أنواع الحروق
الحروق
تُعدّ الحروق (بالإنجليزية: Burns) من الإصابات الشائعة، خاصةً لدى الأطفال. ولا تقتصر مشكلة الحروق على المعاناة من الألم الناجم عنها فحسب؛ وإنّما من الممكن أن تتسبّب بتلفٍ حادٍ في خلايا الجلد، يؤدي إلى موتها. وحسب مُسبّب الحروق ودرجتها، فإنّ المصاب قد يتعافى منها دون أيّة مضاعفاتٍ صحيّة، بينما قد يتطلّب الأمر تدخّلاً طارئاً لمنع حدوث مضاعفاتٍ شديدةٍ قد تُعرّض حياة المصاب للخطر في حالات أخرى، بالإضافة إلى احتماليّة حاجته إلى أشهرٍ من العلاج والرعاية. وتجدر الإشارة إلى أنّ علاج الحروق يعتمد بشكلٍ أساسيٍ على موقعها، بالإضافة إلى شدّة الضرر الناجم عنها.[1][2]
أنواع الحروق
يمكن تصنيف الحروق حسب شدّتها، أو حسب المسبّب الذي أدّى إليها كالآتي.[3]
أنواع الحروق حسب شدّتها
تُقسم الحروق حسب شدّتها إلى ثلاث درجاتٍ أساسيّة: أولى، وثانية، وثالثة، بالإضافة إلى درجة رابعة وهي الأكثر خطورة. ويعتمد تصنيف كلّ درجةٍ على شدّة الضرر الذي يُصاب به الجلد،[1] وفيما يأتي بيانٌ لبعضٍ من أهمّ خصائص وأعراض كلٍّ منها:[2]
- الحروق من الدرجة الأولى: تُعدّ حروق الدرجة الأولى حالةً بسيطةً؛ حيثُ إنّها تصيب بشكلٍ أساسيٍّ الطبقة الخارجيّة للجلد فقط، أو ما يُعرف بطبقة البشرة (بالإنجليزيّة: Epidermis). ومن الأعراض التي قد تنجم عنها؛ الألم والاحمرار في البشرة.
- الحروق من الدرجة الثانية: تُسبّب هذه الحروق ضرراً في طبقة الجلد الثانية التي تُعرف بالأدمة (بالإنجليزيّة: Dermis)، بالإضافة إلى طبقة البشرة الخارجيّة. وقد ينتج عنها ألماً شديداً، بالإضافة إلى انتفاخ الجلد، وظهور فقاعاتٍ وبقعٍ حمراء أو بيضاء عليه، وتجدر الإشارة إلى أنّ الحروق من الدرجة الثانية قد تؤدّي إلى تندّب البشرة أثناء التئامها.
- الحروق من الدرجة الثالثة: تصل الحروق في هذه الحالة إلى الطبقة الدهنية أسفل الجلد، ممّا قد يؤدّي إلى ضررٍ في الأعصاب المحيطة، وبالتّالي إلى التنميل أو الخدران في الجزء المصاب. وقد تتخذ المنطقة المحروقة لوناً أبيض، أو أسود، أو بنّيّاً.
- الحروق من الدرجة الرابعة: يُعاني المصاب بهذا النوع من جميع الأعراض المصاحبة لحروق الدرجة الثالثة، إلّا أنّ حروق الدرجة الرابعة تمتدّ لتصل إلى العظام، والأوتار.[1]
أنواع الحروق حسب سببها
عادةً ما تُرجع الحروق إلى انتقال شكل من أشكال الطاقة إلى الجسم، وهنالك العديد من أنواع الحروق المُصنّفة حسب المُسبّب لها، وفي ما يأتي نذكر بعضاً من هذه الأنواع:[4]
- الحروق الحراريّة (بالإنجليزيّة: Thermal Burns): وهي الحروق التي تتسبّ بارتفاع درجة حرارة الجلد نتيجة الاتّصال بمصدر خارجيّ للحرارة؛ كالمعادن والسوائل الساخنة، والبخار، والنيران.
- الحروق الإشعاعيّة (بالإنجليزيّة: Radiation Burns): وتنتج عن التعرّض المُطوّل لبعض أنواع الإشعاع: كأشعّة الشمس فوق البنفسجيّة، والأشعّة السينيّة (بالإنجليزيّة: X-rays).
- الحروق الكهربائيّة (بالإنجليزيّة: Electrical Burns): وتنتج عن التعرّض للتيّارات الكهربائية.
- الحروق الكيميائيّة (بالإنجليزيّة: Chemical Burns): يظهر هذا النوع من الحروق نتيجة تعرّض الجلد، أو العين في بعض الحالات، لموادٍ كيميائيّةٍ؛ كالقلويّات والأحماض القوية، وبعض المواد المُنظِّفة، والمذيبات.
علاج الحروق
يُمكن علاج الحروق غير الخطيرة في المنزل في معظم الحالات، وعادةً ما يُشفى منها المصاب خلال أسبوعين، إلّا أنّه عند الإصابة بحروقٍ شديدة، يحتاج الأمر إلى إجراء الإسعافات الأوليّة المناسبة، بالإضافة إلى إخضاع المصاب للتقييم والعلاج الطبيّ؛ بهدف تخفيف الألم، وإزالة الجلد التالف، واستعادة الحالة السابقة للجلد، بالإضافة إلى حماية المصاب من خطر الإصابة بالعدوى، والحدّ من تندّب الجلد.[5]
علاج الحروق البسيطة
يمكن اتّباع الخطوات التالية في حال الإصابة بالحروق الطفيفة:[6]
- تبريد الحرق: ويتم ذلك عن طريق تعريض الحروق للماء الفاتر وليس البارد، أو وضع كمّادات فاترة عليها لتخفيف الألم.
- تجنّب شقّ الفقاعات: حيثُ إنّ هذه الفقاعات تحمي الجلد من الإصابة بالعدوى، وقد يتطلب الأمر دهن المنطقة بمضادٍ حيويٍ في حال انشقاقها.
- استخدام المُرطّب: يُنصح بوضع مُرطّبٍ على منطقة الإصابة بعد أن تبرد، وذلك لمنع الجفاف، وزيادة الشعور بالراحة.
- تضميد الجرح: أي تغطية الجزء الذي تعرّض للحرق عن طريق لفّ قطعةٍ مُعقّمةٍ من الشاش عليه؛ لحمايته من الهواء، وتخفيف الألم. وتجدر الإشارة إلى أنّ لفّ الشاش يجب أن يكون بطريقةٍ رخوة، تجنّباً للضغط على مكان الحرق.
- تناول مُسكّنات الألم عند الحاجة: كمسكّنات الألم المتاحة دون وصفة طبيّة، ومنها: الآيبوبروفين (بالإنجليزيّة: Ibuprofen)، والنابروكسين (بالإنجليزيّة: Naproxen)، والباراسیتامول (بالإنجليزية: Paracetamol).
علاج الحروق الشديدة
يُعتبر الحرق شديداً في الحالات التي تظهر فيها أعراضٌ شديدة ويكون فيها الحرق عميقاً، أو إذا كان قطر الإصابة يتجاوز 8 سنتيمترات أو كان الحرق يغطي مساحةً كبيرةً من الجسم. وفي هذه الحالات، يُنصح بأخذ التدابير الفورية اللازمة لحماية المصاب من أيّ ضررٍ إضافيّ، وذلك بابعاده عن مصدر الحرق، أو الدخان، أو الحرارة، والتأكّد من تنفّسه السليم؛ فقد يتطلب الأمر إجراء إنعاشٍ قلبيٍ رئويٍ في بعض الحالات، كما يجب تغطية الحروق بقطعةٍ من القماش النظيف، بالإضافة إلى رفع الجزء المصاب إلى مستوى أعلى من مستوى القلب.[6] ويعتمد العلاج الطبيّ بعد الإسعاف الأوليّ على العديد من الإجراءات، وفيما يأتي بيانٌ لبعضٍ من أهمّها:[5]
- الحماية من الجفاف: قد يحتاج المريض إلى أخذ السوائل عن طريق الوريد للوقاية من الجفاف، الذي من الممكن أن يؤدّي إلى فشلٍ في أعضاء الجسم.
- تخفيف الألم والقلق: حيثُ إنّ التعافي من الحروق قد يكون مؤلماً لدرجةٍ يحتاج فيها المريض إلى بعض مسكّنات الألم القوية؛ كالمورفين، بالإضافة إلى بعض مضادات للقلق.
- استخدام الكريمات والمراهم: تتوفّر بعض المنتجات الموضعية التي تساعد على الشفاء والتئام الإصابة، بالإضافة إلى الحماية من خطر الإصابة بالعدوى؛ كالباسيتراسين (بالإنجليزيّة: Bacitracin)، وسولفاديازين الفضّة (بالإنجليزيّة: Silver Sulfadiazine).
- تغطية الحروق: عادة ما يستخدم الفريق الطبيّ بعض الأنواع من الضمادات الخاصّة، التي يمكن أن تساعد على التئام الإصابة.
- معالجة العدوى: قد يحتاج المصاب في حالة الإصابة بالعدوى إلى أخذ المضادّات الحيويّة عن طريق الوريد.
- الوقاية من الكزاز: قد يرى الطبيب في بعض الحالات ضرورة إعطاء المصاب الحقنة المضادّة للكزاز (بالإنجليزية: Tetanus).
المراجع
- ^ أ ب ت "Burns: Types, Treatments, and More", www.healthline.com, Retrieved 4-11-2018. Edited.
- ^ أ ب "Burns", www.mayoclinic.org, Retrieved 4-11-2018. Edited.
- ↑ "What Are the Types and Degrees of Burns?", www.webmd.com, Retrieved 4-11-2018. Edited.
- ↑ "Different Types of Burns", stanfordhealthcare.org, Retrieved 4-11-2018. Edited.
- ^ أ ب "Burns", www.mayoclinic.org, Retrieved 4-11-2018. Edited.
- ^ أ ب "Burns: First aid", www.mayoclinic.org, Retrieved 4-11-2018. Edited.