أنواع التلوث
التَلوُّث
التَلوُّث هو عبارة عن وجود مادة كيميائية أو مركب ما بنسب مرتفعة في المكان غير المناسب، كما يمكن تعريف التلوث على أنه اختلال في أنظمة البيئة من ماء وغذاء وهواء وتربة، حيث يؤثر هذا الاختلال سلبيّاً؛ سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر، كما يلحق الضرر بالبيئة والكائنات الحية التي تعيش فيها.[1]
أنواع التلوث
تلوث التربة
يعد تلوث التربة إحدى الظواهر المنتشرة خاصّةً بعد الحرب؛ وذلك بسبب تلوثها بالمواد الكيميائية ونفايات الحرب والمشتقات البترولية، فقد تضررت التربة كباقي المكونات البيئية من هواء وماء من الحروب وآثارها، حيث قُصِفت الأنابيب النفطية، والمحطات الكهربائية وخزانات المواد الكيميائية، ونتيجةً لذلك فقد شكلت كل هذه العوامل وغيرها تلوثاً للبيئة وبالأخص التربة، فقُضِي على العديد من النباتات مما أدى إلى حدوث خلل في النظام البيئي حيث تعرت التربة من النباتات، وانتشرتظاهرة التصحر.[2]
التلوث المائي
يعد تجمع المواد الكيميائية السامة والمعادن الثقيلة في مصبات الأنهار من صور تلوث المياه، أما بالنسبة لمياه الصرف الصحي التي يتم تصريفها من المدن القريبة من الساحل إلى الشواطئ فقد تؤدي إلى زيادة العوالق في المياه، حيث تتخذ هذه العوالق من مياه الصرف الصحي غذاء لها، وبهذا يزيد عددها بشكل هائل في وقت قصير، مما يسبب موت الأسماك والكائنات البحرية بسبب نقص الأكسجين الناتج عن استهلاكه بشكل كبير، كما أن مياه الصرف الصحي تؤدي إلى زيادة أعداد البكتيريا المسببة للأمراض في المياه، ممّا أجبر المسؤولين على اتخاذ قرار بإغلاق الشواطئ الصالحة للسباحة، ومنع صيد المحار بسبب استقرار البكتيريا الضارة في أنسجتها، ومن خلال ما ذُكِر فقد عُرِّف التلوث المائي من قبل اللجنة الاقتصادية الأوروبية على أنه تغير يحدث على تركيب ومكونات المياه وخصائصها نتيجة أنشطة بشرية خاطئة تؤدي إلى تقليل جودة وصلاحية المسطحات المائية، كما أن التلوث قد يكون ناتجاً بفعل عوامل طبيعية ناتجة عن العمليات البيولوجية والفيضانات.[2]
تلوث الهواء
يُعرَّف تلوث الهواء على أنه تغير تركيب الهواء الطبيعي نتيجة وصول الغازات الملوثة ورذاذ السوائل الملوثة إلى الغلاف الجوي، حيث يتسبب بأضرار خطيرة تؤثر في الكائنات الحية التي تعتمد في حياتها على الغازات الموجودة في الغلاف الجوي بكميات مناسبة، ويحدث تلوث الهواء نتيجة إطلاق الانبعاثات السامة إلى الهواء عن طريق الأنشطة التي يقوم بها الإنسان أو العوامل الطبيعية، حيث تُغيّر العوامل الطبيعية كالبراكين مكونات الغلاف الجوي؛ نتيجة انبعاث كميات كبيرة من الغازات السامة والغبار، كما يؤثر سلوك الإنسان في تلوث الهواء بشكل أكبر من العوامل الطبيعية، ويعد حرق الوقود الأحفوري ومشتقاته أحد أهم مصادر تلوث الهواء الناتجة عن الأنشطة البشرية، فعملية الحرق تؤدي إلى إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يتراكم في الغلاف الجوي بكميات هائلة، ممّا يسبب حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري.[3]
الملوثات
أنواع الملوثات
تُقسَم الملوثات إلى عدة أنواع، منها:[1][2]
- الملوثات الطبيعية: تشتمل على الأتربة، والغازات، وحبوب اللقاح، والبراكين، وبقايا الكائنات الميتة، وظاهرة البرق والرعد التي تتضمن تفريغاً للشحنات الكهربائية.
- الملوثات الفيزيقية: تشتمل على الحرارة والإشعاعات بأنواعها، والضوضاء والأصوات العالية، وغيرها.
- الملوثات البيولوجية: هي عبارة عن محصلة الكائنات الحية ونواتجها، مثل: الفيروسات، والميكروبات، والكائنات الحية الدقيقة، وغيرها.
- الملوثات الكيميائية: يشمل هذا النوع جميع المبيدات، مثل: الإسبوتس، وعوادم المركبات، وأكاسيد النيتروجين والكبريت، وأول أكسيد الكربون، والمركبات العضوية المتطايرة، وغيرها، وتعد المواد الكيميائية أحد المسببات الرئيسة للتلوث، حيث ينتج التلوث الكيميائي بفعل العمليات الصناعية، واستعمال المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية السامة، والصناعات البترولية، وغيرها من العوامل الملوثة، أما بالنسبة لدرجة التأثير السلبي الذي تسببه المواد الكيميائية فهو متفاوت، حيث يعتمد على نوعها، فمنها ما هو سام ومنها ما هو مسرطن، كما أن هناك أنواعاً مشعة مضرة بصحة الإنسان، ومن أهم مصادر الملوثات الكيميائية ما يأتي:
- الاستخدام السيئ والخاطئ للمضادات الحيوية الحيوانية، والمبيدات الحشرية التي تسبب تلوث المكونات البيئية من هواء وماء وتربة، تؤدي بدورها إلى تلوث الغذاء.
- الاستخدام غير الشرعي للهرمونات في أعلاف الحيوانات .
- استخدام الأسمدة الكيميائية المسببة للتلوث.
- إلقاء نفايات المصانع والصرف الصحي والزراعي في الأنهار والبحيرات.
أما أنواع الملوثات حسب قابلية تحللها فتُقسَم إلى قسمين، هما:[1]
- ملوثات قابلة للتحلل: هي عبارة عن الملوثات التي تتحلل بفعل عوامل طبيعية وبيئية وبيولوجية ومناخية، حيث تُفتّت هذه العوامل الملوثات وتغير حالتها، ممّا يؤدي إلى تغيير خصائصها.
- ملوثات غير قابلة للتحلل: هي عبارة عن الملوثات التي لا يمكن تفتيتها عضوياً، حيث تأخذ وقتاً طويلاً كي تتحلل، ومن الأمثلة على هذه الملوثات: البلاستيك، والزجاجيات، والكاوتشوك، ونواتج بعض الصناعات التي تكون بأشكال مختلفة؛ إما غازية أو صلبة أو سائلة.
أهم مصادر الملوثات وأضرارها
للملوثات مصادر متعددة كما أن لها آثاراً سلبية خطيرة على البيئة، وفيما يأتي بعض أهم مصادر الملوثات الموجودة في البيئة والأضرار التي تسببها:[1]
- يعد الصرف الصحي والنفايات الصناعية من أهم مصادر المبيدات والكيميائيات، حيث تتسبب بأضرار كبيرة على البيئة، ومن آثاره السلبية التسبب بمرض الأسماك والكائنات البحرية ونفوق العديد منها.
- يعد التسرب والصرف الصناعي من أهم مصادر المنتجات البترولية المسببة للتلوث؛ إذ تدمّر النظام البيئي وتقضي على الكائنات الحية الدقيقة.
- تُعدّ المخلفات الصناعية التعدينية من مصادر المعادن الثقيلة كالزنك، والزئبق، والنحاس، والزرنيخ، وغيرها من المعادن الملوثة للبيئة، حيث تسبب تلوث الماء والهواء، كما تسبب مرض السرطان.
المراجع
- ^ أ ب ت ث حمدي أبو النجا، مخاطر التلوث البيئي، صفحة : 17، 19، 20. بتصرّف.
- ^ أ ب ت أ.د. جاسم محمد جندل، تلوث البيئة (أسبابه، أنواعه، مخاطره وعلاجه)، صفحة 111،137،138،139. بتصرّف.
- ↑ محمد عبدالكريم قعدان، الحياة الخضراء: التلوث: Pollution، السعودية: العبيكان، صفحة 6. بتصرّف.