ما فوائد التوت البري
التوت البري
التوت البري (بالإنجليزيّة: Cranberry) هو نبات متسلّق خشبيّ ومُعمّر ينمو على ارتفاع مُنخفض ويمتلك أوراقاً صغيرةً بيضويّة الشكل، ويصل طول ساقه المُمتدّ بشكلٍ أفقيّ إلى مترين ويُطلق عليه اسم الرَئْد (بالإنجليزيّة: Stolons)، كما تنمو لهذه الشجيرات أزهارٌ ورديّة اللون في فصل الربيع، ويُعدّ سكان أميركا الأصليين أول من استخدم التوت البري، إذ استخدموه في العديد من الأطعمة، وفي صِباغة السجاد والبطانيات، وغيرها من الاستخدامات.[1]
ويُعدّ التوت البري من النباتات التي تحتاج إلى عوامل خاصّة للنمو والبقاء؛ مثل حاجته لتربة البيتموس (بالإنجليزية: Peat soil) الحمضيّة، ولكميّاتٍ وفيرةٍ من المياه العذبة، ومن الجدير بالذكر أنّ موسم نموّ التوت البري يمتدّ بين شهريّ نيسان وتشرين الثاني، ثم تتبعه فترة سكون خلال أشهر الشتاء الباردة. وينقسم التوت البري إلى نوعين رئيسييّن، وهما: التوت البري الأمريكي (الاسم العلمي: Vaccinium macrocarpon)، والتوت البري الأوروبي (الاسم العلمي: V. oxycoccos)، ويكون حجم ثمرة التوت البري الأوروبي نصف حجم ثمرة الأنواع الأمريكية.[1]
مكونات مفيدة في التوت البري
يُعدّ التوت البري مصدراً جيداً للعديد من المركبات الغذائيّة النباتيّة النشطة حيوياً، ولمُضادّات الأكسدة، ومن الجدير بالذكر أنّ مُعظم هذه المركبات تتركّز في قشرة ثمار التوت، وينخفض تركيزها في العصير المستخرج منها، ومن الأمثلة على هذه المركبات نذكر ما يأتي:[2]
- الكيرسيتين: (بالإنجليزيّة: Quercetin) وهو من أكثر مركبات البوليفينول المضادة للأكسدة وفرةً في ثمار التوت البري، ويعدّ التوت البري أحد المصادر الرئيسية لهذا المُركّب.
- الميريستين: (بالإنجليزيّة: Myricetin) والذي يعدّ من المركبات البوليفينولية التي قد يكون لها العديد من الفوائد الصحيّة.
- البيونيدين: وهو المُركّب المسؤول عن اللون الأحمر لثمار التوت، ويُقدّم مركب البيونيدين (بالإنجليزيّة: Peonidin) بعض الفوائد الصحيّة المُفيدة للجسم، ويعدّ التوتُ البريّ واحداً من أغنى المصادر الغذائيّة لهذا المركب.
- حمض اليورسوليك: هو مركب تريتيربينيّ (بالإنجليزيّة: Triterpene compound) يتركّز في قشور الثمار، كما أنّ له تأثير قويّ مُضادّ للالتهابات.
- البروتينات السيانيدية من النوع A: (بالإنجليزيّة: A-type proanthocyanidins) وهي أحد مركبات البوليفينول، ويطلق عليها أيضاً اسم العفص المُكثّف (بالإنجليزيّة: Condensed tannins)، ويُعتقد أنّه يُمكن أن يكون فعالاً ضد عدوى المسالك البوليّة.
فوائد التوت البري حسب درجة الفعالية
تجري العديد من الدراسات إلى وقتنا الحالي للبحث في الفوائد الصحيّة التي يُحتمل أن يُقدّمها التوت البري للصحّة، ويُمكن ذكر فوائده حسب ما يأتي:
احتمالية فعاليته (Possibly Effective)
- الوقاية من خطر الإصابة بعدوى الجهاز البولي: يشيع بين الناس أنّ التوت البري يُستخدم لتقليل خطر الإصابة بهذه العدوى، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أنّ شُرب عصير التوت البري أو تناوُل مُستخلصات مُعيّنة له قد يُقلّل من خطر الإصابة بعدوى الجهاز البولي بشكلٍ مُتكرّر لدى بعض الحالات من الأطفال والبالغين، إلّا أنّه لم يُساهم في تقليل خطر الإصابة عند الجميع،[3][4] إذ يحتوي هذا النوع من التوت على البروتينات السيانيدية من النوع A (بالإنجليزية: PACs) والتي يُمكن أن تمنع التصاق البكتيريا ببطانة المثانة ممّا يُقلّل خطر الإصابة بالعدوى.[5] كما يجدر الذكر أنّ منتجات التوت البريّ قد لا تمتلك جميعها تأثيراً واقياً من عدوى القناة البوليّة، وذلك لأنّ كميات مُركّب البروأنثوسيانيدين الموجودة فيها قد تقلّ خلال تصنيع هذه المُنتجات، ويُنصح باستشارة الطبيب قبل استخدامها.[2]
لا توجد أدلة كافية على فعاليته (Insufficient Evidence)
- احتمالية تقليل الأعراض المصاحبة لتضخّم البروستاتا الحميد: حيث إنّ الدراسات الأولية بيّنت أنّ تناول التوت البري المُجفّف مدّة ستة أشهر قد يساهم في تحسين الأعراض الخاصّة بالجهاز البولي لدى المُصابين بتضخم البروستاتا الحميد (بالإنجليزية: Benign prostatic hyperplasia) كما أنّها قد تُقلّل بعض المؤشّرات الحيويّة المُرتبطة بهذه الحالة لديهم.[4] وبيّنت إحدى الدراسات التي نشرتها مجلة European Review for Medical and Pharmacological Sciences عام 2016 إلى أنّ إضافة مكمّلات التوت البري للنظام الغذائي للمرضى من المُحتمل أن تقلل خطر تكرار الإصابة بعدوى الجهاز البولية لديهم.[6]
- احتمالية تحسين أعراض نزلات البرد: إذ بيّنت إحدى الأبحاث أنّ تناول عصير التوت البري بشكلٍ يوميّ مدّة 70 يوماً لم يُساهم في التقليل من فرصة الإصابة بالرشح والإنفونزا، إلّا أنّه من المُحتمل أن يُقلّل الأعراض المُصاحبة لهما.[7]
- احتمالية الوقاية من الإصابة بالقرحة الهضمية: إذ أنّ الأدلّة ما زالت مُتضاربة حول قدرة التوت البري على التقليل من البكتيريا الملويّة البوابيّة (بالإنجليزيّة: Helicobacter pylori) أو ما يُعرف بجرثومة المعدة التي قد تُسبّب القرحة الهضميّة، وقد أشارت إحدى الدراسات التي أُجريت عام 2005 في جامعة بكين إلى أنّ تناول عصير التوت البري بشكلٍ مُنتظم قد يُقلّل خطر الإصابة بالعدوى الناتجة عن الجرثومة الملويّة البوابيّة.[8] وقد أشارت دراسات أوليّة أخرى إلى أنّ شرب عصير التوت خلال استخدام الأدوية الخاصة بهذه الجرثومة لم يساهم في تحسين المرض بشكل أفضل مقارنةً بتناول الأدوية فقط.[7]
- احتمالية تقليل تكوّن حصاة الكلى: وقد اختلفت الدراسات حول تأثير التوت البري في حصى الكلى؛ إذ إنّ بعض الأدلة الأوليّة بيّنت أنّ تناول عصير التوت البريّ قد يُقلّل خطر الإصابة بحصى الكلى، إلّا أنّ أدلّةً أخرى أشارت إلى أنّ تناول هذا العصير أو مُستخلصات التوت يُمكن أن يزيد خطر الإصابة بالحصاة، وذلك لاحتوائِه على نسب عالية من أملاح الأكسالات التي تزيد فرصة تكوّن هذه الحصاة خاصّةً لدى الأشخاص الذين سبق وأصيبوا بها.[7][3]
- احتمالية المُساهمة في تقليل خطر الإصابة بالسرطان: أشارت بعض الدراسات المخبريّة إلى أنّ التوت البري يحتوي على بعض المُركبات التي يُمكن أن يكون لها تأثيرٌ في تثبيط بعض أنواع السرطان، إلّا أنّ هذه االنتائج ما زالت بحاجة للمزيد من الدراسات.[9]
- احتمالية تحسين بعض حالات مُتلازمة التمثيل الغذائي: فقد أشارت إحدى الأبحاث الأولية التي نُشرت في مجلة أبحاث التغذية (بالإنجليزيّة: Nutrition Research) عام 2012 إلى أنّه من المُمكن لشرب عصير التوت البريّ مرتين يومياً مدّة 8 أسابيع أن يفيد في زيادة قدرة بعض مُضادات الأكسدة في الدم عند النساء المُصابات بمتلازمة التمثيل الغذائي، إلا أنّ ذلك لم يُظهر أي تأثير في ضغط الدم، أو مستويات السكر في الدم، أو نسب الكولسترول عند هؤلاء المرضى، وما زالت هذه النتائج بحاجة للمزيد من الدراسات.[4][10]
- فوائد أخرى: من المُحتمل أن يكون للتوت البري فوائد خاصّة ببعض الأمراض الأخرى إلا أنّ تأثيره ما زال بحاجةٍ للمزيد من الدراسات، ومن هذه الحالات التهاب الجنبة ومُتلازمة التعب المُزمن.[4]
احتمالية عدم فعاليته (Possibly Ineffective)
- تقليل مستويات السكر لدى مرضى السكري: إذ تشير الأدلّة إلى أنّ مُكمّلات التوت البري لا تُخفّض مُستويات السكر في الدم لدى هؤلاء المرضى، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض مُنتجات عصير التوت تحتوي على كميّاتٍ كبيرةٍ من السكر المُضاف، لذلك يُنصح الأشخاص المُصابين بالسكري باختيار المُنتجات المُحلاة ببدائل السكر.[4]
دراسات علميّة حول فوائد التوت البري
- أشارت عدّة دراسات إلى أنّ عصير التوت البري أو مُستخلصاته قد يكون لهما تأثير على بعض عوامل الخطر المُرتبطة بأمراض القلب، وبيّنت دراسة صغيرة نُشرت في المجلة البرطانيّة للتغذية عام 2006 أنّ تناول عصير التوت البري ارتبط بزيادة مُستويات الكوليسترول الجيّد في الدم لدى الرجال المُصابين بالسُمنة.[11]
- بيّنت دراسةٌ صغيرةٌ أُجريت على عددٍ قليلٍ من الرجال والنساء المُصابين بالسكري من النمط الثاني أنّ مُكمّلات التوت قلّلت مستويات الكولسترول الضارّ لديهم، وقد نُشرت هذه الدراسة في مجلة Diabetic medicine عام 2008.[12] وتجدُر الإشارة إلى أنّ هذا النوع من التوت يحتوي على مُضادات الأكسدة التي يُمكن أن تكون مفيدةً للقلب مثل: الأنثوسيانين (بالإنجليزيّة: Anthocyanins)، والبروأنثوسيانيدين، والكيرسيتين.
- بيّنت مراجعة وتحليل شمولي نُشر في مجلة التغذية السريريّة عام 2019 أنّ مكمّلات التوت البري من المُحتمل أن تكون فعّالةً في تقليل ضغط الدم الانقباضي، كما ظهر أنّها حسّنت مستويات الكوليسترول الجيّد ومؤشّر كتلة الجسم لدى المُشاركين.[13]
القيمة الغذائية للتوت البري
يُوضّح الجدول الآتي العناصر الغذائية المتوفرة في 100 غرامٍ من التوت البري الطازج:[14]
درجة أمان ومحاذير استخدام التوت البري
يُعدّ تناول التوت البري آمناً في الغالب لمُعظم الناس وذلك في حال تناوله عن طريق الفم بطريقة مناسبة، كما تُستخدم مُستخلصات وعصائر التوت البري بشكلٍ آمن بين الناس، إلّا أنّ تناول كميّاتٍ كبيرةٍ منها قد يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض الجانبيّة؛ مثل: الإسهال، واضطرابات المعدة، كما يمكن أن يُسبّب القيء والغثيان، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ استهلاك أكثر من لترٍ واحدٍ من عصير التوت يومياً لفترةٍ زمنيّةٍ طويلة قد يزيد من احتمالية الاصابة بحصوات الكلى، وتجدر الإشارة إلى أنّه في حالاتٍ نادرةٍ قد يُعاني البعض من ردود فعلٍ تحسّسيةٍ نتيجة تناول التوت، ومن الأعراض المُصاحبة لهذه الحساسية: صعوبة التنفس، وانتفاخ الوجه، أو الشفتين، أو الحلق، والشرية (بالإنجليزية: Hives) وفي هذه الحالة يجب مراجعة الطبيب. كما أنّ بعض الحالات يجب عليها الحذر عند استخدام التوت البري، ونذكر منها ما يأتي:[7][15]
- الحامل والمرضع: ويُفضّل تجنّب استخدام التوت البري لأغراض علاجيّة لعدم توفر معلومات موثوقة حول درجة أمان استخدامه خلال هذه الفترات.
- الأطفال: يُعد التوت البري آمناً في الغالب للاستخدام للأطفال إذا تمّ تناوله كعصيرٍ أو ثمارٍ عن طريق الفم.
- حساسية الأسبرين: يجب تجنّب تناول كميّاتٍ كبيرةٍ من التوت البري لمن يُعانون من حساسية الأسبرين، وذلك لاحتوائِه على حمض الساليسيليك المُشابه للأسبرين.
- التهاب المعدة الضموري: (بالإنجليزية: Atrophic Gastritis) قد يزيد التوت البري من امتصاص فيتامين ب12 للأشخاص الذين يُعانون من التهاب بطانة المعدة أو من فقد حمض المعدة (بالإنجليزيّة: Hypochlorhydria).
- التفاعلات الدوائيّة: إذ يُمكن ان يتداخل التوت مع الوارافين الذي يُستخدم لإبطاء تخثر الدم، ويمكن للتوت البري أن يزيد مدّة بقاء هذا الدواء في الجسم، ممّا يزيد خطر الإصابة بالنزيف، كما يمكن لهذا النوع من التوت أن يتداخل مع عدّة أدوية أخرى مثل: ديازيبام (بالإنجليزية: Diazepam)، والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، وتوراسيميد (بالإنجليزية: Torasemide)، وغيرها.[4]
المراجع
- ^ أ ب Catherine C. Neto and Joe A. Vinson. (2011), Herbal Medicine: Biomolecular and Clinical Aspects. 2nd edition., Boca Raton Florida: Taylor and Francis Group, Page Chapter 6, Part 6.1. Edited.
- ^ أ ب Atli Arnarson (15-2-2019), "Cranberries 101: Nutrition Facts and Health Benefits"، www.healthline.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
- ^ أ ب Minesh Khatri (14-3-2019), "Are Cranberries Good for UTI Prevention?"، www.webmd.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "CRANBERRY", www.webmd.com, Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ↑ Yvette Brazier (14-2-2016), "Cranberries help urinary tract infections, but not as juice"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ Ledda A1, Belcaro G, Dugall M, others (2016), "Supplementation with high titer cranberry extract (Anthocran®) for the prevention of recurrent urinary tract infections in elderly men suffering from moderate prostatic hyperplasia: a pilot study.", European Review for Medical and Pharmacological Sciences, Issue 24, Folder 20, Page 5205-5209. Edited.
- ^ أ ب ت ث "CRANBERRY", www.rxlist.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ Zhang L, Ma J, Pan K, others (2005), "Efficacy of cranberry juice on Helicobacter pylori infection: a double-blind, randomized placebo-controlled trial.", Helicobacter, Issue 2, Folder 10, Page 139-145. Edited.
- ↑ Katherine M. Weh, Jennifer Clarke, and Laura A. Kresty (2016), "Cranberries and Cancer: An Update of Preclinical Studies Evaluating the Cancer Inhibitory Potential of Cranberry and Cranberry Derived Constituents", Antioxidants , Issue 3, Folder 5, Page 27. Edited.
- ↑ Arpita Basu, Nancy M. Betts, Jennifer Ortiz (3-2011), "Low-calorie Cranberry Juice Decreases Lipid Oxidation and Increases Plasma Antioxidant Capacity in Women with Metabolic Syndrome", HHS Public Access, Issue 3, Folder 31, Page 190–196.. Edited.
- ↑ Ruel G1, Pomerleau S, Couture P and others (12-2006), "Favourable impact of low-calorie cranberry juice consumption on plasma HDL-cholesterol concentrations in men.", British Journal of Nutrition, Issue 2, Folder 96, Page 357-64. Edited.
- ↑ Lee IT1, Chan YC, Lin CW and others (12-2008), "Effect of cranberry extracts on lipid profiles in subjects with Type 2 diabetes.", Department of Medicine, Issue 12, Folder 25, Page 1473-1477. Edited.
- ↑ Pourmasoumi M, Hadi A, Najafgholizadeh A, others (2019), "The effects of cranberry on cardiovascular metabolic risk factors: A systematic review and meta-analysis.", Clinical nutrition, Folder 19, Page 44. Edited.
- ↑ "Cranberries, raw", www.fdc.nal.usda.gov,4-1-2019، Retrieved 24-10-2019. Edited.
- ↑ Cerner Multum (11-9-2019), "Cranberry Side Effects"، www.drugs.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.