للفرد حرّية التعبير عن الشعور الداخليّ، وتلبية مُتطلَّباته النفسيّة، والتخفيف من حدّة الاغتراب.
- الوظائف الصحّية: وتتمثَّل بالجانب الجسميّ، والبدنيّ للفرد؛ فالأنشطة الترويحيّة، وخاصّة الألعاب التي فيها بَذْلٌ للجُهد، وحركة مُستمرّة، تُساهم في الحفاظ على الصحّة، والوقاية من الأمراض.
- الوظائف التنمويّة: وتعني استغلال الوقت الإضافيّ عند الشباب بما يعود بالنفع على المجتمع ككلّ، ويتحقَّق ذلك من خلال المشاركة الفعّالة في الأعمال الخيريّة، والتطوُّعية، وممارسة الخدمة العامّة.
- الوظائف الإصلاحيّة: وتعني توجيه الشباب في المجتمع نحو الابتعاد عن السلوك الإجراميّ، أو الانحرافيّ، وإدراك أهمّية التخطيط للمستقبل، وتوجيه طاقاتهم لما هو ممتع، ومفيد.
- الوظائف الاقتصاديّة: وتعني ما يعود على الأفراد، وعلى مجتمعهم بالنَّفع المادّي، والماليّ، وذلك من خلال تدريبهم على الحِرَف، والمِهَن، ومساعدتهم على العمل بأيديهم، وإشراكهم في مشاريع التنمية المختلفة.
المراجع
- ^ أ ب د.عثمان سيد أحمد محمد خليل، الشباب وأوقات الفراغ، صفحة 32،83،84. بتصرّف.
- ↑ جمعية الطالب للتنمية الشبابية، تحديات الشباب في حضرموت الواقع والطموح، صفحة 19. بتصرّف.
- ↑ أبو أنس علي بن حسين أبو لوز، الشباب والفراغ ، صفحة 14-19. بتصرّف.
- ↑ خلود مسّلم البلوي، المشكلات الاجتماعية المرتبطة بأنماط شغل أوقات الفراغ، صفحة 41-43. بتصرّف.