-

ما هي أسباب الفقر

ما هي أسباب الفقر
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الفقر

يعتبر الفقر من أكثر الأمور المؤلمة التي نعاني منها في المجتمعات العربية بشكلٍ خاص، فعلى الرغم من الثروات الكبيرة، والخيرات العظيمة إلّا أنّ هناك فئة ظلمت بسبب توزيع الثروات، وأصبحت على الهامش لا صفة لها إلّا أنّها من الطبقة الكادحة التي تحاول قدر المستطاع الوصول إلى لقمة العيش مهما أدى ذلك إلى الشعور بالذل، وتحمل المهانة من الأشخاص المحيطين به، فالفقر ليس عيباً يصام به المرء، ولكن عدم القدرة على مجاراة الواقع، والعيش الرغيد، هي ما تجعل الفقر وصمة عار على جبين كل فقير، رغم أن الأمر ليس بيده، فهو لم يطلب أن يكون فقيراً ولم يتسنى له الفرص لكي يرث ورثة كبيرة تعطيه الاحترام والتقدير الذي يقدمه الجاه والمال لصاحبه، وهذا حالنا جميعا، فالجميع في الوطن العربي يعاني من قلة الموارد التي تسيطر على حياته، لتجعله غير قادر على سد أبسط الاحتياجات الأساسية.

أسباب الفقر

والفقر كغيره من الأمور لا بدّ من وجود الأسباب التي أدت إلى تفاقمه في المجتمعات العربية على وجه الخصوص، ولا يعني ذلك أنّنا أمة لا تعمل أو لا تكد، بل على العكس، كثرة الموارد في بيئتنا كفيلة بأن تغني الوطن العربي بالكامل، وهناك العديد من الأسباب التي قمنا باختيارها لنشارككم إياها، حتى نعرف ما الحل الذي من الممكن أن نواجهه في خضم هذه المعركة الحقيقية، وهي معركة البحث عن لقمة العيش، ومن أهم الأسباب ما يلي:

عدم وجود دخل ثابت

فالكثير من الأشخاص يحاول بكل الطرق أن يبحث عن عمل ثابت، يوفر له الدخل المحترم الذي يستره ويستر عائلته، إلاّ أن هذه الأحلام تتبدد بمجرد التعرض للسوق المحلي، لتجد أنه لا يوجد لك شاغر بشهادتك العلمية التي دفعت عليها الأموال الطائلة لكي تحصل عليها، وبالتالي تقبل بالعمل في أقل مهنة، بأقل راتب أو دخل، ليكون عليك أن تحترم ذلك، وألّا تتمرد، فالتمرد بالنسبة إليك يعني الطرد، ليجدوا بديلاً عنك في أقل من خمس دقائق، وربما بأقل أجر ممكن، فهي حاجة ملحة، والكل بحاجة لأن يعمل حتى لو اضطر للتخلي عن أبسط الحقوق.

المصروفات أكثر من قيمة الدخل

فتجد أن الأب على سبيل المثال لديه من الأبناء خمسة، اثنان منهما في المرحلة الجامعية، فقبل ذلك كانت المصاريف بسيطة، وكلما كبر الأولاد زاد الضغط على قيمة الراتب، وزادت المصروفات، حتى أصبحت قيمة الدخل الحقيقية لا تغطي المصاريف التي تعتبر أساساً من أساسيات الحياة، مما يدفع الأب للتخلي عن الحياة العادية، واللجوء لحالة من التقشف في سبيل التخلص من هذه الأزمة، والوقوف عليها من أجل تعليم الأبناء، ومن ثم يدفعهم فيما بعد لمواجهة الحياة، واللجوء لسوق العمل للبحث عن أي عمل يغنيهم عن السؤال، ويوفر لهم الحياة المستورة التي يحلم بها أي مواطن عادي في مجتمعاتنا العربية.

اللجوء للعمالة الأجنبية

فالكثير من أرباب العمل تجدهم يعزفون عن القبول بموظفين محليين، والسبب في ذلك أنهم يحتاجون إلى المصاريف بالإضافة إلى التأمين والمعاش وما إلى ذلك، ويجد أن العمالة الأجنبية أرخص من ناحية المصاريف، وأيضاً من الممكن القبول بأي راتب أو أجر يوفره لهم صاحب العمل، فالحاجة الملحة التي دفعتهم لترك بلادهم ستجبرهم على القبول بالقليل، والمحاولة لتأمين المكان والطعام فقط، فهم لا يبحثون عن الزواج أو القصور وما إلى ذلك.

غلاء الأسعار

فأسعار المواد الأساسية كل يوم في ازدياد، والسبب في ذلك راجع إلى عدم القدرة على السيطرة على التجار، وعدم وجود رقابة حقيقية على أسعار البضائع، فتجد أنّها كل يوم في ازدياد، والسلع التي يزيد سعرها هي من السلع الأساسية أي التي تخص المأكل والمشرب، كالدقيق والقمح والخبز والسكر وغيرها من السلع الأساسية، وعندما تسأل التاجر عن سر الغلاء يرد عليك بأنه اشتراها بسعر أعلى، وأنّها تزيد عليه، ولا بد أن يشتري بالسعر العالي، ويبيع بالسعر العالي أيضاً حتى يوفر الربح، ولو القليل منه، فهذه المشكلة بيد الكبار، الذين ينظرون بعين مغمضة عما يحدث في الشارع، غير مبالين أو مكترثين بالمواطنين الذين أصبحوا يقضون باقي الشهر بدون طعام مأمن في بيوتهم.

قلة الأجور

فالأجور التي يتقاضاها العامل، خاصة الشخص الذي لا يحمل شهادة أقل بكثير مما توفر له الاحتياجات الأساسية أو تساعده على رفع مبلغ منها ولو صغير من أجل بناء المستقبل، وهذا ما يجعل الأمر سيئاً للغاية، فالكثير من الشباب تجدهم يجلسون بلا عمل، لأن العمل الذي وجدوه لا يحقق لهم أي حياة كريمة أو حياة عادية، فلماذا التعب في نظرهم، وتجدهم يتركون العمل، ويجلسون على المقاهي في معظم الأوقات.

الأسباب الروحانية التي تتعلق بالفقر

وهناك العديد من الأسباب التي أراد الله سبحانه وتعالى أن يذكرنا بأنها موجودة في حياتنا، وقد تكدر علينا العيش الكريم، وتسبب في الفقر وقلة الفرص، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:

عدم الرضا بالقليل

فالله سبحانه وتعالى قد أعطى كل شخص على قدره، ولو كانت الزيادة في المعاش بالنسبة لهذا الشخص، لصرفها في غير أوجه الحق، مما قد يجعله مواطناً غير شريفاً، أو يرتكب المعاصي، لذلك يكف الله عنه الرزق، ويقلله ليوفر له أقل الاحتياجات فقط، تأمينا منه لحياته من جهة، ورحمة به من جهة أخرى، ولو أننا بشر شكورين، لشكرنا الله على حجم النعم الكبيرة التي منحنا إياها، فلو كان الراتب قليلاً من الممكن أن تقوم بالعيش الطيب، فقط إن استطعت أن تأمن حياتك بالصورة الصحيحة، وتبتعد عن الأشياء التي تدمر الصحة وتصرف فيها المال بدون أن تشعر أنه قد ضاع منك وأنت لا تشعر كالتدخين وغيرها.

عدم التوكل على الله

فالتوكل على الله من أسمى الأمور التي دعانا الله سبحانه وتعالى إلى القيام بها عند كل صباح وقبل الذهاب للعمل، فلا بد أن تتكل على الله في كل خطوة تخطوها، وتأكد أن الرزق بيد الله سبحانه وتعالى، ولن يصيبك من رزق إلّا هو لك، وما لم يصيبك فهو بالأساس لم يكن ملكك، وعليه لا بدّ أن تقنع نفسك أن الأجر القليل أو الفقر الذي تعيش به هو نعمة من الله، وأن الساعي في الخير يوفقه الله ويرضى عنه، ويزيد من قدره بين الناس، ويجعل مكانته طيبة.

الجزع من أمر الله

فهناك من تجده يبكي ويندب حظه، ويقول لماذا يا رب لم تخلقني كذا، وما بال كذا لديه من الأموال وأنا فقير، فهذه الأمور وغيرها قد تخرجك من الملة وأنت لا تشعر، وقد تدمر حياتك بالكامل، فتوقف عنها واستغفر ربك، وكن قنوعا بما قسمه الله لك، وحاول أن تدفع برزقك بعيدا عن المطامع، وكن الطيب بين الناس، واذكر ربك بالخير، فالله سبحانه يقول لئن شكرتم لأزيدنكم، فاذكروا الله على الدوام، واشكروه على دوام النعمة والفضل الكبير.

عدم الإنفاق في سبيل الله

فالإنفاق في سبيل الله من أسمى الأمور التي يجب على المؤمن أن يتخلق بها، حتى لو كان الذي بيده قليل، وحاولوا أن تكثفوا من الدعاء، وتخرجوا الصدقات في كل يوم تستطيعون فيه ذلك، حتى يوسع الله عليكم الرزق ولا يضيقها أكثر.