-

علاج التوحد بالغذاء

علاج التوحد بالغذاء
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

طيف التوحد

يُعدّ التوحّد من الاضطرابات العصبية السلوكية المعقدة والذي يتّصف بضعفٍ في القدرة على التواصل الاجتماعي وتنمية المهارات اللغوية، ووجود سلوكياتٍ عنيدةٍ ومتكررةٍ ترتبط مع مهارات التواصل، وأصبح يطلق الآن عليه اضطراب طيف التوحد (بالإنجليزية: Autism spectrum disorder) لظهور نطاقٍ واسعٍ من الأعراض ودرجات الاعتلال، ويعاني الأطفال المصابين بالتوحد من صعوبة في التواصل ولديهم مشكلة في فهم ما يعتقده الآخرون ويشعرون به، ممّا يجعل من الصعب عليهم التعبير عن أنفسهم بالكلمات، أو من خلال الإيماءات، وتعبيرات الوجه، واللمس، وتظهر الأعراض عادةً خلال الثلاث سنوات الأولى من الحياة، أو منذ الولادة لدى بعض الاطفال، وقد تظهر الأعراض فجأةً عند بلوغ عمر يتراوح بين 18-36 شهراً على الرغم من النمو بشكلٍ طبيعيٍ في البداية، وفي بعض الأحيان لا تظهر أعراض اضطراب التواصل عند بعض الأشخاص، ومن الجدير بالذكر أنّ إصابة الذكور بالتوحد تعدّ أكثر شيوعاً مقارنةً بالإناث بأربعة أضعافٍ، بالإضافة إلى أنّه لا يؤثّر دخل الأسرة، أو نمط الحياة، أو المستويات التعليمية على خطر إصابة الطفل بالتوحد.[1]

علاج طيف التوحد بالغذاء

عادةً ما يكون الأطفال المصابين بالتوحّد انتقائيين في اختيار الطعام (بالإنجليزية: Picky eating) إذ عادة ما يقتصر النظام الغذائي على ما لا يقلّ عن اثنين أو ثلاثة أطعمة، وهناك بعض المخاوف الشائعة في تغذية أطفال التوحد كتغيير قوام الطعام خاصة في مرحلة الطفولة، بالإضافة إلى صعوبة تحديد وقت الوجبات وقبول الأطعمة الجديدة، والتقيد في الاطعمة بسبب لونها، وملمسها، وتغليفها، ودرجة حرارتها، وفيما يأتي سيتم ذكر بعض الاستراتيجيات التي يتم اتباعها مع أطفال التوحّد لحل مشكلة انتقاء الطعام:[2]

  • الحمية الخالية من الغلوتين والكازين: تعد الحمية الغذائية الخالية من الغلوتين والكازين (بالإنجليزية: Gluten Free Casein Free Diet) من أكثر الحميات الشائعة في حالات التوحد، وذلك بسبب احتمالية أن يكون الأشخاص الذين يعانون من التوحد مصابين بما يعرف بمتلازمة تسرّب الأمعاء، إذ يتم تسريب الكازين والغلوتين غير المهضوم إلى مجرى الدم، وتتداخل هذه البروتينات مع الأداء وظيفة الجهاز العصبي بشكلٍ طبيعيٍ؛ ممّا يؤثّر على السلوك والوظائف العقلية لدى المصابين في التوحد، لذلك قد تؤدي إزالة الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين والكازين من النظام الغذائي إلى تحسين سلوكيات المصابين بالتوحد، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ بعض الأدلة على فعالية هذه الحمية تعتبر غير حاسمةٍ بعد.
  • تجنب الأطعمة المحتوية على المركبات الفينولية والساليسيلات: إذ تسبّب انخفاض مستويات الإنزيمات اللازمة لتكسير هذه المركبات مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الناقلات العصبية مثل السيروتونين؛ والتي قد تؤثر في السلوك، وذلك بحسب دراسة أُجريت على عينةٍ صغيرةٍ من الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد عند تناولهم لهذه الأطعمة.
  • تجنب استهلاك المواد المضافة للأغذية: حيث يُعتقد أنّ الأشخاص الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد لا يمكنهم تحمل مجموعةٍ من المواد المضافة كما تؤدي لآثارٍ سلبيةٍ على سلوكهم، ومن هذه المواد الأسبارتام، وغلوتامات أحادي الصوديوم، والألوان الصناعية، مثل: E110، وE102، وE122، وبنزوات الصوديوم.
  • تناول المكملات الغذائية: قد يعاني المصابين في التوحد من اختلالٍ في عمليات التمثيل الغذائي أو العمليات البيوكيميائية، لذلك قد تكون هناك حاجةٌ إلى جرعاتٍ كبيرةٍ من الفيتامينات أو المعادن، مثل: فيتامين أ، وفيتامين ب6، وفيتامين ج، والزنك، والمغنيسيوم، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ الجرعات المقترحة تتجاوز الحد الأعلى الآمن لدى البالغين في بعض الأحيان، ولا يعرف إلّا القليل عن تأثير الجرعات العالية طويلة المدى على الأطفال.

نصائح غذائية للمصابين بالتوحد

هناك إرشادات غذائية يمكن اتبعاها في حالة الأطفال المصابين باضطراب التوحد؛ ويُذكر منها ما يأتي:[3]

  • جعل أوقات الطعام روتينة: يبذل أطفال التوحد جهداً أكبر خلال فترة الوجبات وذلك بسسب ازدحام المطبخ، والأضواء الساطعة، وحتى ترتيب الأثاث، لذلك فإنّ جعل أوقات الطعام روتينة قدر الإمكان وفي نفس الوقت تُعدّ من أبسط الطرق لتقليل التوتر لدى الطفل، بالإضافة إلى تجريب كل ما يجعل الطفل يشعر بالراحة.
  • البحث عن إرشاداتٍ للحميات الخاصة: فكما ذكر سابقاً؛ أن اتباع نظامٍ غذائيٍ خالٍ من الغلوتين؛ وهو نوع من البرويتن الموجود في القمح والشعير، وخال من الكازين؛ وهو البروتين الموجود في الحليب، قد يحسّن من أعراض التوحد، وتجدر الإشارة إلى أنّه ينصح الحذر والتأكّد من أنّ الحميات الغذائية التي تحدد عنصراً غذائياً معيناً (بالإنجليزية: Restrictive diets) تزوّد الطفل بحاجته الغذائية كما يُوصى استشارة أخصائي التغذية قبل إجراء أي تغيرٍ في النظام الغذائي للطفل.
  • توفير عدّة خيارات: يواجه العديد من آباء أطفال التوحد صعوبةً في اختيار الطعام؛ وذلك بسبب حساسية الأطفال للأذواق، والألوان، والروائح، وقوام الطعام، وقد يواجه الآباء صعوبةً في إضافة عنصرٍ جديدٍ للحمية الغذائية خاصةً عندما يكون قوام الطعام طري، ومن الممكن معالجة الأمر من خلال تجربة اصطحاب الطفل للتسوق من أجل اختيار أطعمةٍ جديدةٍ.

أنواع طيف التوحد

توجد عدّة أنواعٍ لاضطراب طيف التوحد؛ حيث تصنّف بالاعتماد على شدّة الاضطراب وهي:[4]

  • متلازمة أسبرجر: حيث يظهر على المصابين بمتلازمة أسبرجر (بالإنجليزية: Asperger's syndrome) عَرَض الصعوبة في التواصل الاجتماعي، ولكنها تُعدّ أخف أنواع طيف التوحد؛ إذ إنّ الشخص قد يكون ذكياً، وقادراً على التعامل مع الحياة اليومية، والتركيز على ما يهمه من الأمور ومناقشتها دون توقفٍ.
  • اضطراباتٍ نمائيةٍ شاملةٍ غير محددةٍ: والتي تعرف اختصاراً بـ (PDD-NOS) وتشمل هذه الفئة معظم الأطفال الذين ترتفع لديهم حدّة درجة التوحد بالمقارنة مع متلازمة أسبرجر، ولكنّها ليس بشدة اضطراب التوحد.
  • اضطراب التوحد: ويشمل الاضطراب نفس أعراض الأنواع الأخرى؛ ولكن تكون بحدّةٍ أكبرٍ.
  • اضطراب الطفولة التـحللي: (بالإنجليزية: Childhood disintegrative disorder) وهو يُعدّ الأندر حدوثا، والأكثر شدّةً من طيف التوحد، ويوصف به الأطفال الذين ينمون بشكلٍ طبيعيٍ؛ وبعد ذلك يبدأون بفقد العديد من المهارات الاجتماعية، واللغوية، والعقلية بسرعةٍ، وعادةً ما تكون أعمارهم تتراوح بين 2-4 سنوات، وفي كثير من الأحيان قد يتطوّر هذا الاضطراب إلى نوبات صرعٍ.

أسباب طيف التوحد

لا توجد أسباب واضحة إلى الآن توضح سبب حدوث اضطراب التوحد، حيث تشير بعض الدراسات إلى أنّه قد ينشأ بسبب خللٍ في أجزاء معينة بالدماغ تتعلق بترجمة المدخلات الحسية والعمليات اللغوية، كما يعتقد بعض الباحثون أنّ هناك مزيجٍ معينٍ من الجينات قد يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالتوحّد، كما أنّ هناك عوامل ترفع من خطر إنجاب طفل مصاب في التوحد، مثل:[1]

  • تقدّم سن الإنجاب للأب والأم.
  • تعرّض المرأة الحامل إلى عقاقير أو مواد كيميائية معينةٍ.
  • إصابة الأمهات بالسمنة، والسكري، واستخدام الادوية المضادة لنوبات الصرع خلال فترة الحمل، ومن الجدير بالذكر أنّ الإصابة بالتوحد ترتبط بالإصابة باضطراب بيلة الفينيل كيتون (بالإنجليزية: Phenylketonuria) غير المعالج، وفيروس الحصبة الألمانية.

المراجع

  1. ^ أ ب Smitha Bhandari (8-1-2017)"Understanding Autism -- the Basics", www.webmd.com, Retrieved 30-11-2018. Edited.
  2. ↑ "Autism Spectrum disorders and diet in children", www.indi.ie, Retrieved 2-12-2018. Edited.
  3. ↑ Karen Ansel (2-4-2018), "Autism Spectrum Disorders (ASD) and Diet"، www.eatright.org, Retrieved 2-12-2018. Edited.
  4. ↑ Roy Benaroch (19-11-2016)"What Are the Types of Autism Spectrum Disorders?", www.webmd.com, Retrieved 2-12-2018. Edited.