ماذا يعني تضخم القلب
تضخم القلب
لا يتمّ تصنيف تضخّم القلب (بالإنجليزية: Cardiomegaly) كمرضٍ بحدّ ذاته، وإنّما كأحد العلامات التي تدلّ على الإصابة بعدد من أمراض القلب المختلفة، وينقسم هذا التضخّم إلى تضخّم دائم، وتضخّم مؤقت، بناءً على المسبّب الرئيسيّ الذي أدى إليه، ويكون تضخّم القلب المؤقت ناجماً عن بعض الحالات الصحيّة التي تزيد من الضغط على عضلة القلب، مثل الحمل، ووجود مشكلة صحيّة في أحد صمّامات القلب، وغيرها من المشاكل الصحيّة الأخرى، ويحدث تضخّم القلب نتيجة تمدّد أحد حجراته، أو نتيجة زيادة سُمك العضلات المكونة له، ويتمّ التركيز في علاج تضخّم القلب على علاج المسبّب الرئيسيّ، حيثُ يتضمن العلاج استخدام الأدوية، والتدخل الجراحيّ في بعض الحالات.[1]
أعراض الإصابة بتضخم القلب
يعتمد ظهور أعراض تضخّم القلب على شدة وتقدم الحالة الصحيّة، فقد لا تظهر أي أعراض في حالات التضخّم البسيطة، وتبدأ الأعراض بالظهور مع تقدّم الحالة وتطورها إلى تضخّم متوسط أو شديد، ومن أعراض تضخّم القلب التي يمكن مُلاحظتها على المريض ما يلي:[2]
- المعاناة من انتفاخ القدمين، والساقين، والكاحلين.
- الشعور بانتفاخٍ في المعدة.
- الشعور بعد انتظام دقات القلب.
- الشعور بضيق في التنفّس.
- المعاناة من التعب والأرهاق الشديد.
- الشعور بألم في الصدر.
- الشعور بالدوخة.
- الإصابة بالسعال.
أسباب الإصابة بتضخم القلب
يؤدي تطبيق جهد مستمر على عضلات الجسم إلى زيادة حجمها، وينطبق ذلك على عضلة القلب أيضاً، حيثُ تؤدي بعض المشاكل الصحيّة التي تصيب القلب، إلى زيادة الضغط والجهد المبذول من قِبَل هذه العضلة، ممّا يؤدي إلى تضخّمها مع الزمن، وقد يكون هذا التضخّم ناتجاً عن مشاكل خَلقيّة في القلب، أو عن مشاكل أخرى ظهرت وتطورت مع الزمن، ويؤدي تضخّم القلب إلى ضعف قدرته على ضخ كميّات كافيّة من الدم إلى أنحاء الجسم المختلفة، ومن أكثر أسباب التضخّم شيوعاً: الإصابة بالداء القلبيّ الإقفاريّ (بالإنجليزية: Ischemic heart disease)، والإصابة بارتفاع ضغط الدم، وهناك العديد من الأسباب الأخرى، نذكر منها ما يأتي:[3]
- أمراض الغدّة الدرقيّة: تُعدّ الهرمونات التي تفرزها الغدّة الرقيّة مسؤولةً عن تنظيم عمليات الأيض في الجسم، وتؤدي الإصابة بفرط نشاط الغدّة الدرقيّة (بالإنجليزية: Hyperthyroidism)، أو الإصابة بقصور الغدّة الدرقيّة (بالإنجليزية: Hypothyroidism)، إلى إحداث تأثير في حجم عضلة القلب، وذلك بسبب تأثير هذه الهرمونات في معدل النبض وضغط الدم.
- النوبة القلبيّة: تتمثل النوبة القلبيّة (بالإنجليزية: Heart attack) بانسداد أحد الأوعية الدمويّة، ممّا يمنع عبور الدم المحمّل بالأكسجين إلى أحد أجزاء القلب، ممّا يضرّ بعضلة القلب.
- أمراض صمّامات القلب: حيثُ يؤدي اختلال عمل صمّامات القلب إلى عدم قدرة الدم على الجريان في الاتجاه الصحيح، ممّا يزيد الجهد المبذول من القلب لمحاولة ضخ الدم، وتحدث أمراض الصمّامات نتيجة الإصابة بالعدوى، وتناول بعض أنواع الأدوية، والإصابة بأحد أمراض النسيج الضام (بالإنجليزية: Connective tissue diseases).
- اضطراب النظم القلبيّ: تتمثل الإصابة باضطراب النظم القلبيّ (بالإنجليزية: Arrhythmia) بحدوث خلل في معدّل ضربات القلب، ممّا يؤدي إلى نبض القلب بسرعة أو ببطء شديد، وقد ينتج عن ذلك تجمّع الدم داخله، ممّا يؤدي إلى حدوث ضرر على عضلة القلب.
- أمراض القلب الخَلقيّة: حيث تصيب هذه الأمراض الشخص منذ ولادته، ومن الأمراض التي قد تؤدي إلى تضخّم القلب ما يأتي:
- أسباب أخرى: يوجد عدد من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى الإصابة بتضخّم عضلة القلب، ومن هذه الأسباب:
- مرض رباعيّة فالو (بالإنجليزية: Tetralogy of Fallot)؛ ويمثل مجموعة من الأمراض الخَلقيّة التي تصيب القلب وتؤدي إلى اختلال المرور الطبيعيّ للدم عبره.
- عيب الحاجز الأذينيّ (بالإنجليزية: Atrial septal defect)؛ ويتمثل بوجود ثقب في الجدار الفاصل بين الأذينين في القلب.
- تضيّق الأبهر (بالإنجليزية: Coarctation of the aorta)؛ إذ يُعتبر الأبهر الشريان الرئيسيّ المسؤول عن نقل الدم من القلب إلى باقي أنحاء الجسم.
- شذوذ إبشتاين (بالإنجليزية: Ebstein’s anomaly)؛ ويمثل مشكلة خَلقيّة في الصمّام الذي يفصل بين كلّ من البُطين الأيمن والأذُين الأيمن.
- الإصابة بالتهاب العضلة القلبيّة (بالإنجليزية: Myocarditis).
- الإصابة بأحد أمراض الرئة، مثل مرض الانسداد الرئويّ المزمن (بالإنجليزية: COPD- Chronic Obstructive Pulmonary Disease).
- الإصابة بفقر الدم.
- تناول بعض أنواع الأدوية.
- تناول الحكول.
- الإصابة بفرط ضغط الدم الرئويّ (بالإنجليزية: Pulmonary hypertension).
- الإصابة بأحد أمراض النسيج الضام، مثل مرض تصلّب الجلد (بالإنجليزية: Scleroderma).
مضاعفات الإصابة بتضخم القلب
تعتمد الإصابة بمضاعفات تضخم القلب على المسبّب الرئيسيّ الذي أدّى إلى هذا التضخّم، وعلى الجزء المتضخّم من القلب، ومن المضاعفات الصحيّة التي قد تنتج عن تضخّم عضلة القلب ما يأتي:[1]
- توقف القلب: في بعض الحالات قد يؤدي تضخّم القلب إلى اختلال النظم القلبيّ، ممّا قد يؤدي إلى انخفاض أو ازدياد معدل نبض القلب بشكلٍ كبير؛ وهذا بدوره يمنع تدفّق الدم بشكلٍ سليم، أو يمنعه من النبض بطريقة صحيحة، وقد يؤدي ذلك إلى إصابة الشخص بالإغماء، أو الموت المفاجئ في حال توقف عضلة القلب بشكلٍ نهائيّ.
- تشكّل الخثرات الدمويّة: تزداد فرصة تشكّل الخثرات الدمويّة عند الإصابة بتضخّم عضلة القلب، وقد تنتقل هذه الخثرات مع الدم إلى أجزاء مختلفة من الجسم، ممّا قد يؤدي إلى انسداد أحد الأوعية الدمويّة المغذية لأحد الأعضاء الحيويّة، فيؤدي للإصابة بنوبة قلبيّة، أو جلطة الدماغيّة، أو انصمام رئويّ (بالإنجليزيّة: Pulmonary embolism)، وذلك في حال انتقال الخثرة إلى الرئة.
- فشل القلب: يزداد خطر الإصابة بفشل القلب (بالإنجليزية: Heart failure) في حال تضخّم البُطين الأيسر، حيثُ يفقد القلب القدرة على ضخ الدم بشكلٍ فعّال إلى كافة أنحاء الجسم، وذلك بسبب التمدّد الشديد للبُطين، وضعف العضلات المكونة للقلب.
- النفخة القلبيّة: من الممكن أن تحدث النفخة القلبيّة أو ما يُسمى بلغط القلب (بالإنجليزية: Heart murmur) نتيجة تضخّم القلب، ممّا يؤثر في عمل الصمّام ثلاثيّ الشرف (بالإنجليزية: Tricuspid valve)، والصمّام التاجيّ (بالإنجليزية: Mitral valve)، من حيث القدرة على الانغلاق بشكل تام، ومنع عودة الدم بالاتجاه المعاكس، فينتج عن ذلك صوت يُدعى النفخة القلبيّة، وقد لا تشكّل هذه الحالة خطراً على المريض، ولكن تجدر مراقبتها من قِبَل الطبيب.
المراجع
- ^ أ ب "Enlarged heart", www.mayoclinic.org,17-11-2017، Retrieved 7-8-2018. Edited.
- ↑ Jayne Leonard, "What to know about cardiomegaly"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 7-8-2018. Edited.
- ↑ Stephanie Watson, "What Causes an Enlarged Heart (Cardiomegaly) and How’s It Treated?"، www.healthline.com, Retrieved 7-8-2018. Edited.