ما هم الأشهر الحرم
الأشهر الحرم
يعتبر كل من شهر ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب من الأشهر الحرم، وهي عبارة عن أشهر عربية هجرية، وتتميز هذه الأشهر عن غيرها بالأهمية الكبيرة لها، ويتجلى ذلك في قوله تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ"، وتتميز بأن الأعمال فيها أجرها وجزاؤها يتضاعف بناءً على نوع العمل، ونظراً لأهمية هذه الأشهر سوف نقوم في هذا المقال المتواضع بتسلط الضوء عليها بشكل أوسع.
أهمية الأشهر الحرم
الأشهر الحرم من الأشهر العظيمة في شريعة إبراهيم -عليه السلام-، وبقيت على هذه العظمة والأهمية لأيامنا هذه، فكان العرب قبل مجيء الإسلام يعدونها من الأشهر المهمة والمقدسة، ويحرمون القتال فيها بكافة أشكاله، لدرجة وصلت بهم لاستعمال النسيء في التقويم الخاص بهم، والذي أدى إلى قيامهم بتأخير الأشهر الحرم في العديد من السنوات أو القيام بتأجيلها، وتم ذكر هذا التقويم في القرآن الكريم بصيغة من الاستنكار والتحريم.
لقوله تعالى: "إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ"، وتقيد العرب بتجنب القتال في هذه الأشهر، باستثناء بعض القبائل التي شرعت القتال والحروب فيها، كقبيلة بني خثعم وبني طي، وعندما جاء الإسلام وانتشر في مختلف بقاع الأرض، عمل على حفظ المكانة العظيمة للأشهر الحرم، ونهى المسلمين كافة عن انتهاك حرمة هذه الأشهر، وقد وردت العديد من الأحاديث الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- والتي تؤكد على أهمية هذه الأشهر.
الغاية من تحريم القتال في هذه الأشهر
يتميز الدين الإسلامي عن غيره من الأديان أنه عندما يحرم أو يحلل مسألة معينة، فإنه يهدف بذلك إلى تحقيق غاية أساسية من ورائها لتحقيق مصالح تعود على المسلمين، وتحريم القتال والحروب في الأشهر الحرم، من أجل أن يتفرغ المسلمون كافة للقيام بالأعمال الصالحة والحسنة، التي تتضاعف أجرها في هذه الأشهر، ولتجنب انشغالهم في القتال والحروب، وبالتالي انشغالهم عن أداء الطاعات المحببة في هذه الأشهر وضياع الأجر والثواب المضاعف، ومن أهم هذه العبادات الصلاة والصيام لغير الفريضة، وغيرها الكثير من الأعمال.
تحليل القتال في الأشهر الحرم
على الرغم من تحريم القتال في الأشهر الحرم، إلا أن هناك بعض الحالات التي يجوز القتال فيها، كالقتال لهدف الدفاع عن المسلمين وأرضهم في حال الاعتداء عليهم، وتعرضهم للهجوم من قبل أعداء الإسلام دون سابق إنذار لهذا الهجوم حسب آراء الجمهور.