ما هي شروط صلح الحديبية
صلح الحديبيّة
عندما هاجر النّبي عليه الصّلاة والسّلام والمسلمون إلى المدينة المنوّرة واستطاعوا فيها تأسيس دولتهم الأولى ظلّت أعينهم ترنو إلى مكّة المكرّمة البلد الأمين الذي انطلقت منه الدّعوة الإسلاميّة وكانت ما تزال بأيدي كفّار قريش الذين اضطهدوا النّاس حتّى يمنعوهم من اتباع الهدى، ولقد أيقن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أنّ هذا البلد الطّيب سوف يرى أهله النّور قريباً وتنزاح عنه ربقة الظّالمين عندما يشاء الله ذلك ويأتي أمره بالفتح المبين والنّصر المؤزّر على الكافرين. وقد سبق الفتح الكبير لمكّة المكرّمة فتحاً آخر لا يقلّ أهميّة عنه، بل قال المفسّرون أنّ هذا الحدث هو ما سمّاه الله عزّ وجل في كتابه الفتح المبين في قوله تعالى في سورة الفتح (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) {الفتح:1}، وقد كان هذا الفتح المبين هو اتفاقيّة صلح الحديبيّة التي عقدت بين المسلمين بقيادة النّبي عليه الصّلاة والسّلام وكفّار قريش، وكان هناك من المقدمات ما هيأ لها، وأقيمت على شروط، وهنا توضيحها.[1]
مقدّمات صّلح الحديبيّة وأسبابه
رأى النّبي عليه الصّلاة والسّلام في منامه رؤيا أنّه يأتي المسجد الحرام فيطّوف به ويؤدّي مناسك العمرة، ولقد فرح النّبي الكريم بتلك الرّؤيا فبشّر بها المسلمون الذين استبشروا بها خيراً، وأيقنوا أنّهم آتون البيت لا محالة؛ لأنّ رؤيا الأنبياء حقّ، وفي أحد الأيّام استنهض النّبي الكريم المسلمين وطلب منهم الإعداد والتّجهز للذّهاب إلى مكّة المكرّمة لأداء مناسك العمرة وذلك في شهر ذي القعدة من العام السّادس للهجرة، وقد جهّز المسلمون أنفسهم ولم يحملوا معهم سلاحاً غير سلاح السّفر، فانطلقوا وهم مرتدون ملابس الإحرام وعندما وصلوا إلى ذي الحليفة أحرموا للعمرة، وعندما علمت قريش بمقدمهم أقسمت أنّهم لن يدخلوها عنوة، وقام النّبي الكريم بإرسال عثمان بن عفان رضي الله عنهم إليهم يخبرهم بنيّته وأنّه ما جاء للقتال، كما أرسلت قريشا في بادئ الأمر عروة بن مسعود الثقفي، ثمّ عندما أدركت نوايا المسلمين الحقيقيّة أرسلت سهيل بن عمرو الذي أشرف على وضع بنود الصّلح الذي سمّي بصلح الحديبيّة بين المسلمين وكفّار قريش.[2]
شروط صلح الحديبية وبنوده
نصّت بنود اتفاقيّة صلح الحديبيّة على عددٍ من الشّروط وهي:[3]
- أن توضع الحرب بين الطّرفين لمدّة عشر سنوات إلاّ إذا حصل اعتداءٌ من أحد الأطراف على الآخر.
- أن يعود المسلمون هذه السّنة إلى المدينة المنوّرة ثمّ يأتوا إلى مكّة المكرّمة في السّنة القادمة لأداء مناسك العمرة.
- أنّه من أراد أن يدخل في حلف المسلمين دخل فيه، ومن أراد أن يدخل في عهد الكفّار دخل فيه.
- أنّه من أتى المسلمين من قريش مؤمناً ردّ إليهم، ومن أتى قريشاً من المسلمين لم يردّ إلى المدينة.
المراجع
- ↑ راغب السرجاني (17-4-2010)، "صلح الحديبية"، islamstory، اطّلع عليه بتاريخ 10-7-2018. بتصرّف.
- ↑ هند شريفي (26-10-2013)، "أحداث صلح الحديبية وموقف قريش من المسلمين"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 10-7-2018. بتصرّف.
- ↑ "صلح الحديبية"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 10-7-2018. بتصرّف.