أبيات من شعر الغزل
القرار
إني عشقتك .. واتخذت قراري
فلمن أقدم _ يا ترى _ أعذاري
لا سلطةً في الحب .. تعلو سلطتي
فالرأي رأيي .. والخيار خياري
هذي أحاسيسي .. فلا تتدخلي
أرجوك ، بين البحر والبحار ..
ظلي على أرض الحياد .. فإنني
سأزيد إصراراً على إصرار
ماذا أخاف ؟ أنا الشرائع كلها
وأنا المحيط .. وأنت من أنهاري
وأنا النساء، جعلتهن خواتماً
بأصابعي .. وكواكباً بمداري
خليك صامتةً .. ولا تتكلمي
فأنا أدير مع النساء حواري
وأنا الذي أعطي مراسيم الهوى
للواقفات أمام باب مزاري
وأنا أرتب دولتي .. وخرائطي
وأنا الذي أختار لون بحاري
وأنا أقرر من سيدخل جنتي
وأنا أقرر من سيدخل ناري
أنا في الهوى متحكمٌ .. متسلطٌ
في كل عشق نكهة استعمار
فاستسلمي لإرادتي ومشيئتي
واستقبلي بطفولةٍ أمطاري ..
إن كان عندي ما أقول .. فإنني
سأقوله للواحد القهار ..
عيناك وحدهما هما شرعيتي
مراكبي، وصديقتا أسفاري
إن كان لي وطنٌ .. فوجهك موطني
أو كان لي دارٌ .. فحبك داري
من ذا يحاسبني عليك .. وأنت لي
هبة السماء .. ونعمة الأقدار؟
من ذا يحاسبني على ما في دمي
من لؤلؤٍ .. وزمردٍ .. ومحار؟
أيناقشون الديك في ألوانه ؟
وشقائق النعمان في نوار؟
يا أنت .. يا سلطانتي، ومليكتي
يا كوكبي البحري .. يا عشتاري
إني أحبك .. دون أيّ تحفظٍ
وأعيش فيك ولادتي .. ودماري
إني اقترفتك .. عامداً متعمداً
إن كنت عاراً .. يا لروعة عاري
ماذا أخاف؟ ومن أخاف؟ أنا الذي
نام الزمان على صدى أوتاري
وأنا مفاتيح القصيدة في يدي
من قبل بشارٍ .. ومن مهيار
وأنا جعلت الشعر خبزاً ساخناً
وجعلته ثمراً على الأشجار
سافرت في بحر النساء .. ولم أزل
_ من يومها _ مقطوعةً أخباري ..
يا غابةً تمشي على أقدامها
وترشني بقرنفلٍ وبهار
شفتاك تشتعلان مثل فضيحةٍ
والناهدان بحالة استنفار
وعلاقتي بهما تظل حميمةً
كعلاقة الثوار بالثوار ..
فتشرفي بهواي كل دقيقةٍ
وتباركي بجداولي وبذاري
أنا جيدٌ جداً .. إذا أحببتني
فتعلمي أن تفهمي أطواري ..
من ذا يقاضيني؟ وأنت قضيتي
ورفيق أحلامي، وضوء نهاري
من ذا يهددني؟ وأنت حضارتي
وثقافتي، وكتابتي، ومناري ..
إني استقلت من القبائل كلها
وتركت خلفي خيمتي وغباري
هم يرفضون طفولتي .. ونبوءتي
وأنا رفضت مدائن الفخار ..
كل القبائل لا تريد نساءها
أن يكتشفن الحب في أشعاري ..
كل السلاطين الذين عرفتهم ..
قطعوا يدي ، وصادروا أشعاري
لكنني قاتلتهم .. وقتلتهم
ومررت بالتاريخ كالإعصار ..
أسقطت بالكلمات ألف خليفة ..
وحفرت بالكلمات ألف جدار
أصغيرتي .. إن السفينة أبحرت
فتكومي كحمامةٍ بجواري
ما عاد ينفعك البكاء ولا الأسى
فلقد عشقتك .. واتخذت قراري[1]
أحبيني بلا عقد
أحبيني .. بلا عقد
وضيعي في خطوط يدي
أحبيني .. لأسبوع .. لأيام .. لساعات..
فلست أنا الذي يهتم بالأبد ..
أنا تشرين .. شهر الريح،
والأمطار .. والبرد..
أنا تشرين فانسحقي
كصاعقة على جسدي ..
أحبيني ..
بكل توحش التتر ..
بكل حرارة الأدغال
كل شراسة المطر
ولا تبقي ولا تذري ..
ولا تتحضري أبدا ..
فقد سقطت على شفتيك
كل حضارة الحضر
أحبيني ..
كزلزال .. كموت غير منتظر ..
وخلي نهدك المعجون..
بالكبريت والشرر..
يهاجمني .. كذئب جائع خطر
وينهشني .. ويضربني ..
كما الأمطار تضرب ساحل الجزر ..
أنا رجل بلا قدر
فكوني .. أنت لي قدري
وأبقيني .. على نهديك ..
مثل النقش في الحجر ..
أحبيني .. ولا تتساءلي كيفا ..
ولا تتلعثمي خجلا
ولا تتساقطي خوفا
أحبيني .. بلا شكوى
أيشكو الغمد .. إذ يستقبل السيفا؟
وكوني البحر والميناء ..
كوني الأرض والمنفى
وكوني الصحو والإعصار
كوني اللين والعنفا ..
أحبيني .. بألف وألف أسلوب
ولا تتكرري كالصيف ..
إني أكره الصيفا ..
أحبيني .. وقوليها
لأرفض أن تحبيني بلا صوت
وأرفض أن أواري الحب
في قبر من الصمت
أحبيني .. بعيدا عن بلاد القهر والكبت
بعيدا عن مدينتنا التي شبعت من الموت ..
بعيدا عن تعصبها ..
بعيدا عن تخشبها ..
أحبيني .. بعيدا عن مدينتنا
التي من يوم أن كانت
إليها الحب لا يأتي ..
إليها الله .. لا يأتي ..
أحبيني .. ولا تخشي على قدميك
- سيدتي - من الماء
فلن تتعمدى امرأة
وجسمك خارج الماء
وشعرك خارج الماء
فنهدك .. بطة بيضاء ..
لا تحيا بلا ماء ..
أحبيني .. بطهري .. أو بأخطائي
بصحوي .. أو بأنوائي
وغطيني ..
أيا سقفا من الأزهار ..
يا غابات حناء ..
تعري ..
واسقطي مطرا
على عطشي وصحرائي ..
وذوبي في فمي .. كالشمع
وانعجني بأجزائي
تعري .. واشطري شفتي
إلى نصفين .. يا موسى بسيناء[2]
يا دار عبدة
يا دَارَ عَبْدَة َ بالأشطارِ فَالْكُثُبِ
رُدِّي السَّلاَمَ فَقَدْ هَيَّجْتِ لي طَرَبي!
رُدِّي السَّلاَمَ فَقَدْ هَيَّجْتِ لي طَرَبي!
رُدِّي السَّلاَمَ فَقَدْ هَيَّجْتِ لي طَرَبي!
رُدِّي السَّلاَمَ فَقَدْ هَيَّجْتِ لي طَرَبي!
رُدِّي السَّلاَمَ فَقَدْ هَيَّجْتِ لي طَرَبي!
رُدِّي السَّلاَمَ فَقَدْ هَيَّجْتِ لي طَرَبي!
دَارٌ لِعَبْدَة َ، إذْ أَتْرابُها خُرُدٌ،
حورُ المدامعِ لا يؤبنّ بالكذبِ
حورُ المدامعِ لا يؤبنّ بالكذبِ
حورُ المدامعِ لا يؤبنّ بالكذبِ
حورُ المدامعِ لا يؤبنّ بالكذبِ
حورُ المدامعِ لا يؤبنّ بالكذبِ
حورُ المدامعِ لا يؤبنّ بالكذبِ
أدعوكِ ما ضحكتْ سني وإن خدرت
رِجْلي دَعَوْتُ دُعاءِ العَاشِقِ الطَّرِب
رِجْلي دَعَوْتُ دُعاءِ العَاشِقِ الطَّرِب
رِجْلي دَعَوْتُ دُعاءِ العَاشِقِ الطَّرِب
رِجْلي دَعَوْتُ دُعاءِ العَاشِقِ الطَّرِب
رِجْلي دَعَوْتُ دُعاءِ العَاشِقِ الطَّرِب
رِجْلي دَعَوْتُ دُعاءِ العَاشِقِ الطَّرِب
[3]
كتاب الحب
ما دمت يا عصفورتي الخضراء
حبيبتي
إذن .. فإن الله في السماء
2
2
تسألني حبيبتي
ما الفرق ما بيني وما بين السما؟
الفرق ما بينكما
أنك إن ضحكت يا حبيبتي
أنسى السما
3
3
الحب يا حبيبتي
قصيدة جميلة مكتوبة على القمر
الحب مرسوم على جميع أوراق الشجر
الحب منقوش على
ريش العصافير ، وحبات المطر
لكن أيّ امرأة في بلدي
إذا أحبت رجلا
ترمى بخمسين حجر
4
4
حين أنا سقطت في الحب
.تغيرت
تغيرت مملكة الرب
صار الدجى ينام في معطفي
وتشرق الشمس من الغرب
5
5
يا رب قلبي لم يعد كافيا
لأنّ من أحبها .. تعادل الدنيا
فضع بصدري واحدا غيره
يكون في مساحة الدنيا
6
6
ما زلت تسألني عن عيد ميلادي
سجل لديك إذن .. ما أنت تجهله
تاريخ حبك لي .. تاريخ ميلادي
7
7
لو خرج المارد من قمقمه
وقال لي: لبيك
دقيقة واحدة لديك
تختار فيها كل ما تريده
من قطع الياقوت والزمرد
لاخترت عينَيْكِ .. بلا تردد
8
8
ذات العينين السوداوين
ذات العينين الصاحيتين الممطرتين
لا أطلب أبدا من ربي
إلا شيئين
أن يحفظ هاتين العينين
ويزيد بأيامي يومين
كي أكتب شعرا
في هاتين اللؤلؤتين
9
9
لو كنت يا صديقتي
بمستوى جنوني
رميت ما عليك من جواهر
وبعت ما لديك من أساور
ونمت في عيوني
10
10
أشكوك للسماء
أشكوك للسماء
كيف استطعتِ ، كيف ، أن تختصري
جميع ما في الكون من نساء
11
11
لأن كلام القواميس مات
لأن كلام المكاتيب مات
لأن كلام الروايات مات
أريد اكتشاف طريقة عشق
أحبك فيها .. بلا كلمات
12
12
أنا عنك ما أخبرتهم .. لكنهم
لمحوك تغتسلين في أحداقي
أنا عنك ما كلمتهم .. لكنهم
قرأوك في حبري وفي أوراقي
للحب رائحة .. وليس بوسعها
أن لا تفوح .. مزارع الدراق
13
13
أكره أن أحب مثل الناس
أكره أن أكتب مثل الناس
أود لو كان فمي كنيسة
وأحرفي أجراس
14
14
ذوبت في غرامك الأقلام
من أزرق .. وأحمر .. وأخضر
حتى انتهى الكلام
علقت حبي لك في أساور الحمام
ولم أكن أعرف يا حبيبتي
أن الهوى يطير كالحمام
15
15
عدي على أصابع اليدين ، ما يأتي
فأولا: حبيبتي أنت
وثانيا: حبيبتي أنت
وثالثا: حبيبتي أنت
ورابعا وخامسا
وسادسا وسباعا
وثامنا وتاسعا
وعاشرا .. حبيبتي أنت
16
16
حبك يا عميقة العينين
تطرف
تصوف
عبادة
حبك مثل الموت والولادة
صعب بأن يعاد مرتين
17
17
عشرين ألف امرأة أحببت
عشرين ألف امرأة جربت
وعندما التقيت فيك يا حبيبتي
شعرت أني الآن قد بدأت
18
18
لقد حجزت غرفة لاثنين في بيت القمر
نقضي بها نهاية الأسبوع يا حبيبتي
فنادق العالم لا تعجبني
الفندق الذي أحب أن أسكنه هو القمر
لكنهم هنالك يا حبيبتي
لا يقبلون زائرا يأتي بغير امرأة
فهل تجيئين معي
يا قمري .. إلى القمر[4]
المراجع
- ↑ "القرار"، aldiwan، اطّلع عليه بتاريخ 10-2-2019.
- ↑ "القصيدة المتوحشة"، adab، اطّلع عليه بتاريخ 10-2-2019.
- ↑ عمر بن أبي ربيعة، كتاب ديوان عمر بن أبي ربيعة (ط دار القلم)، صفحة 35.
- ↑ نزار قباني، كتاب الحب، صفحة 6.