طرق علاج طنين الاذن
طنين الأذن
يمكن تعريف طنين الأذن (بالإنجليزية: Tinnitus) بأنّه صوت داخلي يسمعه المصاب في إحدى أذنيه أو كلتيهما، وقد يشبه ذلك الصوت الصفير، أو الرنين، أو الدق المتكرّر، وفي معظم الحالات يكون الطنين مسموعاً فقط من قِبل المصاب نفسه؛ وهو ما يسمى بالطنين الشخصاني (بالإنجليزية: Subjective tinnitus). وفي الحقيقة، لا يمكن اعتبار طنين الأذن مرضاً بحدّ ذاته، فهو أحد الأعراض التي تظهر نتيجة الإصابة بمشاكل صحيّة أخرى، وهنا يمكن القول إنّ طنين الأذن قد يكون مؤقتاً في بعض الحالات، بينما يكون مزمناً ويستمر لفتراتٍ طويلةٍ في حالات أخرى، وبالرغم من أنّ بعض المصابين بالطنين المزمن يتأقلمون مع وجود هذا الصوت في الأذن، إلّا أنّ البعض الآخر يجد صعوبةً بالغةً في التعامل مع الحالة، ممّا قد يتسبّب بالمعاناة من مضاعفاتٍ واضطراباتٍ أخرى، كالأرق، وصعوبة التركيز، والقلق، والاكتئاب. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض حالات الطنين التي تحدث داخل أذن المصاب يمكن سماعها من قبل أشخاصٍ آخرين، وتُسمى هذه الحالة؛ الطنين الموضعي (بالإنجليزية: Objective tinnitus)، وهي تشكل أقل من 1% من حالات الطنين، وقد تشير هذه الحالة إلى مشكلةٍ صحيةٍ تستدعي تدخلاً طبياً طارئاً.[1]
علاج طنين الأذن
تُعدّ الخطوة الأولى والأهم في العلاج هي في تحديد المشكلة الأساسية وراء الإصابة بطنين الأذن وعلاجها إن أمكن ذلك.[1] وفي الحقيقة، لا يوجد علاجٌ فعليٌ يمكن من خلاله الشفاء من مشكلة طنين الأذن بحدّ ذاتها، ولكن هناك عدّة طرق يمكن من خلالها التخفيف من شدّة الأعراض التي يعاني منها المصاب، وتحسين نوعية الحياة لديه، ومن هذه الطرق نذكر ما يأتي:[2]
- استخدام مساعدات السمع: إذ إنّ معظم الأشخاص يعانون من طنين الأذن نتيجة الإصابة بمشاكل ضعف السمع، إذ إنّ ضعف السمع يؤدي إلى تغيرات في طريقة معالجة الدماغ لترددات الأصوات، مما ينتج عنه مشكلة الطنين؛ وبالتالي فإنّ جهاز مساعد السمع المزوّدة بميكروفون ومكبرٍ للصوت، يساعد على زيادة حجم الأصوات الخارجية، فيحسّن ذلك من قدرة المصاب على السمع، وقدرة الدّماغ على معالجة الأصوات، وبالتالي التخفيف من طنين الأذن.
- حجب صوت الطنين: حيث تتوفر عدة أجهزة بأحجامٍ وأشكالٍ مختلفةٍ لهذه الغاية؛ تقوم بإصدار أصواتٍ مختلفة كالضوضاء البيضاء، أو الضوضاء الوردية، أو الموسيقى، أو أصوات أخرى تكون مقبولةً لدى الشخص، إذ تكون هذه الأصوات أعلى من صوت الطنين داخل الأذن بحيث تحجبه أو تخفيه، وهنا تجدر الإشارة إلى إمكانية استخدام صوت التلفاز، أو صوت المروحة، أو سماعات الرأس بهدف إخفاء صوت الطنين في الأذن.
- استخدام أجهزة الصوت: فهذه الأجهزة الطبية الحديثة تقوم بإصدار أصوات مخصّصة، تتناسب بشكل ما مع طنين الأذن الذي يعاني منه المصاب، ويتمّ ارتداء هذه الأجهزة بشكلٍ متقطّعٍ، أي أنّه لا حاجة لارتدائها بشكلٍ مستمرٍ كالأجهزة الاعتيادية الأخرى، إذ يشعر المصاب بتحسّن حالته لفترةٍ طويلةٍ بعد إزالتها، بالإضافة إلى أنّ هذه الأجهزة قد تُظهر تحسّناً ملموساً على المدى الطويل من استخدامها.
- اللجوء إلى العلاج السلوكي: كثيراً ما يرافق طنين الأذن عدداً من المشاكل الناجمة عن الضغط النفسي الذي يعاني منه المصاب، كالاكتئاب، والأرق، والقلق، كما ذكرنا سابقاً؛ لذلك يصبح من الضروري اللّجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy)؛ والذي يهدف إلى تحسين حياة المصاب من خلال تزويده بالسبل المختلفة التي تمكّنه من التعايش مع حالته الصحية وتقبّلها.
- استخدام مضادات الاكتئاب ومضادات القلق: قد يقوم الطبيب بوصف هذه الأدوية كجزءٍ من العلاج، وذلك للتخفيف من انزعاج المصاب وتحسين نوعية حياته؛ إذ يمكن أن تساعد مضادات القلق، مثل؛ ألبرازولام (بالإنجليزية: Alprazolam) على التخفيف من أعراض الطنين التي يعاني منها المريض، كما يتمّ استخدام مضادات الاكتئاب في بعض الحالات، ومن الأمثلة عليها: كلوميبرامين (بالإنجليزية: Clomipramine)، ديسيبرامين (بالإنجليزية: Desipramine)، وإيميبرامين (بالإنجليزية: Imipramine)، ونورتريبتيلين (بالإنجليزية: Nortriptyline)، وبروتريبتيلين (بالإنجليزية: Protriptyline).
- علاج الخلل الوظيفي أو الإنسداد الذي يسبّبب الطنين: قد يحدث طنين الأذن أيضاً بسبب وجود مشكلة في المفصل الصدغي الفكي (بالإنجليزية: Temporomandibular joint)، وفي هذه الحالة يمكن من خلال إجراءات طب الأسنان أو تصحيح إطباق الأسنان، التخفيف من مشكلة الطنين في الأذن، وبالإضافة إلى ذلك قد يؤدّي وجود عائق في الأذن إلى الإصابة بطنين الأذن، مثل؛ تراكم شمع الأذن، أو وجود مواد غريبة متراكمة على طبلة الأذن، وفي هذه الحالة يمكن مراجعة طبيب أنفٍ وأذنٍ وحنجرةٍ لمعاينة الحالة، وتحديد سبب انسداد القناه السمعية وعلاجها.
- ممارسة التمارين الرياضية: حيث تسهم ممارسة التمارين الرياضية في السيطرة على التوتّر أو المشاكل النفسية التي قد يعاني منها المصاب بطنين الأذن، وتحسين جودة النوم لديه، والمحافظة على صحته.
- اللجوء إلى العلاجات البديلة: ومن الأمثلة عليها؛ المكمّلات الغذائيّة، والوخز بالإبر، والمعالجة المثلية (بالإنجليزية: Homeopathic remedies)، والتنويم الإيحائي أو التنويم المغناطيسي (باللاتينية: Hypnosis)، وهذه الطرق يمكن اللّجوء إليها كعلاجات بديلة ومكمّلة في حالة الإصابة بطنين الأذن، ولكنّها غير مدعّمة بأساسٍ علمي. وهناك أيضاً من يعتمد عشبة الجنكة، أو المكمّل الغذائي الذي يحتوي على خليط من الزنك، والجنكة، وفيتامين ب12 لعلاج طنين الأذن، والذي لم يتم تقييمه من قبل مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية لاستخدامه في علاج طنين الأذن.
أسباب طنين الأذن
في الحقيقة هناك عدّة أسباب والعوامل التي قد تكمن وراء الإصابة بطنين الأذن، ومن هذه العوامل نذكر ما يأتي:[3][1]
- الإصابة بإحدى مشاكل ضعف السمع.
- الإصابة بمرض مينيير (بالإنجليزية: Meniere's disease).
- الإصابة ببعض المشاكل الصحيّة مثل، مرض السكري، واضطربات لغدّة الدرقية، أو التصلّب المتعدّد (بالإنجليزية: Multiple sclerosis).
- الإصابة بالقلق أو الاكتئاب.
- تناول أنواع معيّنة من الأدوية؛ قد يحدث طنين الأذن نتيجة تناول بعض أدوية العلاج الكيماوي، أو المضادّات الحيوية، أو مضادات الالتهاب اللاستيرويدية؛ كالأسبرين.
- التعرّض لإصابات في الرأس والرقبة.
- تعرّض الأذن للعدوى.
- دخول جسم غريب أو تراكم شمع الأذن وملامسته الطبلة.
- وجود مشاكل في قناة استاكيوس (بالإنجليزية: Eustachian tube).
- الإصابة باضطرابات في المفصل الصدغي الفكي (بالإنجليزية: Temporomandibular joint).
- المعاناة من تيبّس عظام الأذن الوسطى.
- التعرّض لإصابات الدماغ الرضية (بالإنجليزية: Traumatic brain injury) واختصاراً TBI.
- الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية (بالإنجليزية: Cardiovascular diseases).
مراجعة الطبيب
هناك بعض الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب بأسرع وقت عند الإصابة بطنين الأذن، ومن هذه الحالات نذكر ما يأتي:[3]
- حدوث طنين الأذن بشكل منتظم أو ثابت.
- تدهور مشكلة طنين الأذن مع الوقت.
- تأثير الطنين على نوعية حياة المصاب، والتسبّب بإنزعاجه، كأن تؤثّر مثلاً على تركيزه أو نومه.
- الإصابة بالطنين بعد التعرّض لإصابة على الرأس.
- الإصابة بضعف السمع بشكلٍ مفاجيءٍ، بالإضافة إلى ضعف عضلات الوجه، والشعور بالدوار؛ ففي حال رافقت هذه الأعراض طنين الأذن لا بدّ من مراجعة الطبيب بشكلٍ فوري.
- تزامن الطنين في الأذن مع نبض القلب، وتتطلب هذه الحالة مراجعةً عاجلةً للطبيب.
المراجع
- ^ أ ب ت Kathleen Davis (15-12-2017), "What you need to know about tinnitus"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-10-2018. Edited.
- ↑ Corinne O’Keefe Osborn (15-11-2017), [ https://www.healthline.com/health/tinnitus-remedies#tinnitus-remedies "Tinnitus Remedies"]، www.healthline.com, Retrieved 8-10-2018. Edited.
- ^ أ ب "Tinnitus", www.nhs.uk,29-3-2018، Retrieved 8-10-2018. Edited.