-

ما هو داء بهجت

ما هو داء بهجت
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

داء بهجت

يُعدّ داء بهجت أو مُتلازمة بهجت (بالإنجليزية: Behçet's Syndrome) أحد الأمراض النادرة غير المُعدية، وتتركز معظم حالات الإصابة بها في تركيا، فاستناداً إلى إحصائيات مُنظمّة مرض بهجت الأمريكيّة نجد أنّ هناك حوالي 400 إصابة بداء بهجت بين كُل 100 ألف شخص في تركيا، ومن جهة أخرى نجد أنّ هناك إصابة واحدة بين كل 170 ألف شخص في الولايات المُتحدة، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا المرض يُعدّ من أمراض المناعة الذاتيّة التي تُصيب الأوعية الدمويّة في جسم الإنسان،[1] وترافق الإصابة بهذا المرض التهابات في مناطق مُختلفة من الجسم، فمن المُمكن أن يُصيب هذا الالتهاب شبكيّة العين، أو الدماغ، أو المفاصل، أو الجلد، أو حتى الأمعاء.[2]

أعراض داء بهجت

يمر المصاب بداء بهجت بفترات تشتد فيها أعراض المرض، وفترات أخرى تختفي فيها الأعراض وتتحسن حالة المصاب، وتختلف أعراض الإصابة بهذا الداء باختلاف الجزء المُتأثِر بالالتهاب من الجسم، وفي الغالب لا تظهر هذه الأعراض معاً على المُصاب دُفعة واحدة، ومنها ما يلي:[3]

  • التّقرحات الفمويّة: حيث تُعدّ التقرحات الفمويّة من أكثر الأعراض شيوعاً بين المُصابين بداء بهجت، فتظهر هذه التقرحات على اللّسان والشفتين، وباطن الفم، واللّثة، وتكون هذه التقرحات شديدة وتُسبّب الألم والانزعاج للمريض، وما تلبث إلاّ أن تختفي خلال أسبوعين أو أكثر من ظهورها دون أن تترك أيّة آثار أو علامات.
  • التقرحات التناسليّة: وتُعتبر من الأعراض الشائعة التي تظهر على المُصابين بداء بهجت، حيث تظهر تقرحات تناسليّة شبيهة بالتّقرحات الفمويّة، وما إن تتعافى هذه التقرحات حتى تترك وراءها ندبات وآثار في الكثير من الحالات، ومن المُمكن أن تتسبّب هذه التقرحات أيضاً بانتفاخ والتهاب الخصيتين عند الرجال، بينما قد تتسبّب عند النساء بآلام شديدة أثناء مُمارسة الجماع، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه التقرحات التناسليّة غير مُعدية، ولا تنتقل من شخص إلى آخر عن طريق مُمارسة الجنس.
  • التهابات الجلد: قد يتسبّب داء بهجت بحدوث مشاكل جلديّة عند الكثير من المُصابين؛ كظهور آفات جلدية غير طبيعيّة، ومن الممكن أن تظهر على الأقدام عقيدات متورمة ومُحمرّة تُسمى الحمامى العقدية (بالإنجليزية: Erythema nodosum) قد تترك آثاراً دائمة بعد أن تتعافى، بالإضافة إلى ذلك من المُمكن أن تنتشر في الجسم حبوب تُشبه حب الشباب فيما يُعرف بالتهاب الجريبات الكاذب (بالإنجليزية: Pseudofolliculitis).
  • التهاب المفاصل: حيث يُعاني ما يُقارب ثلثي المُصابين بداء بهجت من ظهور أعراض تُشبه أعراض التهاب المفاصل، حيث تتورّم المفاصل، وتتيبّس، ويعاني المصاب من الألم والانزعاج عند تحريكها، ويُصيب هذا الالتهاب عادةً مفاصل الركبة، والكاحل، والرسغ، والمفاصل الصغيرة في اليدين، وغالباً ما يكون الضرر الذي يتركه مرض بهجت على المفاصل غير دائم، ولذلك يُمكن السيطرة على الأعراض التي تظهر على المريض بشكل فعّال.
  • التهاب العينين: يعاني ما يقارب 50% من المصابين بمتلازمة بهجت من التهاب في العين، يحدث بشكل مفاجئ في الغالب، ويُعدّ التهاب عنبيّة العين أكثر التهابات العيون شيوعاً لديهم، وهو ما يؤدّي إلى احمرار العين، وعدم وضوح الرؤية، وظهور الأجسام العائمة (بالإنجليزية: Floaters) في العين، وفي حالات شديدة ونادرة قد يُصاب المريض بالعمى ويفقد بصره.
  • حساسيّة الجلد: في بعض الحالات يُصبح الجلد حسّاساً لأيّ إصابة أو جرح، فمثلاً عند إدخال ابرة في جلد المريض قد يتسبّب ذلك بظهور ورم أو ندبة كبيرة مُحمرّة حول المنطقة التي تم إدخال الابرة فيها.
  • التهاب المعدة والأمعاء: من المُمكن أن تتأثر المعدة والأمعاء بالالتهاب، ممّا قد يؤدي إلى فقدان الشهيّة، وإصابة المريض بالإسهال الشديد مع نزول الدم، وعُسر الهضم، والغثيان، والتقيّؤ.
  • تخثّر الدم: من الممكن أن يؤدّي التهاب الجُدران المُبطنة للأوعية الدموية إلى تخثر الدم، كتخثر الأوردة العميقة (بالإنجليزية: Deep vein thrombos)، الذي عادةً ما يُصيب الأوردة في السيقان، ويتطلب تدخلاً طبياً فورياً للتخلص من هذه الخثرة المُتكوّنة.
  • تمدّد الأوعية الدموية: تتمدّد الأوعية الدموية نتيجة التهابها الذي ساعد إلى إضعاف جُدرانها وانتفاخها، وفي العادة لا تظهر على المريض أيّ أعراض إلى أن تتمدد هذه الأوعية بشكل كافٍ للضغط على الأجزاء المحيطة بها، أو تتمزق تاركة المريض يعاني من نزيف داخلي، وتختلف الأعراض التي تظهر حينها على المصاب حينها باختلاف مكان حدوث التمدّد الوعائي، ومن هذه الأعراض الشعور بألم في الأطراف، والمعاناة من الصداع المُفاجيء، والدوار، وضيق التنفس، وفي بعض الحالات قد يضطرب إدراك المريض ويفقد وعيه.
  • التهاب الجهاز العصبي: يمكن القول أنّ التهاب الجهاز العصبي المركزي يتسبّب بظهور أكثر أعراض مرض بهجت خطورة، فتظهر على المُصاب أعراض شديدة وتتطوّر بسرعة، كالصداع، وازدواج الرؤية، وفقدان التوازن، وحدوث تغيّرات في السلوك أو الشخصيّة، والإصابة بالنوبات التشنجيّة، بالإضافة للإصابة بالشلل الجزئي في جهة واحدة من الجسم.

عوامل تزيد خطر الإصابة بداء بهجت

هُناك عِدّة عوامل تزيد من خطر الإصابة بداء بهجت، نذكر منها ما يلي:[4]

  • العُمر: يؤثر مرض بهجت في الأفراد في أيّ مرحلة عمرية، إلّا أنّه غالباً ما يصيبهم في العشرينات أو الثلاثينات من عمرهم.
  • مكان المعيشة: يُعدّ الأفراد الذين يقطنون في مناطق الشرق الأقصى والشرق الأوسط، بما في ذلك تركيا، وإيران، والصين، أكثر عُرضة للإصابة بداء بهجت.
  • الجنس: حيث يُعدّ مرض بهجت أكثر شيوعاً بين الذكور منه بين الإناث.
  • الجينات: حيث إنّ وجود جينات مُعيّنة في أجسام بعض الأشخاص قد يزيد من احتماليّة إصابتهم بداء بهجت.

علاج داء بهجت

يقدّم الطبيب النصح للمريض حول بعض التغييرات التي ينبغي إجراؤها في نمط حياته كالراحة وممارسة بعض التمارين الرياضية، ويقوم بوصف بعض العلاجات الدوائية، نذكر منها ما يلي:[1]

  • العلاجات الموضعية: وذلك لتخفيف الأعراض في المنطقة المتأثرة، كاستخدام الكورتيكوستيرويدات الموضعية التي تأتي بأشكال صيدلانية عديدة كالقطرات العينية، والغسولات، والمراهم التي تُطبق على مكان الإصابة، ومن الأمثلة عليها؛ أسيتونيد التريامسينولون (بالإنجليزية: Triamcinolone acetonide)، والبيتاميثازون (بالإنجليزية: Betamethasone)، والديكساميثازون (بالإنجليزية: Dexamethasone).
  • العلاجات الفمويّة: قد يقتضي الأمر استخدام بعض الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم في العلاج، ونذكر منها ما يلي:
  • الكولشيسين (بالإنجليزية: Colchicine).
  • الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids).
  • الأدوية التي تؤثر في الجهاز المناعي بإحدى الطريقتين التاليتين:
  • تعمل على تثبيط الجهاز المناعي مثل؛ آزاثيوبرين (بالإنجليزية: Azathioprine)، والسيكلوسبورين (بالإنجليزية: Cyclosporine)، والسيكلوفوسفاميد (بالإنجليزية: Cyclophosphamide).
  • تعمل على تغيير آليّة عمل الجهاز المناعي في الجسم.

المراجع

  1. ^ أ ب Lori Smith (19-5-2016), "What is Behcet's disease?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 20-4-2018. Edited.
  2. ↑ William C. Shiel (19-8-2016), "Behcet's Syndrome: Symptoms, Diet, & Treatment"، www.medicinenet.com, Retrieved 20-4-2018. Edited.
  3. ↑ "Behçet's disease", www.nhs.uk,23-11-2016، Retrieved 20-4-2018. Edited.
  4. ↑ "Behcet's disease", www.mayoclinic.org,29-7-2017، Retrieved 20-4-2018. Edited.