ما هي أعراض قرحة الاثني عشر
قرحة الاثني عشر
قرحة الاثني عشر غالباً ما تتواجد في القسم الأول مما يعرف ببصلة الاثني عشرية، وهي من أنواع القرحة الهضمية، والتي تصيب الغشاء المخاطي في الجهاز الهضمي العلوي، حيث يُصاب الجهاز المخاطي في منطقة الاثني عشرية باضطراب محدثة ضرر ليس بسيط في الغشاء المخاطي، وتعتبر هذه القرحة من أكثر الأنواع انتشاراً، ولا تعتبر القرحة الاثني عشريّة مرض معدي، ولا تتطور إلى أورام سرطانية، وهي تختلف تماماً عن القرحة المزمنة التي تصيب بعض أجزاء المعدة، حيث من الممكن أن تتحول هذه القرحة إلى ورم سرطاني خبيث.
أعراض قرحة الاثني عشر
من أهم الأعراض الأساسية التي تدل على وجود قرحة الاثني عشر هو إحساس الشخص بآلام حادة في أعلى البطن، يزداد هذا الألم عندما يشعر الشخص بالجوع، ويقل عندما يتناول الشخص الطعام، أو العقاقير المضادة للحموضة، وإذا جاءت نوبة الألم في فترة نوم الشخص فإنّها توقظه ولو في منتصف الليل، ومن الأعراض الأخرى لهذه القرحة شعور الشخص المصاب بالقرحة بعدم الراحة في منطقة الجزء العلوي من البطن، وكذلك الغثيان، وفي بعض الحالات نجد الأشخاص المصابين بهذه القرحة ليس لديهم رغبة في الطعام، وفي الأغلب تحدث الآلام للشخص المصاب بالقرحة بعد مضي ثلاث ساعات من تناوله الطعام، أي عندما تكون المعدة فارغة. ومن الأعراض أيضاً أن الشخص المصاب عندما يبدأ في تناول الطعام يشعر بامتلاء معدته فوراً، وقد نجد الأشخاص المصابين بالقرحة وزنهم زائد، وذلك لاضطرارهم في تناول الطعام كثيراً للتخلص من الآلام.
مضاعفات قرحة الاثني عشر
في بعض الحالات قد تتطور القرحة الاثني عشريّة، ثمّ قد تظهر بعض المضاعفات التي قد تعرض حياة المريض للخطر، وهناك عدّة مضاعفات أساسية لقرحة الاثني عشر، منها: حدوث نزيف دموي، ويظهر هذا النزيف عند بعض الحالات وليس جميعها، حيث تظهر عند 15% من أجمالي المصابين بالقرحة الاثني عشريّة، وكذلك وجود ثقب في جدار المعدة، وأيضاً لا يوجد هذا الثقب عند كل الحالات، بل يوجد عند 6% من أجمالي الحالات المرضية، وانسداد مخرج المعدة.
تشخيص قرحة الاثني عشر
من أكثر الفحوص دقّة لتشخيص هذه القرحة هو إجراء التنظير الداخلي للجهاز الهضمي العلوي، وفي هذا الفحص يقوم الطبيب المختص بإدخال أنبوب مرن لين مع كاميرا دقيقة جداً إلى داخل المريء والاثني عشرية، وذلك لإعطاء رؤية دقيقة لغشاء المعدة المخاطي، ثمّ تؤخذ عينة من هذا النسيج من أجل استكمال الفحص الطبي، وللتأكد من وجود جراثيم البوابة الملوية، ومن الممكن خلال هذا الفحص إجراء علاج لقرحة الاثني عشر، مثل عمليات الاستئصال اللازمة لأي ورم، أو إيقاف نزيف بواسطة عمليات المعالجة بالتصليب، وغيرها من الطرق العلاجية اللازمة عند الفحص، ومن الأفضل أن يتم إجراء للمريض تخدير موضعي للبلعوم للحفاظ على راحته، أو حقنه ببعض المواد المهدئة، ومن الطرق التشخيصية الأخرى تصوير المعدة بالأشعة السينية، لكن هذا التشخيص غير دقيق، لأنّه لا يمكنه تشخيص كل المرضى المصابين بالقرحة، كما لا يمكن خلال هذا التشخيص أخذ عينة لاستكمال الفحص الطبي، أو إجراء بعض العمليات الاستئصالية اللازمة أثناء الفحص.
أسباب الإصابة بقرحة الاثني عشر
- ارتفاع نسبة إفراز حمض الهيدروكلوريك، وكذلك أنزيم الببسين عن المعدل السليم الطبيعي.
- إصابة الشخص بجرثومة المعدة الملوية البوابية، أو الحلزونية، والتي تنتقل من شخص إلى آخر عن طريق الغذاء والشراب الملوث.
- الإفرازات المخاطية لا تفرز سوائل دفاعية قوية، هذه الدفعات التي لها أهمية بالغة في حماية المعدة من الإنزيمات الهضمية.
- أسباب وراثية تزيد نسبة الإصابة بهذا المرض، وبالأخص الأشخاص الذين هم من فصيلة دم (O).
- تناول الشخص بعض العقاقير بشكلٍ مفرط مثل الاسبرين، ومضادات الروماتيزم، وغير ذلك من الأدوية.
علاج قرحة الاثني عشر
هناك العلاجات التي تهدف للتخلص من القرحة، وتلاشي الأعراض، ومنع المضاعفات، فهناك الكثير من الأدوية المكافحة للحموضة، والتي تعمل على تخليص المعدة من الأحماض، أو التقليل من إفراز هذه الأحماض، حيث تعمل هذه الأدوية على الشفاء من هذه القرحة لكنها لا تتخلص من الجرثومة الملوية، لكن سوف تظهر قرحة الاثني عشر مرة أخرى خلال سنة، وعندما يتم القضاء على هذه الجرثومة المعدية فإنّ فرصة الشفاء من القرحة عالية جداً.
يوصي الكثير من الأطباء أخذ علاج المضادات الحيوية، مثل دواء اموكسيسيلين ،وكلاريثروميسين، وكذلك الأدوية التي تعمل على تخفيض الحموضة، حيث يمكن بواسطة هذه العلاجات التماثل للشفاء الكامل وفي كل الحالات تقريباً، والتخلص من الجرثومة عند أغلب الحالات المرضية، وقد بينت في السابق أن قرحة الاثني عشر ليس لها علاقة بالأورام الخبيثة، لذلك ليس هناك حاجة في القيام بالفحوصات المتكررة للتأكد من شفاء القرحة، فإذا ذهبت الأعراض وتحسن المريض بشكلٍ كامل تدريجياً، فإنّ هذا المرض يكون قد انتهى.
نصائح وإرشادات
لكن المريض بالقرحة يجب عليه القيام ببعض الواجبات اللازمة حتى تتحسن حالته، ومن هذه الواجبات:
- تجنّب تدخين التبغ ومشتقاته، وكذلك المشروبات الكحولية.
- أن يحرص المريض على التخفيف من توتّره العصبي.
- أن يتبع نظام غذائي سليم وصحي، مثل أن يتناول خمس وجبات صغيرة في اليوم، وذلك حتى لا يترك معدته فارغة لفترة طويلة.
- أن يلتزم المريض بجانب تطبيقه لهذه الإرشادات الهامة، تناول الأدوية التي وصفها له الطبيب، من المضادات المختلفة.
- وأن يلتزم بمراجعة الطبيب بشكل دوري، وحسب الاتفاق مع طبيبه الخاص.
دور الجراحة في هذا المرض يتراجع بشكل ملحوظ وذلك نتيجة التطور الكبير للعلاجات الدوائية الفعالة، لأنّ هذه الأدوية تسد بل تتفوّق على العمليات الجراحية التي كانت تُطبق على المريض بالقرحة في السابق، ولكن هناك بعض العمليات الجراحية المتطورة والتي يتم اللجوء إليها عندما يفشل العلاج الدوائي مع المريض، هذه تعتبر حالات مستعصية نادرة، ولها حلول جراحية مناسبة، ويمكن القول أن معظم الحالات المصابة بقرحة الاثني عشر، تتماثل للشفاء بواسطة الأدوية العلاجية الفعالة، وحتى الحالات التي تكون خطرة فهي أيضاً يمكن السيطرة عليها بالعلاج الملائم.
بعض المرضى المصابين بالقرحة يتوقف عن متابعة العلاج والاستمرار في تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، وهذا الخطأ الخطير الذي يقع فيه الكثير من المرضى، فعندما يشعر بالتحسن يترك الدواء، ويهمل مراجعة طبيبه الخاص، وفي هذه الحالة تنتكس حالته، وتعاوده القرحة مرة أخرى؛ لأنه لم يلتزم بالإرشادات الطبية ولم تنتهي فترة علاجه، وعلى المريض بالقرحة أن يبعد عن نفسه اليأس والإحباط، لأن فترة العلاج تتطلب منه الصبر نوعاً ما، لأن الكثير من المرضى تصيبهم خيبة أمل لأنه لم يتماثل للعلاج بشكلٍ فوري!، لذلك عليه أن يعلم بأنّ القرحات الهضمية تتطلّب وقتاً للشفاء وقد يكون وقتاً طويلاً، فلا يوجد مرض إلّا وله فترة علاجية معينة، ولا يمكن الحصول على النتائج العلاجية بشكلٍ آني.
أخيراً، ينصح الأطباء مرضى القرحة الاثني عشريّة بالاسترخاء، لأن الجانب النفسي يعتبر عاملاً هاماً ليس فقط في علاج القرحة، بل في معظم الأمراض، فالقلق والتوتر والضغوط العصبية والتي قد يتعرض لها الشخص في حياته قد تسبب بالقرحات الهضمية، وهذا الأمر ليس مؤكداً بل محتملاً، لذلك يُفضل الحصول على فترات راحة واسترخاء بشكلٍ كافي.