إنا أنزلناه في ليلة مباركة
تفسير إنّا أنزلناه في ليلة القدر
معنى آية (إنّا أنزلناه في ليلة القدر)، أي أنّ القرآن الكريم نزل دفعةً واحدةً إلى السّماء الدنيا، ومعنى ليلة القدر الليلة التي يقدّر فيها الله مقاديرَ العباد وأرزاقَهم في السّنة القادمة، وسُمّيت بهذا الاسم لعلوّ مكانتها وقدرها عند الله تعالى وفضلها عنده،[1]وابتدأ نزول القرآن الكريم في ليلة القدر من شهر رمضان المبارك، وليلة القدر في العشر الأواخر من الشهر الفضيل وهي في ليالي الوتر منها، كليلة إحدى وعشرين وثلاثٍ وعشرين وخمسٍ وعشرين وسبعٍ وعشرين وتسعٍ وعشرين؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: (التمِسوها في العَشْرِ الأواخرِ).[2][3]
علّةُ عدمِ تحديد موعد ليلة القدر
أخفى الله عزّ وجلّ ليلة القدر ولا تُعلم في أيّ ليلة من العشر الأواخر من شهر رمضان؛ وذلك لفائدتين عظيمتين هما: بيان الصّدق، والحرص على طلب ثوابها وأجرها، فالمؤمن الصّادق في طلبها لا يهمّه التعب والمشقة في إدراك فضلها، ولا يهمه قيام عشرِ ليالٍ؛ لإدراك فضل ليلة واحدة على عكس الكسول، وكلّما كثر العمل الصالح في العشر الأواخر كثر الثواب، ومن الخطأ تحرّي ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان؛ لمضاعفة العمل.[4]
الخصوصية في نزول القرآن في ليلة القدر
اختصّ الله عزّ وجلّ نزول القرآن الكريم في ليلة القدر من دون النّهار؛ لما في الليل من خصوصية عند الله تعالى، فقد أسرى الله تعالى بالنّبي عليه الصلاة والسّلام ليلًا، وخُصّ اللّيل بالنفحات الإلهية؛ فقد امتدح الصالحين ووصفهم بأنّهم قليلاً من الليل ما يهجعون، ويتنزل الله تعالى في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا ليغفرَ ويعطيَ السائلين؛ لأنّ في الليل يسكن قلب المؤمن ويخلو من المشاغل؛ ولأنّ في الليل رهبة وهيبة يستحضر فيها المؤمن صفاء قلبه.[5]
المراجع
- ↑ "تفسير قوله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر)"، islamweb، 29-9-2008، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبو بكرة، الصفحة أو الرقم: 3686، أخرجه في صحيحه.
- ↑ محمد آل قاسم ، "هِيّ لَيلةٌ خَيرٌ مِن ألفِ شهْر"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2018. بتصرّف.
- ↑ "تفسير سورة القدر "، islamway، 10-8-2012، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2018. بتصرّف.
- ↑ إبراهيم الحقيل (4-9-2007)، "تفسير سورة القدر"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2018. بتصرّف.