ما الإيمان
معنى الإيمان شرعاً
عُرّف الإيمانُ شرعاً بأنّه تصديق قلبيّ يقيني بوجود الخالق سبحانه، وأنه سبحانه هو الوحيد المستحق للعبادة، وأنه صاحب الأمر والنهي الواجب طاعته والتزام أوامره، والاعتقاد بربوبية الله تعالى، وألوهيته، والإيمان بأسمائه وصفاته، والإيمان بأنّ نبيَّ الله محمداً هو رسول الله وخاتم النبيين، وقبول واتباع كلّ ما جاء به من الأحكام الشرعية، وما تحدّث به من الأمور الغيبية، فالإيمان هو معنى جامعٌ لكلّ أعمال الإنسان اعتقاداً وقولاً وسلوكاً، فهو كما عرّفه العلماء قول باللسان، وتصديق بالجَنان، وعمل بالأركان، وهذا الإيمان عند عقيدة أهل السنّة يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.[1]
أصول الإيمان
جاء في مواطنَ عدّةٍ من كتاب الله وسنّة نبيّه ذكر أصول الإيمان وأركانه التي يقوم عليها، وهذه الأصول الستّة هي الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشرّه، فمن كتاب الله قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ)،[2] ومن السنة النبوية سؤال جبريل للنبي عليه الصلاة والسلام، قال: (فأخبِرْني عنِ الإيمانِ، قال: أن تُؤمِنَ باللهِ، وملائكتِه، وكُتبِه، ورُسلِه، واليومِ الآخِرِ، وتُؤمِنَ بالقدَرِ خَيرِه وشَرِّه)،[3] وهذه الأصول الستّة متلازمة مع بعضها فلا يصحّ إيمان امرئ دون أن يؤمن بها جميعا، ومن كفر بأحدها كان كافراً ببقيتها.[4]
في بيان الفرق بين الإيمان والإسلام
يتضمن معنى الإسلام أن يخضع المسلم لربه جل وعلا وأن ينقاد لما أمر به، وأن يسلم بما جاء به من الشرائع والأحكام، وقد جاء في حديث النبي عليه الصّلاة والسّلام ذكر أركان الإسلام وهي الشهادتان، وإقامة الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وصوم رمضان، وحجّ البيت لمن استطاع إليه سبيلاً، وهذه الأركان تتعلق بالأعمال الظاهرة التي تدلّ على معنى الإسلام إذا اجتمع لفظه مع لفظ الإيمان، وفي هذه الحالة يكون معنى الإيمان التصديق القلبيّ، أي الاعتقاد الباطن بالله، وملائكته، ورسله، وكتبه، واليوم الآخر، والقدر خيره وشرّه، أمّا إذا افترق لفظ الإيمان والإسلام فإنّهما يدلان على معنى واحد؛ بحيث يكون كلّ مسلم مؤمناً، وكل مؤمن مسلماً، وقد ذكر الله جل وعلا حال المنافقين الذين يظهرون الإسلام بإقامة شعائره كالشهادتين والصلاة دون أن يكون هناك إيمان حقيقيّ بالله والإسلام، قال تعالى (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ)،[5] ووفق هذا المعنى فإن الإسلام ظاهراً لا يدل على الإيمان باطناً، بينما يدل وجود الإيمان على حقيقة الإسلام.[6]
المراجع
- ↑ "تعريف الإيمان شرعا "، موقع الدرر السنية / الموسوعة العقدية ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-6-20. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 177.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب ، الصفحة أو الرقم: 8، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين (1421)، أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة 1)، السعودية : وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ، صفحة 7،8. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجرات ، آية: 14.
- ↑ "الإسلام والإيمان متداخلان ومتلازمان "، إسلام ويب، 2002-12-21، اطّلع عليه بتاريخ 2018-6-20. بتصرّف.