-

نقص فيتامين د والاكتئاب

نقص فيتامين د والاكتئاب
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

فيتامين د

فيتامين د أو ما يُعرف بفيتامين الشمس (بالإنجليزيّة: Sunshine vitamin)؛ وذلك لأنّ الجسم يُنتجه بشكلٍ طبيعيٍّ عند تعرُّضه لأشعة الشمس، كما يمكن الحصول عليه أيضاً من خلال بعض الأطعمة والمكمّلات الغذائية، ويُعدّ فيتامين د من الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، ويشمل ثلاثة أنواعٍ هي؛ فيتامين د1، وفيتامين د2، وفيتامين د3، ويمتلك فيتامين د العديد من الفوائد المهمّة لصحة الجسم؛ فهو يساعد على تنظيم امتصاص عُنصريّ الكالسيوم والفسفور، وتسهيل وظيفة الجهاز المناعي، كما أنّه يُعدّ مهمّاً لعملية النموّ، وتطوير العظام والأسنان، بالإضافة إلى تحسين المقاومة الجسدية ضد بعض الأمراض، وعلى عكس الفيتامينات الأخرى فإنّ فيتامين د يشابه الهرمونات في وظائفه؛ إذ تمتلك كلّ خليةٍ في الجسم مستقبلاتٍ له، ويُعدّ نقصه شائعاً بين الناس؛ حيث يُقدّر بأنّ حوالي مليار شخص في جميع أنحاء العالم يُعانون من انخفاض مستوياته.[1][2]

نقص فيتامين د والاكتئاب

أظهرت الدراسات وجود علاقةٍ بين نقص فيتامين د والاكتئاب؛ حيث لاحظ الباحثون في دراسةٍ أُجريت عام 2013 أنّ المشاركين الذين يُعانون من الاكتئاب كانوا يمتلكون مستوياتٍ منخفضةٍ من فيتامين د؛ ويعتقد الباحثون أنّ سبب هذه العلاقة هو أهمية فيتامين د في الحفاظ على صحة الدماغ، ولذلك فإنّه يمكن لانخفاض مستويات العناصر الغذائية أن يلعب دوراً في حدوث الاكتئاب وغيره من الأمراض العقلية، وقد حددت دراسةٌ أُجريت عام 2005 أنّ مستقبلات فيتامين د توجد في نفس المناطق المرتبطة بالاكتئاب في الدماغ.[3]

وقد أُجريت دراسةٌ بهدف كشف الروابط بين فيتامين د والاكتئاب لدى كبار السن في إيرلندا، ثمّ إعادة فحص المشاركين بعد أربع سنوات لمعرفة ما إذا كان مستوى فيتامين د يؤثر في خطر الإصابة بالاكتئاب أم لا؛ وقد وُجِد بعد فحص المشاركين أنّ نقص فيتامين د يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبةٍ تصل إلى 75%، وبقيت هذه النتيجة ثابتةً حتى بعد السيطرة على مجموعةٍ واسعةٍ من العوامل التي قد تُسبّب الاكتئاب؛ مثل الأمراض المُزمنة، والنشاط البدني، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وخلَص الباحثون إلى أنّ فيتامين د قد يساعد على الحماية من بعض التغيُّرات الدماغية الهيكلية والوظيفية التي تحدث نتيجة الاكتئاب.[4]

أسباب نقص فيتامين د

قد يرتبط انخفاض مستوى فيتامين د في الجسم بعدّة أسباب، حيث توجد فئاتٌ معينةٌ من الأشخاص تُعدّ الأكثر عُرضةً للإصابة بنقصه، ونذكر من مسبّبات نقصه ما يأتي:[5]

  • البشرة الداكنة: حيث تُقلّل صبغة الميلانين (بالإنجليزيّة: Melanin) من قدرة البشرة على إنتاج فيتامين د عند تعرُّضها لأشعة الشمس فوق البنفسجية، ولذلك تحتاج هذه الفئة من الأشخاص إلى التعرُّض إلى مزيدٍ من أشعة الشمس بشكلٍ مباشر للحصول على حاجتهم من فيتامين د.
  • أمراض الكلى: حيث يُحوَّل فيتامين د إلى شكله النَشِط في الكلى، ولذلك يمكن لتعطُّل وظائفها أن يجعل من الصعب على الجسم استخدام فيتامين د بالطريقة التي يحتاج إليها.
  • مشاكل الجهاز الهضمي: ويشمل ذلك أمراض الأمعاء الالتهابية (بالإنجليزيّة: Inflammatory bowel diseases) التي تتضمّن التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزيّة: Ulcerative colitis) أو مرض كرون، بالإضافة إلى مرض السيلياك أو حساسية القمح (بالإنجليزيّة: Celiac disease)، وغيرها من الاضطرابات المختلفة أو سوء الامتصاص، حيث تحدّ هذه الأمراض من قدرة الجسم على امتصاص فيتامين د من الطعام.
  • عدم التعرُّض الكافي لأشعة الشمس: حيث يُعاني سكان بعض المناطق الجغرافية البعيدة عن خط الاستواء من محدودية تعرُّضهم لأشعة الشمس، كما يمكن للتغيُّر الفصلي على مدار السنة كفصل الشتاء أن يساهم في انخفاض معدلات فيتامين د.
  • السُمنة: حيث يدلّ ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزيّة: Body mass index) عن 30 على السُمنة، إذ يساهم ارتفاع كمية الدهون في الجسم في حصر فيتامين د في الخلايا الدهنية بدلاً من وجوده في الدورة الدموية، ممّا يُسبّب انخفاض مستوياته.
  • النساء الحوامل والمُرضِعات: حيث تُعدّ المرأة في مرحلتيّ الحمل والرضاعة أكثر عُرضةً للإصابة بالكثير من المشاكل بسبب الإجهاد الأيضي الذي يحدث لتشكيل وتغذية الرضيع، وتشير بعض الدراسات إلى أنّه يمكن لانخفاض مستوى فيتامين د في فترة الحمل أن يساهم في حدوث الولادة المبكرة، أو مقدمات تسمُّم الحمل أو ما يُعرف بالارتعاج (بالإنجليزيّة: Pre-eclampsia).
  • الحميات الغذائية: حيث تؤدي بعض الحميات الطبية أو التي تُتبَّع ذاتياً إلى زيادة خطر الإصابة بنقص في بعض العناصر الغذائية؛ مثل فيتامين د.
  • الحساسية من منتجات الألبان: إذ تُعدّ منتجات الألبان من أهم مصادر فيتامين د والكالسيوم، ويمكن أن تظهر بعض الأعراض المختلفة عند الإصابة بالحساسية، والتي تتراوح ما بين الطفح الجلدي إلى أعراضٍ خطيرةٍ تُهدد الحياة، ولذلك يصبح من الضروري تجنُّب هذه المنتجات، ويجب على هؤلاء الأشخاص تعويض نقص فيتامين د من خلال تناول المكمّلات الغذائية أو استهلاك المشروبات الأخرى المُدعّمة بفيتامين د والكالسيوم.

تم تحديث الكميات الموصى بها من فيتامين د من قِبَل المعاهد الأمريكية للطب (بالإنجليزيّة: Institutes of Medicine) في عام 2010، ويوضّح الجدول الآتي هذه الكميات حسب الفئات العمرية:[6]

الفئة العمرية
الجرعة الموصى بها (ميكروغرام/اليوم)
الرُضّع 0-12 شهراً
10
الأطفال 1-18 سنة
15
البالغون إلى عمر 70 سنة
15
البالغون أكبر من 70 سنة
20
النساء الحوامل أو المُرضِعات
15

المراجع

  1. ↑ Debra Rose Wilson (13-11-2017), "The Benefits of Vitamin D"، www.healthline.com, Retrieved 24-12-2018. Edited.
  2. ↑ Franziska Spritzler (23-07-2018), "8 Signs and Symptoms of Vitamin D Deficiency"، www.healthline.com, Retrieved 24-12-2018. Edited.
  3. ↑ Annamarya Scaccia (25-05-2016), "Is a Vitamin D Deficiency Causing Your Depression?"، www.healthline.com, Retrieved 24-12-2018. Edited.
  4. ↑ Rick Nauert (06-12-2018), "Vitamin D Deficiency May Up Risk of Depression for Older Adults"، www.psychcentral.com, Retrieved 24-12-2018. Edited.
  5. ↑ Angela Lemond, "Are You at Risk for Vitamin D Deficiency? Everything You Need to Know"، www.everydayhealth.com, Retrieved 24-12-2018. Edited.
  6. ↑ Megan Ware (13-11-2017), "What are the health benefits of vitamin D?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 24-12-2018. Edited.
  7. ↑ فيديو أعراض نقص فيتامين د النفسية.