العمل التطوعي في المدرسة
العمل التطوعي
يُقصد بالعمل التطوعي القيام بعمل ما بشكل اختياري دون ضغط من أحد أو وجود دافع مادي أو مصالح أخرى، وغالباً ما يكون الدافع نحو أي عمل تطوعي هو الدافع الإنساني والإحساس بالآخر، من باب تدعيم مفهوم الأخوّة الإنسانية، والتكاتف بين البشر، ومساعدة الآخرين على إنجاز أمور حياتهم بصورة أسرع وكفاءة أعلى، وتتعدد أشكال العمل التطوعي فمنها العمل التطوعي بالمدرسة، وهذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال.
العمل التطوعي في المدرسة
يُعتبر العمل التطوعي في المدارس من أنجع الأساليب التربوية التطبيقية التي يُمكن أن تؤتي ثمارها سريعاً ليس على صعيد المدرسة وحسب، بل على صعيد المجتمع والمحيط خارج أسوار المدرسة أيضاً، حيث يُعزز العمل التطوعي دور الفرد الإيجابي في المجتمع، ويُساهم في توطيد العلاقات الإنسانية بين الناس، لا سيما مع تطور الحياة وظهور نزعة تخلي الفرد عن إنسانيته وانغماسه في مصالحه الشخصية دون إبداء أدنى اهتمام بأحوال غيره، وكي نقول إنّ العمل التطوعي في المدرسة قد حصد الثمار السابقة يجب أن يتم العمل به وفق منهجية واضحة وُمحددة الأهداف.
أشكال العمل التطوعي في المدرسة
العمل التطوعي داخل المدرسة
إنّ الأنشطة التطوعية تتم داخل المدرسة، سواء في الصفوف، أم ضمن مرافق المدرسة العامة، كالباحة المدرسية، أو المكتبة، والمقصف وغيرها، وفيما يأتي نضرب على هذه الأنشطة بعض الأمثلة:
- تنظيف الساحة المدرسية، وتنظيف الحديقة الترابية من الأوراق والحشائش الضارة، وزراعة الأشجار والورود حسب تعليمات المُشرف الصفي، أو قائد المجموعة التطوعية.
- تنظيف الصفوف بتنظيف الأرضيات والبلاط، وتنظيف المقاعد، وترتيب المُستلزمات داخله، بالإضافة إلى رمي المهملات الموجودة داخل السلة، وإعادتها إلى مكانها السابق، مع تبديل الكيس المُتسخ بكيس آخر نظيف.
- عمل وسائل تعليمية، كمجلات الحائط، والنماذج العلمية، ووضعها في مكان يراه جميع الطلبة، مثل الممرات الداخلية بين الصفوف.
- تنظيم المناسبات والفعاليات العامة في المدرسة؛ مثل يوم الصحة العالمي.
العمل التطوعي خارج المدرسة
نقصد به الأنشطة التطوعية التي تتعدى حدود أسوار المدرسة، لكنها تتم وفق توجيهاتها، وبمرافقة المُعلم وأمرٍ منه، وغالباً ما تُخصص المدرسة حصة الرياضة، أو حصة الفنون للقيام بهذه البرامج التطوعية، وفي بعض الأحيان قد تدعو الطلبة الراغبين ليوم العطلة من أجل القيام بالعمل التطوعي، ومن أشكال العمل التطوعي خارج المدرسة:
- زيارة المرضى أو دار المُسنين.
- زيارة المساجد وتنظيفها.
- مساعدة الأهالي على قطاف الزيتون، أو ربما قطف محصول شعبي آخر حسب البلد الذي تُنفَذ فيه البرامج التطوعية، وفيما يأتي سنقدم خطوات عملية لإنجاز نشاط تطوعي مُعين بالمدرسة.
نشاط الحديقة المدرسية
- إعلام الطلبة بنية المدرسة القيام بهذا النشاط، وتحديد اليوم المُناسب، وهذا ما تُقرره إدارة المدرسة بالتنسيق مع مُربي الصفوف.
- تقسيم الطلبة إلى مجموعات فمجموعة تتولى مهمة الإشراف، أو تسريع العمل، وتسجيل ملاحظات حول النشاط، مع المشاركة بالمهام الأُخرى أيضاً، ويمكن اختيار الطلبة الذين يتصفون بروح المبادرة والقيادة لهذه المهمة، ومجموعة أخرى لتنظيف وتعزيل الحديقة، وأخرى لحفر أماكن زراعة النباتات، ومجموعة للري والسقاية.
- تحفيز الطلبة قبل القيام بالنشاط التطوعي، كالتعهد برفع علاماتهم في المواد التي حصلوا على علامات متواضعة فيها، أو منح جائزة للطالب والمجموعة، التي قدمت أفضل جهد خلال إنجاز العمل التطوعي.
- خلال تنفيذ النشاط التطوعي، يجب تحفيز الطلبة بالتبسم والكلام الحسن، مع ضرورة مشاركة المُعلمين في العمل التطوعي كذلك، حتى يرى فيهم الطلبة القدوة الحسنة.
- ملاحظة كيفية سير العملية التطوعية، وتسجيل الملاحظات، ومعالجة العقبات في حال وجودها، ومحاولة وضع الحلول المُناسبة لتفاديها في الأنشطة اللاحقة، ومن تلك الملاحظات هل أثر النشاط التطوعي على شخصية الطالب للأفضل؟ وهل تراجعت المشاكل والشجارات بين الطلبة؟ وهل تحسّن التحصيل العلمي للطلبة؟ وغيرها من الأسئلة، التي يجب أن يطرحها الأساتذة والإدارة مراراً وتكراراً، وضرورة الخروج بإجابات إيجابية ومُحددة.