ما هو ابو صفار
أبو صفار
يُطلق مصطلح أبو صفار أو كما يُعرف باليرقان (بالإنجليزية: Jaundice) على الحالة التي يتغير فيها لون البشرة، والأغشية المخاطيّة، وبياض العينين إلى اللون الأصفر، وذلك بسبب زيادة نسبة صبغة البيليروبين (بالإنجليزية: Bilirubin) في الدم، وفي الحقيقة تتشكل صبغة البيليروبين نتيجة العمليّة الطبيعيّة لتكسّر خلايا الدم الحمراء، حيثُ ينتج عن تكسّر الخلايا مركب الهيموغلوبين (بالإنجليزية: Haemoglobin) لينقسم بعد ذلك إلى قسمين، ويتحول جزء الهيم خلال عمليّة كيميائيّة إلى البيليروبين، ثم ليقوم الكبد بشكل طبيعيّ بالتخلص من البيليروبين عن طريق العصارة الصفراويّة، ولا يُعتبر أبو صفار مرضاً بحد ذاته وإنّما عرضاً صحيّاً لمجموعة من الأمراض التي تُصيب الكبد، أو خلايا الدم الحمراء، أو المرارة، أو البنكرياس.[1][2]
أسباب الإصابة بأبو صفار
هناك العديد من الأمراض التي قد تؤدي إلى زيادة نسبة صبغة البيليروبين في الدم وحدوث اليرقان، ومن هذه المشاكل الصحية ما يلي:[3][4]
- التهاب الكبد: يمكن أن تؤدي العدوى الفيروسيّة، أو اضطرابات المناعة الذاتيّة، أو تناول بعض الأدوية إلى الإصابة بالتهاب الكبد (بالإنجليزية: Hepatitis)، وقد يستمر الالتهاب لفترات طويلة ممّا يؤدي إلى إلحاق الضرر بالكبد، ومعاناة المصاب من أبو صفار.
- أمراض الكبد المتعلّقة بالكحول: حيثُ يؤدي شرب الكحول المتكرر وعلى فترات طويلة إلى إحداث أضرار خطيرة في الكبد والمتمثلة بالإصابة بالالتهاب الكبديّ الكحوليّ (بالإنجليزية: Alcoholic hepatitis)، وتشمّع الكبد الكحوليّ (بالإنجليزية: Alcoholic cirrhosis).
- انسداد القنوات الصفراويّة: وهي القنوات المسؤولة عن نقل العصارة الصفراويّة (بالإنجليزية: Bile) من الكبد والمرارة (بالإنجليزية: Gallbladder) إلى الأمعاء الدقيقة، وبهذا يمكن أنْ يؤدي تشكل حصى المرارة، أو الإصابة بالسرطان إلى انسداد هذه القنوات، مما يؤدي إلى الإصابة بأبو صفار.
- سرطان البنكرياس: ويُعدّ سرطان البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreatic cancer) أحد أكثر عشرة أنواع من السرطان شيوعاً عند الرجال والنساء، ويؤدي إلى انسداد القنوات الصفراويّة والإصابة بأبو صفار.
- فقر الدم الانحلاليّ: (بالإنجليزية: Hemolytic anemia) والذي يؤدي إلى تراكم صبغة البيليروبين بسبب تحطّم كميّات كبيرة من كريات الدم الحمراء.
- متلازمة غلبرت: (بالإنجليزية: Gilbert's syndrome) ويمكن تعريفه على أنّه اضطراب وراثيّ يؤثر سلباً في عمل الإنزيم المسؤول عن التخلص من العصارة الصفراويّة.
أعراض الإصابة بأبو صفار
يُصاحب الإصابة بأبو صفار ظهور عدد من الأعراض الشائعة، ومن هذه الأعراض ما يلي:[2]
- تغير لون البشرة، وبياض العين، والأغشية المخاطيّة إلى اللون الأصفر كما ذكرنا.
- تغير لون البراز بيصبح أفتح لوناً.
- تغير لون البول ليصبح أكثر قتامةً.
- حكّة جلديّة.
ومن الأعراض الأخرى التي يمكن أنْ تصاحب الحالة التي أدت إلى الإصابة بأبو صفار ما يلي:[2]
- التقيؤ، والشعور بالغثيان.
- ألم في منطقة البطن.
- الإصابة بالحمّى.
- الشعور بالتعب.
- فقدان الشهيّة.
- الصداع.
- انتفاخ الأطراف والبطن.
تشخيص الإصابة بأبو صفار
يمكن الكشف عن سبب الإصابة بأبو صفار من خلال القيام بعدد من الفحوصات التشخيصيّة المختلفة على النحو التالي:[1]
- اختبارات وظائف الكبد: (بالإنجليزية: Liver function tests)، وهي مجموعة من اختبارات الدم التي تعمل على الكشف عن نسب بعض البروتينات والإنزيمات التي ينتجها الكبد في الحالات الطبيعيّة وتعرّضه للأضرار والمشاكل الصحية المختلفة.
- العد الدمويّ الشامل: (بالإنجليزية: Complete blood count) للكشف عن الإصابة بمرض فقر الدم الانحلاليّ.
- اختبارات التصوير: حيثُ يمكن استخدام تقنية التصوير بالموجات فوق الصوتيّة (بالإنجليزية: Ultrasounds) لتصوير منطقة البطن، أو استخدام تقنية التصوير الطبقيّ المحوريّ (بالإنجليزية: CT scan).
- خزعة الكبد: (بالإنجليزية: Liver biopsy) حيثُ يتمّ أخذ أكثر من خزعة من أنسجة الكبد ليتم فحصها مخبرياً ومجهرياً.
- فحوصات أخرى: يمكن من خلال القيام بتحليل الدم الكشف عن نسبة صبغة البيليروبين في الدم والكشف عن بعض الأمراض التي قد تؤدي إلى الإصابة بأبو صفار كالتهاب الكبد.
علاج أبو صفار
يعتمد علاج الإصابة بأبو صفار على علاج الحالة الصحيّة التي أدت إلى ظهوره على النحو التالي:[4]
- يمكن علاج فقر الدم الذي يؤدي إلى الإصابة بأبو صفار من خلال تناول المكمّلات الغذائيّة التي تحتوي على الحديد، أو من خلال تناول الوجبات الغذائيّة الغنيّة بالحديد.
- يتم علاج التهاب الكبد الذي يؤدي إلى الإصابة بأبو صفار من خلال تناول الأدوية المضادة للفيروسات (بالإنجليزية: Antiviral drugs)، والأدوية الستيرويديّة (بالإنجليزية: Steroid medications).
- يمكن علاج الانسداد من خلال القيام بعمل جراحي لإزالته.
- وفي حالة الإصابة بأبو صفار نتيجة استخدام بعض الأدوية، يمكن الاستعاضة عن هذه الأدوية بأدوية أخرى لا تُسبّب مشكلة اليرقان بحسب ما يراه الطبيب مناسباً.
الوقاية من أبو صفار
يمكن الوقاية من بعض الحالات الصحيّة التي تؤدي إلى الإصابة بأبو صفار من خلال اتباع عدد من النصائح، نذكر منها ما يأتي:[2]
- الامتناع عن شرب الكحول.
- أخذ اللقاحات التي تقي من الإصابة بالتهاب الكبد الوبائيّ أ وكذلك اللقاح الذي يقي من الإصابة بالتهاب الكبد الوبائيّ ب.
- تناول الأدوية التي تقي من مرض الملاريا قبل السفر إلى المناطق التي يرتفع فيها خطر الإصابة بالمرض.
- تجنب تناول الأطعمة الملوثة، والمحافظة على النظافة الشخصيّة.
- تجنب تناول الأدوية التي قد تؤدي إلى انحلال الدم في حال الإصابة بمرض التفول أو فقر الدم الناجم عن عوز سداسي فوسفات الجلوكوز النازع للهيدروجين (بالإنجليزية: G6PD Deficiency) والذي يُعرّف على أنّه حالة صحيّة تتمثل بتكسر خلايا الدم الحمراء عند تناول بعض المواد.
- تجنب تناول الأدوية التي قد تؤدي إلى انحلال الدم أو إحداث ضرر مباشر على الكبد.
المراجع
- ^ أ ب Kristeen Moore, "What’s Causing My Yellow Skin?"، www.healthline.com, Retrieved 26-4-2018.
- ^ أ ب ت ث Steven Doerr, "Jaundice"، www.emedicinehealth.com, Retrieved 26-4-2018.
- ↑ "Jaundice: Why It Happens in Adults", www.webmd.com, Retrieved 26-4-2018.
- ^ أ ب Caroline Gillott (31-10-2017), "Everything you need to know about jaundice"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 26-4-2018.