طرق تربية الأبناء في الإسلام
تربية الأبناء
يعتقد كثير من الشباب والشابات المقبلين على الزواج أنّ إنجاب الأبناء هو للمتعة والتسلية وإشباع عاطفة الأمومة والأبوّة، وأنّ تربيتهم شيءٌ سهلٌ وهيّن، إلا أنّ هذا الأمر من الخطورة والجديّة بمكان، حيث يجب الانتباه إلى أنّ تربية الأبناء تحتاج إلى وعي وثقافة كي يُنشئوا جيلاً صالحاً ناضجاً يملأ مكانه في المجتمع ويسهم في بناء لَبِناتِه. ولا ريب أنّ التربية الإسلامية هي خير سبيل لتحقيق ذلك، وعلى الآباء والأمهات الاهتمام بالكتب والمحاضرات والدروس التي تُعنى بتربية الأولاد ليتمكنوا من تحقيق تربية سليمة لأبنائهم، خاصة في هذا الزمن الذي يحتاج إلى تضافر الأبوين وبذل مجهود كبير منهما.
طرق تربية الأبناء في الإسلام
التربية ليست مجرد أوامرَ ونواهٍ على الأبناء الالتزام بها، ولا هي مجرد تأمين الملبس والمشرب والمأكل وغير ذلك من الحاجيات، إنّما هي عمل متكامل وطرق متنوعة يمكن أن يسلكها الأبوان في تربية أبنائهما ليكونوا صالحين منضبطين بضوابط الإسلام، ومن هذه الطرق:
القدوة الحسنة
تعتبر القدوة من أهم الطرق التي يستطيع الآباء جذب أبنائهم من خلالها إلى السلوك القويم، فهم منذ طفولتهم يتأثرون كثيراً بما يفعله آباؤهم أمامهم، ويقلدونهم في كل شيء، فكيف يريد أب من ابنه ألا يكذب بعد أن سمعه يكذب أمامه؟! وكيف يمكن لأمّ أن تحمل ابنتها على الاحتشام وهي لا تلتزم بذلك؟! لو جعل الأب والأم يأمران أبناءهما طوال اليوم بفعل شيء هما لا يطبّقانه فلن يستجيبوا لهما. فلا بد إذن من حرص الوالدين على أن تكون أفعالهما وأخلاقهما منضبطة بضوابط الإسلام كي يلتقط الأبناء هذه الأفعال بالشكل السليم، ويوفروا عليهما كثيراً من التوجيهات.
التعويد
أي أن يبدأ الوالدان بتعويد أبنائهما على السلوك المطلوب منذ الصغر، كالتعويد على الصلاة مثلاً، ففي البداية لا بدّ من جعل الأبناء يصلون معهما، وتذكيرهم مع كل صلاة بوقتها، هذا التدريب سيجعلهم يتعودون على أداء الصلاة في أوقاتها. كذلك الأمر في أي سلوك ديني أو تربوي.
المراقبة
يجب أن يعرف الوالدان ماذا يفعل أبناؤهما، وأين يذهبون، ومن يصادقون، وكيف يمضون يومهم، ليتمكنوا من توجيههم التوجيه السليم إذا ما كان هناك أي خطأ، لكن لا بدّ من الحرص التامّ على أن تكون هذه المراقبة في منتهى السرية دون أن يشعروا؛ كي لا يعتقدوا أنّهم محاصرون أو غير جديرين بالثقة من قبل والديهم.
زرع الوازع الديني
يجب زرع فكرة مراقبة الله لنا في نفوس الأبناء ليكونوا على يقظة دائمة أنّهم سيتعرضون لغضب الله إن همّوا بفعل سيّء، وبذلك يريحون والديهم كثيراً من دوام مراقبتهم؛ لأنّهم مراقَبون من الله تعالى ويشعرون بوجوده ولا يحتاجون لرقابة من أيّ أحد غيرِه.
القراءة
يجب جلب كتب مفيدة للأبناء وتشجيعهم على قراءتها، كالسيرة النبوية الشريفة، وقصص الانبياء، وقصص القرآن، وبعض الكتب النافعة التي تغرس القيم الإسلامية العظيمة في نفوسهم، فضلاً عن تنمية عقولهم وأفكارهم وتعبئة فراغهم بممارسة القراءة.
الموعظة الحسنة
يجب أن تكون باستخدام أسلوب لطيف تحبّبي معهم، فيذكّرونهم بالله عزّ وجلّ والفوز الذي سينالونه إذا ما اتّبعوا أوامره، ويذكّرونهم بالجنة والنار، وبالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وأنهم خير قدوة لنا.
الترغيب والترهيب
بجلب الهدايا لهم وتقديم المديح والثناء عندما يفعلون شيئاً إيجابياً، وبالتعنيف والتخويف من العقوبة عندما يفعلون شيئاً سلبياً.