ما هي أنواع الخطبة
تعريف الخُطبة
- الخُطبة لغةً: وتكون بضم الخاء، وهي التي تُقال على المنبر، وهي تختلف عن الخِطبة بكسر الخاء، والتي تعني طلب نكاح المرأة، وقيل أنّ الخُطبة مشتقةٌ من المخاطبة، أو من الخطب والذي يعني الأمر العظيم؛ لأنّها كانت تُقام في مثل هذه الأمور.
- الخُطبة اصطلاحاً: عرّف البعض الخُطبة بأنّها الكلام الذي تم تأليفه والذي يحتوي على الوعظ والإبلاغ، وقيل بأنّها أحد فنون الكلام يهدف إلى التأثير بمجموعةٍ من الناس عن طريق حاستي السمع والبصر معاً.[1]
أنواع الخُطبة
للخُطبة أنواعٌ عديدة تختلف عن بعضها البعض في الصفة والمضمون، ومن هذه الأنواع:
أنواع الخُطب عند طارق سويدان
يذكر طارق السويدان أنّ أنواع الخطب أربعة، وهي: خُطب إعطاء المعلومات، وخُطب الإقناع، وخُطب المناسبات، والخُطب الإسلامية، ويمكن بيانها كالآتي:[2]
- خُطب إعطاء المعلومات: والهدف من هذه الخُطب إيصال المعلومات إلى الجمهور المستمع بحيث يمكن الاستفادة منها، ومن النصائح المُعينة على مثل هذه الخُطب: ربط الحديث بالموضوع الرئيسي، ووضع نقطة رئيسية يتحدث عنها الخطيب لكل 15 دقيقة، واختيار النقاط المهمة في الحديث وليس أكبر قدر من المعلومات، وكتابة الهدف قبل الخطبة، وعدم تكرار ما قاله المحاضرون السابقون، حتى لو كان الموضوع جزءاً من الحديث، بل يجب المرور عليه بسرعة، وترتيب المعلومات حسب الأهمية.
- خُطب الإقناع: وهي الخُطَب التي تُستعمَل في التأثير على أفكار واتجاهات الآخرين؛ وذلك لتغييرها أو تغيير سلوكها من خلال طرقٍ معينةٍ، مثل: استعمال الشخص ثقة الناس به، واستخدامه للمنطق، وتأثيره العاطفي، ولكي يستطيع الإنسان أن يُحقّق هدفه في إقناع الآخرين، عليه التخطيط للخُطبة جيداً، وأن يجعل خطبته مميّزةً بحيث تجمع بين المنطق والعاطفة، واختيار المعلومات بعناية؛ لتتناسب مع الموضوع والحضور، والاهتمام والبدء بالحقائق والمنطق في الحديث، فلا شيء يُقنِع أكثر من الحقيقة الواضحة، ومن الأمثلة على خُطب الإقناع: خُطب الانتخابات.
- خُطب المناسبات: وهذه الخُطب يكون الهدف منها تلبية حاجات اجتماعية معينة من أجل بناء العلاقات، ومن الأمثلة على خُطب المناسبات: خُطب جمع التبرعات، أو التكريم، أو تعيين مسؤول جديد، أو النّعي، أو خُطبةٍ توضع من أجل ترشيح شخصٍ ما، أو التعريف به، وغيرها الكثير، وأما الخصائص التي تتميّز بها هذه الخُطب فهي تكون مختصرةً في الأغلب، وتؤدّي دوراً مهماً في بناء العلاقات الاجتماعية، وأما بالنسبة للحضور فإنهم لا يهدفون إلى تعلُّم شيءٍ ما من هذه الخُطبة ، بل الهدف من حضورهم هو المشاركة فقط من الناحية الاجتماعية، ومن المواصفات التي تكون في خُطب المناسبات ظهور الإبداع فيها، ويكون موضوعها غير مُعقّد، ومناسب للحضور، وهو شخصيٌّ أو اجتماعيٌّ.
- الخُطب الإسلامية: وهذا النوع من الخُطب يمكن إدراجهُ تحت خُطَب المناسبات، وهي تنقسم إلى نوعين:
- الأول: الخُطب الوارد فيها نصٌّ شرعيٌّ؛ كخطبة الجمعة، والعيدين، والاستسقاء، وغيرها.
- الثاني: الخُطب غير الوارد فيها نصٌّ شرعيٌّ؛ كخطبة الإسراء والمعراج وذكرى الهجرة النبويّةِ.
أنواع الخُطَب عند نيدو كوبين
قسّم نيدو كوبين الخُطب إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي:[3]
- الخطبة الموقفية: وهي أكثر الخطب رهبةً عند المتحدث، على الرغم من أنّها يجب أن تكون الأسهل من بين الخُطب؛ لأنّها تقوم بشكلٍ بديهي دون استخدام تلخيص مُعين أو أي ملاحظات على الموضوع، فهي قد تحدث للشخص وهو جالسٌ في اجتماع ما، فيُطلَب منه شرح نقطةٍ أو توضيح مشروعٍ تحت مسؤوليته، ومن النصائح المهمة في مثل هذه الحالة من الخطب عدم الفزع، وعلى المتحدث أخذ لحظةً للتفكير، ثم القيام بموجز سريع عن أهم النقاط التي سيتمّ التحدث عنها أو التي سيتم طرحها، وعليه التركيز على تنظيم الأفكار والاهتمام بها أكثر من اهتمامه بالكلمات؛ لأنّها ستأتي تِباعاً.
- النصوص المكتوبة: وهي المناسبات التي لا يمكن للمتحدث فيها الاستغناء عن النص وقراءة الخطبة من دونه؛ حيثُ يكون من المهم جداً نقل المعلومات الموجودة بدقةٍ وبراعةٍ شديدة، ولذلك على المتحدث الاهتمام باللغة المكتوبة، وكتابة الخطبة لتتناسب مع اللغة المنطوقة، والتعبير عن الأفكار كما يُعبّر عن أيّ محادثةٍ عادية.
- ًالخطبة الارتجالية: وتُعتبر الخطبة الارتجالية الأكثر فعالية؛ ذلك أنّ الشخص يتحرّك بطريقة ارتجالية، وقد سبق تحضير ملخص عن الموضوع فيه العناية الفائقة، وهو بنفس الوقت غير ملتزمٍ بنصّ مُعين، وهذا النوع من الخُطَب يتميّز بالتلقائية والتنظيم الجيد؛ فالغالبية العظمى من أصحاب الخبرةٍ والإلقاء يستخدمون هذه الطريقة (الخطبة الارتجالية) في خطبهم.
نصائح رئيسية في الخطبة
ذكر خبراء الإلقاء مجموعة من أهم النصائح التي تُفيد الخطيب في خُطبتهِ، والتي تُعطيه القدرة على تطوير أسلوب إلقائه، وتحسينه، ومن هذه النصائح ما يلي:[4]
- يقول كورنيلا سكيز: (أنا لا أبذل جهداً في تحسين الأجزاء الجيدة من المحاضرة، ولكن أقضي ساعات طويلة في تحسين الأجزاء الضعيفة.
- يقول راسل سبنس: (كن طبيعياً، وكن أميناً، ومباشراً وصادقاً، وتحدّث من قلبك، ولا تُقلّد أحداً).
- يقول روبرت برينان: (اعرف جمهورك واعرف موضوعك، ثم احرص على النظر في عيونهم، وتبادل الحديث معهم أثناء الإلقاء).
- يقول هاري فرانك: (لا تتحدث بسرعة).
- يقول روبرت ميلبورن: (لا تُحدث الناس بما يعرفون، حدثهم بما لا يعرفون).
- يقول الفرد يوت: (اعرف خطبتك ولا تحفظها).
- يقول توني جيري: (تذكّر دوماً أنّك المسيطر).
نصائح للخطيب الناجح
يتحدّث ستيفن كوفي عن العادات الأكثر نجاحاً وفعالية، وتكمن في مقدرة الإنسان على الاستجابة للتجارب التي يخوضها في حياته، وعادة ما ينتج عن الظروف الصعبة فائدةً عظيمة؛ حيثُ تتغيّر صورة الفرد الذهنية عن الأمور المحيطة به، ومن العادات التي شجع ستيف على وجودها:[5]
- امتلاك المبادرة: وهي أن يكون الشخص فاعِل وليس مُتلقي؛ حيثُ تعمل روح المبادرة على تقوية الإنسان في ظروفٍ معينةٍ تكون صعبة بالنسبة له، وتُعاونه على خلق الظروف المناسبة، وامتلاك الشخص للمبادرة لا يعني اتّصافه بالاندفاع أو العدوانية أو أن يكون بغيضاً، بل تعني إدراكه للمسؤولية التي تقع على عاتقهِ في صنع الأحداث.
- ابدأ والمنال في ذهنك: ذلك أنّ تخيل الإنسان للأمور التي سيُقدم على إتمامها تجعله مسيطراً على قِيَمِه الأساسية والعميقة، وكذلك قادراً على عمل اتصالٍ مُختصَرٍ مع نظامه الداخلي في قلب دائرة تأثيره، وهذه العادة التي ذكرها ستيفن تعتمد على أنّ الأشياء يتم صناعتها على مرحلتين؛ الأولى هي الخلق الذهني لدى الشخص، والثانية الجانب المادي الذي يكون فيه التنفيذ، فمن اعتزم على بناء بيتٍ مثلاً، فإنّ المرحلة الأولى من العمل هي الخلق الذهني؛ حيثُ يصنع الإنسان تصوُّراً للمنزل المراد بنائه بكل تفاصيله، فهو يُعمِل فكره في هذا العمل، ويظلّ عقله نَشِطاً إلى أن يصل إلى صورةٍ واضحة لما يُريد أن يقيمه، ولو أنّه أراد تجاوز هذه المرحلة، وانتقل إلى المرحلة الأخرى وهي الجانب المادي، فإنّ التعديلات التي قد يُجريها قد تصل إلى أضعاف بناء المنزل الحقيقية، وعليه فإنّ النجاح يكون على خطوتين: الذهنية والمادية، وبذلك يكون الشخص قد طبق القاعدة التي تقول: (قم بقياساتك مرتين لتقطع أخشابك مرةً واحدة).
المراجع
- ↑ عبد العزيز بن محمد الحجيلان (2002م)، خطبة الجمعة وأحكامها الفقهية (الطبعة الأولى)، مركز البحوث والدراسات الإسلامية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 19 - 21، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ طارق سويدان (2004م)، فن الإلقاء الرائع (الطبعة الثالثة)، الكويت: شركة الإبداع الفكري، صفحة 45 - 61، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ نيدو كوبين (2011م)، كيف تُصبح مُتواصلاً جيداً (الطبعة الأولى)، السعودية: مكتبة جرير، صفحة 264 - 267، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ طارق سويدان (2004م)، فن الإلقاء الرائع (الطبعة الثالثة)، الكويت: شركة الإبداع الفكري، صفحة 225 - 226، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ ستيفن كوفي (2008م)، العادات السبع للناس الأكثر فعالية (الطبعة السادسة عشر)، السعودية: مكتبة جرير، صفحة 105، 135، 138، جزء 1. بتصرّف.