ما هي أزمة منتصف العمر
منتصف العمر
الجَميعُ سَيمُرُّ بمراحِلِ العُمريّةِ بأكمَلِها إلى سِنِّ قد لا يتجاوز ال 90 سَنَة كَحد أقصى، فَهذِهِ المَراحِل سِواء كانَ عِندَ الرّجال أو النّساء يَتَغَيّر فِيها الهِرمُوناتِ البَشَريّة والأجسامِ والأفكَار وطَريقَةِ العَيش، وَهُناكَ مَرحلَة تُعرف بِ أزمَةِ مُنتَصَف العُمر وَهُوَ سِنُّ الأربعين وَيَحْدُث تَغَيّر كامِل بالشّخصِيّة، وَهذا السِنّ هُوَ الأخطَر نَتِيجَة الإنِتَقال مِن مَرحَلَة شَبابِيّة إلى مَرحَلَةِ الثّباتِ والنّضُوجِ الفِكرِي، والبعضُ على الأغلَبِ قَد يَصِلُ إلى أزمةِ مُنتصفِ العُمر وَقَد أنجَزَ أشياءٌ مُهِمّة فِي حَياتهِ كالزّواجِ والإنجابِ وَجَمعِ المَال والعَمَلِ أو تَحقِيقِ الغايات، وَعِندَ الوُصولِ إلى أزمَةِ مُنتَصَف العُمُر تَتَغَيّر هَذِهِ الأهدافُ الّتي كانَت فِي السّابِق كَتَحقِيقِ غَاياتٍ أفضَل وأسمَى مِن قَبل مِثلَ تَعليمِ الأبناء وتأسيس مُستَقبَل لَهُم فَهذِهِ المَرحَلَةِ يَتَغَيّرُ فِيها أهدَافُكَ الشّخصِيّة إلى أهدافٍ أخرَى تَسعَى خَلفَها.
أزمَةِ مُنتَصَف العُمرِ عِندَ الرّجل
أزمَةِ مُنتصفِ العُمرِ عِندَ الرّجل هُوَ البُرود العاطِفِي بَينَهُ وَبينَ زَوجَتِهِ بِسَبَب وُجودٍ أبناء أصبَحَ لَدَيهِم حُقوقٍ على الأبّ أكبَرُ مِن الحُقوقِ الّتي كانَت فِي السّابق كالتّعليمِ والزّواجِ والعَمَل، فَهذِهِ الأمور تأخذ حَيّز كبير من العاطِفة والوَقتِ والتّفكيرِ لإيصالِ رِسالةٍ تَطمأنُّ فِيها على مُستَقبَلِهِم.الرّجل قَبلَ بُلوغِهِ مَرحَلَةِ أزمَةِ مُنتَصَف العُمُر يَجِب عليهِ أن يَملأ الحاجَة العَاطفيّة وَمُحَاوَلَةِ التَمتّع بالحياةِ والزّواج أكبَر قَدر مُمكِن، لأنّ أزمَةِ مُنتصف العُمُر ليسَ لَكَ أيُّ حَق بَعدَها أن تَعيشَ حَياتَك، لأنّكَ سَتُفَضّل بَدَل أن تَستَمتِع بِحياتِك أن تَبنِي مُستَقبَل يُسعدُ أولادَك، فَالفراغُ العاطِفِي إذا لم تُشبِعها وَتَعِش حَياتَك بِصُورة جيّدة ما بين سنّ 20-30 لا تَتَوَقّع أن تَعيشَها فِي سِنّ الأربعين بَعدَ ثُبوتِ الحَياة بالنّسبَةِ لَك، فَحاوِل أن تَستَمتِع بِها مَع زوجِتَكَ ومع أبنائِكَ وستسغلّ الوقت معهم ولا تضيّعها، فَيَجِب أن تَكون حَياتُكَ مُتوازنة بَينَ العَمَلِ والطّموحِ بِرَفعِ مُستوى المَعيشَةِ وأيضاً عَيشُ الحياةِ بِصورَةٍ مُناسبة مَهمَا كانَت ظُروفُك.
أزمَةِ مُنتصَف العُمرِ عِندَ المَرأة
المرأة عِندَ وصولها لأزمَةِ مُنتَصَف العُمُر يُعرف ب سِنّ اليأسِ، وَهذا اليأسُ يَكونُ إحساسُها بِفُقدانِ جَمالِها وَشَبابِها والرّغبةٍ العَاطِفِيّة الّتي كانَت تَشعُرُ بِها فِي السّابِقِ مَع زَوجِها وزادَ العبءَ عَليها لِتَشعُر بالطّمأنِينَةِ على مُستقبلِ أبنائها وأنّ تَربِيَتِها لم تَذهَب هَدرآ، فَهذا الشّعورِ كفيلٌ بأن يَأخُذ حَيّز مِن عاطِفَتِها وتفكيرِها بِنَفسِها.
تفادي أزمة منتصف العُمر
التَخطيطُ الجَيّد يَمنَعُ مِن حُدوثِ مَشاكِل كبيرة فِي حَياتِك، فَالخَوفُ الحَقيقي لَيسَ مِنَ المَوت لأنّهُ أمرٌ مَفروضٌ على الإنسان فلَا تَخافُ كَثيراً مِنَ المَوت بل الخَوفُ الحَقيقي هُوَ أن لا تَعيشَ حَياتَك بالمُتعَةِ والرّفاهِيّة، والمالُ الكَثير لا يُؤشّر إلى المُتعة والرّفاهيّةِ إطلاقاً فُهناكَ أمُورٍ قَد تَكونُ بَسيطَةٌ وَمُهِمّة جِدّاً فِي حَياتِك كالحِفاظِ على الصّحَةِ وتربية الأبناءِ وإيجاد أو التَطَوّر فِي العَمَل للحصول على دَخِل يَكون جَيّد تَستَطِيعُ العَيشَ مِنَ العَمَل وَتُوَفّر بعض المال للمستقبل وفي نفسِ الوقت تعيشَ حياتك بصورة طبيعيّة فهذه هي الرفاهيّة بحدّ ذاتها، وحاول دائماً وفي كلّ يوم تُفَكّر بِصُورةٍ أفضَل لِحياتِك وَلِمُستقبلِ عَائِلَتِك وَتَجِد لِنَفسِكَ المَشروعُ الخاصّ بِك لِتَنطَلِق حُريّتك وَتُحقّق أحلامَك بِصُورة جَيّدة.دائِمَاً طَبّق هَذِهِ المَقولَةِ فِي حَياتِك عِش يَومَكَ وَكُن مُبتَسِمَاً فِيهِ كما يأتي وَتَعَلّم مِنَ المَاضِي وَخَطّط لِمُستَقبَلِكَ وارضَى عَن حَياتِكَ مَهما كَانِت وَتَوَكّل دَائِماً على الله فِي كُلِّ أمُورِ حَياتِك.