ما هي قصص القرآن
كتاب الله – عز وجل – هو الكتاب الذي أنزل على قلب الرسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم –، وهو كتاب يحتوي على العديد من الموضوعات المختلفة منها التشريعات والشعائر، والأخلاق، والقصص القرآنيّة والعقيدة، من هنا نرى أنّ القصص القرآنيّة هي جزء أساسي في القرآن الكريم، وقد استحوذت على جزء كبير من هذا الكتاب العظيم.
القصص القرآنيّة هي مجموعة الأخبار التي أخبر الله تعالى بها رسوله الكريم وجماعة المؤمنين والمسلمين، وكلّ أفراد البشرية عنها، وهذه الأخبار هي أخبار الأمم البائدة والرسل والأنبياء السابقين الّذين جاؤوا برسالاتهم قبل الرّسول الأعظم خاتم الأنبياء والمرسلين.
لم توجد القصص القرآنيّة في القرآن الكريم من باب المرح والتسلية وإضفاء مساحات فاصلة تروّح عن النفس بين الآيات الأخرى، ولكنّها كانت جزءاً أصيلاً من كتاب الله – عز وجل – حتى تؤخذ العظة والعبرة منها، وحتى تكون دليلاً يهتدي به الناس في أشدّ الأوقات عتمة.
النّماذج التي تمّ ذكرها في القصص القرآنيّة سواء من القصص بحدّ ذاتها أم من الأشخاص الّذين تمحورت حولهم القصة إذا ما أردنا إيجاد العامل المشترك بينهم جميعاً نجد أنّ هذه النماذج تتكرّر ولكن بأوجه وأشكالٍ مختلفة في كافّة الأزمنة والأمكنة، لهذا السبب تمّ ذكر هذه القصص دوناً عن غيرها من القصص، فالواقع والحقيقة يشيران إلى أنّ الفترة التي سبقت بعثة الرسول الأعظم محمد – صلّى الله عليه وسلم – والّتي امتدّت منذ آدم عليه السلام إلى الوقت الّذي نزل فيه جبريل على الرسول في غار حراء لم تكن بالفترة البسيطة؛ بل كانت عبارةً عن آلاف السنين، لهذا فقطعاً هي تحتوي على العديد من القصص الأخرى غير القصص التي ورد ذكرها في كتاب الله تعالى، ولهذا السبب نجد أنّ القصص القرآنيّة لم توجد عبثاً قي القرآن الكريم، بل هي جزء أصيل له فائدة ومعنى في كتاب الله – عزّ وجل -.
لم يكن كتاب الله يوماً من الأيام كتاباً عادياً، لهذا فإنّه ينبغي أن يتمّ التعامل معه على هذا الأساس، أي تعاملاً غير عاديّ، والتعامل غير العاديّ مع القرآن يكون بتنزيهه عن كلّ النواقص مهما كانت، بالإضافة إلى ذلك فإنّه ينبغي أن تكون هناك العديد من الدراسات الجديّة التي يجب أن تستعين بعلوم اللغة العربية كلها، وأن تكون هناك جهود متضافرة متعاضدة في سبيل تحقيق هذه الغاية، والقصص القرآنيّة يجب أن يتم إسقاطها على الواقع لمعرفة كيفيّة التعامل مع الأحداث أولاً بأول.