ما هي خطوات العمرة
العمرة
العمرة في اللغة هي من الزيارة، أما في الاصطلاح فتعني زيارة البيت الحرام على الوجه المخصوص، وهي النسك الذي يشتمل على الإحرام، والتلبية، والطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، والحلق أو التقصير، وحكم العمرة أنّها مشروعة بأصل الإسلام بإجماع أهل العلم، وأنّها تؤدى في العمر مرة واحدة، وقد حصل الاختلاف بين العلماء في كونها واجبة أم لا، فقيل إنّها واجبة كما نقل عن الإمام أحمد والشافعي وجماعة من أهل الحديث، ومن الأدلة التي استدلوا عليها في ذلك مما رواه أهل السنن: (عن أبي رُزَينٍ العُقَيلِيِّ لَقِيطِ بنِ عامرٍ أنَّه أتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ يا رسولَ اللهِ إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ لا يستطيعُ الحجَّ ولا العمرةَ ولا الظَّعنَ فقالَ حُجَّ عن أبيكَ واعتمرْ)،[1] واستئناساً بقوله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)،[2] والقول الآخر الذي يرى أنّها سنة وليست واجبة كما نقل عن أبي حنيفة والإمام مالك وفي روايتين عن الإمام أحمد والشافعي، ودليلهم في ذلك حديث: (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سُئلَ عنِ العمرةِ أواجبةٌ هيَ؟ قال: لا، وأنْ تعتمِروا هوَ أفضلُ)،[3] ولأنّ الأصل عدم وجوب العمرة، وأنّه لا يتنقل من البراءة الأصلية إلى غيرها إلا بدليل يثبت به التكليف، مع عدم وجود دليل صالح في ذلك، واعتضاد الأصل بأحاديث تفيد عدم الوجوب.[4]
خطوات العمرة
الأعمال التي يشتمل عليها منسك العمرة هي كما يلي:[5]
- الاغتسال وتنظيف الجسد عند الوصول إلى الميقات، وكذلك تفعل الحائض والنفساء، إلا أنّها لا تطوف بالبيت حتّى تطهر، واستخدام الطيب للجسد دون ملابس الإحرام، وإذا لم يتيسر ذلك فلا حرج، ويستحب الاغتسال عند الوصول إلى مكة قبل أن يطوف بالبيت.
- التجرد من الملابس المخيطة للرجل، ولبس الإزار والرداء فقط، ويستحب أن يكون هذا اللباس لونه أبيض وأن يكون نظيفاً، أما المرأة فلا حرج عليها في أن تعتمر في ملابسها العادية إذا خلت من الزينة والشهرة.
- النيّة القلبية للدخول في النسك، وأما بلسانه فيتلفظ قائلاً (لبيك عمرة)، أو (اللهم لبيك عمرة)، وإذا خشي المعتمر ألا يتمكن من أداء مناسك العمرة بسبب المرض أو الخوف من العدو، فيشرع له أن يقول فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني لحديث ضباعة بنت الزبير وفيه: (أنَّ ضُباعةَ بنتَ الزُّبَيْرِ أرادتِ الحجَّ، فقالَ لَها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: اشتَرِطي عندَ إحرامِكِ: مَحلِّي حيثُ حَبستَني فإنَّ ذلِكِ لَكِ)،[6] ثمّ يقوم بالتلبية والإكثار من الدعاء والذكر حتّى يصل إلى الكعبة، ويردد تلبية النبي عليه الصلاة والسلام: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك).[7]
- تقديم الرجل اليمنى عند الدخول إلى المسجد الحرام، وأن يقول: (بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم اللهم افتح لي أبواب رحمتك).[8]
- قطع التلبية بعد الوصول إلى المسجد الحرام، ثمّ الذهاب إلى الحجر الأسود، واستقباله واستلامه باليمين، وتقبيله، ثمّ يقول: المعتمر (بسم الله الله أكبر)، وإذا لم يتمكن المعتمر من استلام الحجر الأسود استلمه بيده أو عصاه، ثمّ يقبل ما استلم به، وإذا لم يتمكن أشار إليه، ولا يقبل ما أشار به، ثمّ يقول: (الله أكبر)، وعلى المعتمر أن يتطهر من الحدث الأصغر والأكبر، لأنّ الطواف كالصلاة حيث يشترط لها الطهارة، إلا أنّها تختلف عن الصلاة في أنّه يرخص الكلام فيها.
- الطواف بالبيت الحرام سبعة أشواط بعد أن يجعل المعتمر البيت عن يساره، وعند محاذاة الركن اليماني يقوم المعتمر باستلام الركن اليماني إن تمكن من ذلك، ثمّ يقول: (بسم الله، الله أكبر)، فإذا لم يتمكن تركه بدون أن يشير إليه أو يكبر، كما يستلم المعتمر الحجر الأسود في كلّ شوط من الأشواط السبعة، ويقوم بتقبيله إن تمكن من ذلك، وإن لم يتمكن اكتفى بالإشارة والتكبير، ويستحب في الطواف الرمل، ومعناه الإسراع في المشي مع تقارب الخطوات، ويكون ذلك للرجل في الأشواط الثلاثة الأولى من طواف القدوم، كما يستحب للرجل الإضطباع، ومعناه أن يجعل وسط ردائه تحت المنكب الأيمن، وأن يجعل طرفيه فوق عاتقه الأيسر، ولا يوجد دعاء مخصوص في الطواف، وإنّما يستحب أن يكثر المعتمر من الدعاء والذكر، وأن يدعو بالدعاء الذي دعا به النبي عليه الصلاة والسلام وهو قوله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)،[9] ويكون ذلك الدعاء بين الركنين، ثمّ يختم الطواف بالتوجه إلى الحجر الأسود واستلامه باليمين وتقبيله، وإذا لم يستطع يقوم بالإشارة إليه والتكبير، ثمّ بعد الانتهاء من الطواف يرتدي المعتمر بردائه فيجعله على كتفيه، ويجعل طرفيه على صدره.
- الصلاة خلف المقام ركعتين، ومن لم يتيسر له صلى في أي مكان من المسجد، ويسنّ له أن يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون، وأن يقرأ سورة الإخلاص في الركعة الثانية، وإذا قرأ بغيرها فلا حرج، ثمّ قصد الحجر الأسود إن تيسر ذلك.
- الخروج إلى الصفا، حيث يرتقيه أو يقف عنده والارتقاء أفضل، ثمّ يتلو قوله تعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ)،[10] ثمّ استقبال الكعبة، ثمّ يحمد الله ويكبره، ثمّ يدعو بقوله: (لا إله إلا الله والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده)،[11] ثمّ يرفع يده ليدعو ربه، ويكرر هذا الدعاء ثلاث مرات، ثم يتوجه إلى المروة ماشياً ويسرع في مشيه عند وصوله إلى العلم الأول حتّى يصل إلى العلم الثاني، وهذا الإسراع للرجال دون النساء، وأن يكثر من الدعاء والذكر في سعيه، وعند وصوله إلى المروة يفعل كما فعل عند الصفا، ويكرر هذا السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط، حيث يكون الذهاب شوطاً، والرجوع شوط آخر، ويستحب له أن يكون على طهارة من الحدث الأصغر والأكبر، فإن لم يكن طاهراً فلا حرج.
- الحلق والتقصير بعد الانتهاء من مناسك العمرة، والحلق للرجل أفضل من التقصير إلا أن تكون وقت العمرة قريبا من زمن الحج، فيستحب له أن يقوم بالتقصير دون الحلق حتّى يتم حلق شعره عند الحج، أما المرأة فتأخذ من شعرها قيد أنملة بعد جمعه.
ما يشرع من الأمور لمن أراد أن يعتمر
يشرع لمن أراد أن يعتمر أن يفعل بما يلي:[12]
- تأدية صلاة الاستخارة، حيث يطلب في هذه الصلاة من الله تعالى أن يختار له الأفضل من طريق أو صحبة أو مركب.
- كتابة الوصية، وبيان ماله وما عليه وما في ذمته.
- قضاء جميع الديون التي عليه.
- الاستئذان من الأهل، فيستأذن الابن من والده، والعامل من صاحب العمل.
- اختيار الرفقة الصالحة من أصحاب العلم والدين.
- الاستكثار من الزاد والنقود التي تغنيه عن السؤال من الآخرين.
- استصحاب الكتب العلمية التي تفيده في معرفة أعمال ومناسك العمرة والحج.
محظورات الإحرام بالعمرة
يحظر على من أحرم بالعمرة أن يقوم بما يلي:[13]
- قتل الصيد البري ما عدا الصيد البحري، وتقليم الأظافر، وإزالة الشعر، واستخدام الطيب.
- لبس الثوب المخيط المفصل، ومثال عليه السروال، والقميص، والجوارب، وذلك بالنسبة للرجال دون النساء، أما ما كان غير مفصل مثل الحزام والنعل المصنوع من الخيط فلا حرج.
- تغطية الرأس بالملاصق مثل القبعة، والغترة، ولا بأس باستخدام الشمسية أو الخيمة، وحمل المتاع على الرأس إذا لم يقصد منها التغطية.
- الجماع وعقد النكاح، وإنزال المني.
- لبس القفازين والنقاب للمرأة، وأما إذا كانت أمام رجال أجانب غطت وجهها وكفيها من خلال إدخال كفيها في عباءتها، وإسدال خمارها على وجهها.
المراجع
- ↑ رواه ابن الملقن ، في شرح البخاري لابن الملقن، عن أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر، الصفحة أو الرقم: 30/384، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية: 196.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 931، خلاصة حكم المحدث حسن صحيح.
- ↑ الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر (2011-10-25)، "تعريف العمرة وحكمها "، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2017-12-04. بتصرّف.
- ↑ الشيخ ابن باز ، "أعمال مناسك العمرة "، الموقع الرسمي لسماحة الإمام ابن باز ، اطّلع عليه بتاريخ 2017-11-28. بتصرّف.
- ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 5/103، خلاصة حكم المحدث إسناده صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 2512، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 714، خلاصة حكم المحدث إسناده صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية: 201.
- ↑ سورة البقرة، آية: 158.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 2512، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ محمود بن عبد الله آل راضي (2003-10-17)، "خطوات العمرة "، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 2017-11-28. بتصرّف.
- ↑ د. يوسف بن عبد الله الأحمد (1425-06-05)، "رسالة إلى كل معتمر "، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 2017-11-28. بتصرّف.