علاج البهاق بالجراحة
البهاق
يحتوي الجلد على خلايا تُعرف بالخلايا الميلانينية (بالإنجليزية: Melanocytes)، وتقوم هذه الخلايا بإنتاج الميلانين الذي يُعطي الجلد لونه، إضافة إلى دوره في حماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية (بالإنجليزية: Ultraviolet light)، وإنّ موت هذه الخلايا في أجزاء معينة من الجلد يتسبب بظهور بقع لا لون لها، وإنّ هذه الحالة تُعرف بالبهاق (بالإنجليزية: Vitiligo)، ويُعتبر البهاق مرضاً طويل الأمد يُرافق المصاب طوال حياته، وقد يؤثر في الأشخاص جميعهم، من مختلف الأعراق، والأعمار، وكذلك يُصيب الأشخاص من مختلف الجنسين، ذكوراً وإناثاً، ومن الجدير بالذكر أنّ نسبة الأشخاص المصابين بمرض البهاق عالمياً تُقدّر بما يُقارب 0.5-2% من الأشخاص. وتجدر الإشارة إلى أنّ المناطق المتأثرة من الجلد بالبهاق تختلف من مصابٍ إلى آخر، وقد لا يقتصر تأثير البهاق في الجلد، وإنّما يتعدّاه ليشمل العيون، وباطن الفم، والشعر، وفي الحقيقة لا يقتصر تأثر المناطق بالبهاق على فقدانها للونها الأصليّ، وإنّما يتعدّى الأمر ذلك لتكون هذه المناطق حساسة لضوء الشمس بشكلٍ أكثر من مناطق الجلد الأخرى، إضافة إلى ما سبق يجدر التنبيه إلى أنّ البهاق مرض غير مُعدٍ، وعلى الرغم من عدم معرفة المُسبّب الحقيقيّ له، إلا أنّه يُعتقد أنّ هناك مجموعة من العوامل التي تلعب دوراً في حدوثه، مثل اضطرابات المناعة الذاتية التي يُهاجم فيها الجهاز المناعيّ خلايا الجسم عن طريق الخطأ، وفقدان توازن الإجهاد التأكسدي المرتبط بالجينات، وكذلك التوتر، والتعرّض لبعض المواد الكيميائية، والتعرض لحروق الشمس والجروح، كما وتلعب العوامل الوراثية دوراً مهمّاً في ظهوره، فقد وُجد أنّه قد ينتقل من الآباء إلى أبنائهم.[١]
علاج البهاق بالجراحة
يقوم مبدأ علاج البهاق بالجراحة على ترقيع الجلد المتأثر بالبهاق بجلدٍ سليم لا تزال الخلايا الميلانينية فيه تعمل بشكلٍ سليم، وتتم إزالة الطبقة الخارجية للجلد تحت تأثير التخدير الموضعي في عيادة الطبيب المختص، وذلك إمّا عن طريق إجراء طبيّ يُعرف بالتخريم (بالإنجليزية: Punch Biopsy)، وإمّا من خلال إجراء طبي آخر يُعرف بالخزعة عن طريق الكشط (بالإنجليزية: Shave biopsy)، وإمّا باستخدام تقنية العلاج بالتبريد (بالإنجليزية: Cryotherapy)، وإمّا من خلال ما يُعرف بتسحيج البشرة (بالإنجليزية: Dermabrasion)، ويمكن تقسيم العمليات الجراحية المعتمدة في علاج البهاق كما يأتي:[٢]
- الترقيع النسيجي: (بالإنجليزية: Tissue grafting)، وهناك ثلاثة أنواع أساسية لهذا النوع من العمليات، يمكن بيانها فيما يأتي:
- الترقيع الخلوي: (بالإنجليزية: (Cellular grafting)، ولهذه العملية نوعان أساسيان، هما:
- الجراحة بطريقة تخريم الجلد المصغّر: (بالإنجليزية: Miniature punch grafting)، وتُعدّ هذه الجراحة من أكثر أنواع الجراحة المُستخدمة في علاج البهاق، وذلك لبساطتها وفعاليتها، وتتم بأخذ عينة من الجلد السليم من الفخذ أو الأرداف بما يُقارب قطرها 2 مم وتُستخدم في ترقيع الجلد المتأثر بالبهاق، ومن المضاعفات المحتملة لهذه العملية الجراحية فقد النسيج الجلدي الذي تمت زراعته وزيادة خطر المعاناة من العدوى، مع وجود احتمالية لرفض الجزء المتضرر الجلد المنقول، بالإضافة إلى عدم توافق أو تطابق لون الجلد المنقول للون المنطقة المنقول إليها، وزيادة التصبغ (بالإنجليزية: Hyperpigmentation)، وغير ذلك.
- الجراحة بطريقة الفقاعة (بالإنجليزية: Suction blister grafting)، وتقوم هذه العملية على تكوين فقاعات جلدية في منطقة الجلد السليم التي يُرغب بنقل الجلد منها، وذلك بإحداث ضغط سلبيّ عليها، إمّا عن طريق الإبرة، أو استعمال كوب للشفط، أو استعمال مضخة للشفط أو ما شابه، ثم تتم إزالة رقع الفقاعات إلى المنطقة المعنيّة بعد قصها وترتيبها بالشكل والحجم المناسب، وتُعدّ هذه العملية آمنة بشكل عام، وغير مكلفة، وسهلة التطبيق، ولكنّها لا تُطبّق إلا إذا كان البهاق قد أصاب منطقة صغيرة من الجلد، كما أنّ إجراءها يستغرق وقتاً طويلاً، ومن المضاعفات المحتملة لهذه العملية زيادة أو فرط التصبغ، ورفض الجلد المنقول، وفقدان الصبغة الجلدية حول منطقة الرقعة.
- الترقيع باستخدام طعم جلدي جزئي السماكة (بالإنجليزية: Split thickness skin grafting)، وتتميز هذه العملية بإمكانية استخدامها في الحالات التي يُغطّي فيها البهاق مناطق كبيرة من الجلد دون إحداث اختلال في تصبّغ الجلد، وتتم بحلق طبقات جزئية السمك من منطقة الجلد السليمة ونقلها إلى المتأثرة، ومن المضاعفات المترتبة عليها ظهور بقع الحليب واحتمالية رفض الجلد المنقول.
- عملية (Autologous non-cultured epidermal cell suspensions): وتُعدّ من العمليات المشهورة للغاية على مستوى العالم، وتتميز بإمكانية استعمال رقعة صغيرة من الجلد السليم لعلاج مناطق كبيرة من الجلد المصاب بالبهاق، إضافة إلى أنّ نتائجها تكون ممتازة من حيث مطابقة لون الجلد المنقول للون الجلد المتأثر، ولكنّها مكلفة للغاية ومعقدة، وتتم بأخذ نسيج جلديّ سليم ووضعه في مادة التريبسين (بالإنجليزية: Trypsin) للفصل بين طبقتي الأدمة (بالإنجليزية: Dermis) والبشرة (بالإنجليزية: Epidermis)، ثم يتم فصل الخلايا الميلانينية من طبقة البشرة وتحضير مُعلّق منها ليتم نقله إلى الجلد المتأثر.
- عملية (Cultured melanocyte suspensions): وتتم بالطريقة المذكورة أعلاه، ولكن بعد فصل الخلايا الميلانينية من طبقة البشرة، يتم جمع الخلايا الميلانينية والخلايا الكيراتينية ووضها في وسط يحتوي على عوامل ومواد تساعد على النموّ، ثم يُنقل المُعلّق إلى الجزء المتأثر، وتتم في هذه العملية معالجة منطقة كبيرة من الجلد المتأثر في جلسة واحدة.
عوامل تؤخذ بالاعتبار عند الجراحة
قبل اتخاذ قرار إجراء العمليات للمصابين بمرض البهاق، يجدر أخذ بعض العوامل بعين الاعتبار، نذكر منها ما يأتي:[٣]
- حجم المنطقة المتأثرة من الجلد.
- استقرار المرض.
- موقع الجلد المتأثر.
- نوع البهاق.
- عمر المصاب.
- نوع الجلد المتأثر.
- توقعات المريض.
- حالة الجلد المُتبرّع.
المراجع
- ↑ "Understanding the symptoms of vitiligo", www.medicalnewstoday.com, Retrieved May 8, 2018. Edited.
- ↑ "Surgical treatment of stable vitiligo", www.dermnetnz.org, Retrieved May 8, 2018. Edited.
- ↑ "Surgical Management of Vitiligo: Surgical Therapies", www.medscape.org, Retrieved May 9, 2018. Edited.