أبيات عن الموت
الموت هو تلك الكلمة تجمع كل المعاني الحزينة والألم على والفراق، يأتينا الموت فجأة وبلا مقدمات ، يأخذ منا الفرح ، يغيّر حياتنا ويقلبها رأساً على عقب، يخطف منا الأحبة، وتبدأ لوعتنا على شخص يقتلنا الشوق له ولا يمكن لنا أن نراه مجدداً.
هنا بعض أبيات الشعر العربي التي تتحدث عن الموت ولوعته، أبعده الله عنا وعنكم.
وقال أبو العتاهية:
لِدوا للموت وابنوا للـخـراب فكلكم يصير إلـى تـبـاب
لمن نبني ونحن إلـى تـرابٍ نصير كما خلقنا للـتـراب
ألا يا موت لم تقـبـل فـداءً أتيت فما تحيف ولا تحابـي
كأنك قد هجمت على مشيبي كما هجم المشيب على شبابي
وقال أيضاً:
لا تَأْمَنِ الموتَ في طَرْف وفي نَفَس ولو تَمَنَعْتَ بالحُجَّابِ والـحَـرَسِ
فما تزالُ سِهَامُ الـمـوتِ نـافـذةً في جَنبِ مُدَّرعٍ منّـا ومُـتَّـرسِ
ما بالُ دينكَ تَرْضَى أن تُـدَنِّـسَـهُ وثوبُك الدهر مَغسولٌ من الدَّنَـسِ
ترجو النَجاةَ ولم تَسْلُكْ مسَالِـكَـهـا إن السفينةَ لا تجرِي علـى يَبَـس
وكان عمر بن الخطاب يتمثل:
لا شيء مما ترى تبقى بشاشته يبقى الإله ويودي المال والولد
لم تغن عن هرمزٍ يوماً خزائنه والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا
ولا سليمان إذ تجري الرياح له والإنس والجن فيما بينها تـرد
أين الملوك التي كانت لعزتهـا من كل أوبٍ إليها وافـد يفـد
حوض هنالك مورود بلا كذبٍ لابد من ورده يوماً كما وردوا
وقال آخر:
وقفت على القبور مناديا بأعلى صوت
ماذا فعلت بهم أجبنى أيها الموت
فما وجدت جوابا على سؤالى
سوى أن الموت هو حالهم وسيكون حالى
سل نفسك ياعبد هل للموت أعددت
أم الدنيا شغلتك وعن المنية حجبتك
تذكر ظلمة الليل كيف توحش القلوب
فكيف بظلمة القبر مع عظم الذنوب
تذكر ضمة القبر ومفارقة الأحباب
تذكر اللحد والكفن وسوء الحساب
تذكر سؤال منكر ونكير الغلاظ الشداد
وأنت مسكين ضعيف اما الجواب واما العذاب
تذكر وقوفك بين يدى الرحمن
وأنت تسئل عن مظالم فلان وفلان
وقال آخر:
وبينما المرءُ أمسى ناعماً جذلاً في أهله معجباً بالعيش ذا أنَقِ
غِرّاً ، أتيح له من حَينِهِ عَرَضِ فَمَا تَلبّثَ حتى مات كالصَّعِقِ
ثمتَ أضحى ضحى من غِبَّ ثالثة مُقنّعاً غير ذي روحٍ ولا رَمَقِ
يُبكي عليه و أَدنوهُ لمُظلِمَةٍ تعلى جوانبها بالترب والفِلَقِ
فما تـَـزَوَّدَ مما كان يَجمعُهُ إلا حَنوطاً وما واراهُ مِن خِرَقِ
و غيرُ نفحَةِ أعوادٍ تشَبُّ له وقلَّ ذلك من زادٍلمُنطِلقِ