-

ما هي أقسام التوحيد

ما هي أقسام التوحيد
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

ما هي أقسام التوحيد

تقوم العقيدة الإسلامية في أساسها على توحيد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وهذا ما يميزها عن الديانات الأخرى التي جعلت لله ولداً وزوجة، وقد اتفق جمهور علماء المسلمين على أنّ التوحيد يقسم إلى ثلاثة أقسام، وهي توحيد الإلهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، فإذا كان المؤمن يؤمن بأن لا إله إلا الله، وهو معبوده الحق الذي له الأسماء الحسنى والصفات العليا، والذي لا يوجد له كفء، فهو مسلم ومؤمن حتى لو لم يعرف الأقسام، إلا أنه من الجيد أن يعرفها.

أقسام التوحيد

توحيد الربوبية

يقصد به توحيد الله عز وجل بأفعاله، وإفراد الله بقدرة الخلق، والملك، والتدبير، فلا يوجد خالق في هذا الكون إلا الله، حيث قال في كتابه العزيز: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) [الزمر: 62]، كما أنه مالك كل شيء، ومدبر الأمور جميعها، وهو الذي يسير الأرزاق ويقدرها، والمحيي والمميت، وقد أقر الكافرون بتوحيد الربوبية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أنهم لم يدخلوا بالإسلام، حيث أنزل الله عز وجل في كتابه: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) [لقمان: 25]، فإقرار الكفار بأن الله عز وجل هو رب كل شيء والخالق الذي لا ينجي من عذابه أحد، إلا أن ذلك لم يجعلهم مسلمين طالما بقي هناك لهم ولي غير الله ولم يقروا بأن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله.

توحيد الألوهية

المقصود به توحيد الله عز وجل من خلال أعمال العباد التي أمرهم الله بها، والتي تصرف كافة أنواع العبادة لله وحدة دون شريك، مثل: القيام بالدعاء والتضرع لله عز وجل، والاستعانة به واستغفاره، حيث أنزل الله في كتابه الكريم: )وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [غافر: 60]، والخوف منه وعدم التوكل على أحد سواه، وهو التوحيد الذي دعا إليه كافة الرسل، ودليل ذلك قول الله عز وجل: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) [النحل: 36]، وقد أنكر المشركون في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ألوهية الله وتوحيده وجعلوا له أنداداً يدعونهم ويطلبون منهم التوفيق والرضا.

توحيد الأسماء والصفات

ويقصد به الإيمان بكل شيء ورد في القرآن الكريم والسنة الثابتة من أسماء الله وصفات وصف الله عز وجل بها نفسه، أو تلك التي وَصَفَه بها النبي صلى الله عليه وسلم، والتي تشمل جميع نعوت الكمال وأسماء الله الحسنى، فعلى سبيل المثال اسم الرحمن من صفة الرحمة، والسميع من صفة السمع، والعزيز من صفة العزة، والحكيم من صفة الحكمة، والقدير من صفة القدرة، وقد قال الله سبحانه وتعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ *هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحشر: 22-24].