ما هي أحكام الصلاة
مكانة الصّلاة في الإسلام
الصّلاة عمود الدين وهي وسيلة الصِّلة بين العبد وربّه؛ وتحدّث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كثيراً عن فَضْلها وأهميّتها، فحين سُئل عن أحبّ الأعمال إلى الله -تعالى- قال: (الصلاة على وقتها، قال: ثمّ أي؟ قال: ثمّ برّ الوالدين، قال: ثمّ أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله)،[1] وفي حديثٍ آخر ذكر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ الصّلاة هي أوّل ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، حيث قال: (أوَّلُ ما يحاسَبُ بِهِ العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ، فإِنْ صلَحَتْ صلَح له سائرُ عملِهِ، وإِنْ فسَدَتْ، فَسَدَ سائرُ عملِهِ)،[2] وقد فرض الإسلام خمس فروض في اليوم والليلة، ثمّ شرع النّوافل لمن أحبّ أن يتطوّع ويستزيد من الفضل، ولأنّ الصّلاة لها أهميّة عظيمة وهي الرّكن الأوّل من أركان الإسلام الخمس، فلا بدّ للمسّلم أن يتفقّه في أمر صلاته حتى يؤدّيها ويتقنها على الوجه الذي يرضي الله تعالى، فما هي أحكام الصّلاة؟
أحكام الصّلاة
أحكام الصّلاة هي ما يتعلّق بأركان الصّلاة وواجباتها وسننها وشروط صحّتها ومُبطلاتها ومكروهاتها، وبيان ذلك على النحو الآتي:[3]
شروط صحّة الصّلاة
صحّة الصّلاة تقوم على بعض الشروط؛ وهي:[3]
- الإسلام.
- العقل.
- بلوغ سنّ التمييز؛ أي بلوغ سبع سنوات.
- الطّهارة.
- دخول وقت الصّلاة.
- ستر العورة.
- استقبال القِبلة.
- النيّة.
أركان الصّلاة
أركان الصّلاة هي ما تقوم الصّلاة بها، وهي لا تسقط عن الإنسان إذا نسيها، ولا تُجبر بسجود السهو، وهي:[3]
- القيام في صلاة الفرض مع القدرة على ذلك.
- تكبيرة الإحرام.
- قراءة سورة الفاتحة في كلّ ركعة.
- الرّكوع.
- الاعتدال من الرّكوع.
- السّجود.
- الرّفع من السّجود.
- الجلوس بين السجدتين.
- الطمأنينة والسّكون في أداء كلّ ركن من أركان الصّلاة.
- التشهّد الأخير.
- الجلوس للتشهّد الأخير؛ إذ لا يجوز أن يكون المصلّي قائماً وهو يتلو التشهّد الأخير.
- التسّليم عن اليمين واليسار.
- ترتيب الاركان.
واجبات الصلاة
واجبات الصّلاة من أساسيّات الصّلاة ولكنّها تُجبر بسجود السهو إذا نسيها المصلّي، وبيانها على النحو الآتي:[3]
- التكبيرات أثناء الصّلاة غير تكبيرة الإحرام.
- قول: سمع الله لمن حمده عند الرّفع من الرّكوع، إذا كان المصلّي المنفرد أو الإمام في صلاة الجماعة.
- قول: ربنا لك الحمد للإمام وللمأموم وللمنفرد في صلاته.
- ترديد سبحان ربّي العظيم في الرّكوع.
- ترديد سبحان ربّي الأعلى في السّجود.
- قول: ربّ اغفر لي؛ عند الجلوس بين السجدتين.
- الجلوس للتشهّد الأوّل.
- التشهّد الأوّل.
سُنن الصّلاة
تقسم سنن الصّلاة إلى سنن قوليّة وسنن فعليّة، منها:[3]
- دعاء الاستفتاح قبل قراءة سورة الفاتحة.
- الزيادة في ذكر السّجود والرّكوع على المرّة الواحدة.
- الصّلاة على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعد التشهّد الأخير.
- التورّك في التشهّد الأخير.
- النّظر إلى موضع السجود.
مكروهات الصّلاة
قد يرتكب المصلّي بعض الأفعال المكروهة في الصّلاة، وبيان بعضها فيما يأتي:[4]
- كثرة الالتفات؛ ومنه الالتفات بالقلب وعدم حضوره، أو الالتفات بالرأس يميناً وشمالاً دون حاجة، أو الالتفات بجميع البدن الذي يترتب عليه بطلان الصلاة؛ لأنّ المصلّي لم يعد مستقبلاً القِبلة، ومنه أيضاً الالتفات بالبصر يميناً وشمالاً.
- رفع البصر إلى السماء.
- إغماض العينين.
- افتراش الذراعين أثناء السّجود.
- العبث؛ وهو الفعل الذي لا فائدة منه، كالعبث باللحية أو الجيب.
- التخصّر؛ وهو وضع اليد على الخاصرة أثناء الصّلاة.
- فرقعة الأصابع؛ لأنّ فيه استخفاف وذهاب الخشوع في الصّلاة.
- أن يصلّي المصلّي وهو حاقن أو حاقب، والحقن هو حبس البول والحقب حبس الغائط.
- الصّلاة بحضور الطّعام؛ لما في ذلك من انشغال التفكير بالطعام عن الصّلاة.
مُبطلات الصّلاة
تبطُل صلاة المسّلم بأحد أمرين؛ وهما: ترك ركن من أركان الصّلاة، أو الإتيان بفعل مُحرّم في الصّلاة، وفيما يأتي بيان ذلك:[5][3]
- ترك ركن من أركان الصّلاة أو ترك واجب من واجبات الصّلاة عمداً يُبطل الصّلاة بإجماع الفقهاء.
- إتيان الأفعال المحرّم إتيانها في الصّلاة؛ ومنها:
- الأكل أو الشّرب العمد أثناء الصّلاة؛ وقد أجمع الفقهاء على إبطال الصّلاة بالأكل والشرب في صلاة الفريضة.
- الكلام والحديث العمد.
- الحركة الكثيرة دون الحاجة لها أثناء الصّلاة.
- الضّحك في الصّلاة؛ والضّحك اليسير لا يُبطل الصّلاة إذا لم يستطع المسّلم ردّه، والقهقهة في الصّلاة أيضاً من مبطلات الصّلاة.
- كشف العورة عمداً.
- بطلان الوضوء.
- عدم استقبال القِبلة.
- تعمّد زيادة ركن من أركان الصّلاة؛ مثل: زيادة ركعة أو زيادة ركوع.
- سبق الإمام إذا كان المصلّي مأموماً.
أحكام تتعلّق بصحّة الصّلاة
قد تطرأ على المسّلم بعض الأمور والظروف في صلاته دون معرفة سبل الخروج منها، وفيما يأتي بيان بعض الأحكام المتعلّقة بالصّلاة:[3]
- إذا صلّى المسّلم صلاته المفروضة عليه ثمّ عَلِم أنّ موعد الصّلاة لم يدخل، فإنّ صلاته تعدّ نافلة، ثمّ يُعيد الصّلاة حين دخول موعدها.
- إذا نام الإنسان عن صلاته المفروضة أو نسيها فيجب عليه أن يصلّيها حين يتذكّرها ولا يؤجّلها إلى اليوم التالي.
- لا يجوز للمصلّي أن يصلّي في ثوب أصابته نجاسة، وإذا كان لا يَملك سواه فإنّه يصلّي فيه؛ لأنّ ستر العورة في الصّلاة أولى من إزالة النّجاسة.
- إذا كان الإنسان مسافراً ولم يستطع تحديد القبلة؛ فعليه أن يجتهد في البحث عنها ويسأل النّاس من حوله ثمّ يصلّي حيث اطمأنّ إلى قبلته، وإذا تأكّد بعد ذلك من الجهة الصحيحة للقِبلة فليس عليه إعادة الصّلاة.
- النيّة في الصلاة تكون في القلب ولا حاجة للتلفّظ بها ونطقها باللسان.
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 527، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2573، صحيح.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "المختصر في أحكام الصلاة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-10. بتصرّف.
- ↑ "مكروهات الصلاة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-10. بتصرّف.
- ↑ "مبطلات الصلاة، وهل الشك مما يبطلها؟"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-10. بتصرّف.