-

ما المقصود بالهجرة

ما المقصود بالهجرة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تعريف الهجرة

تُعرّف الهجرة في اللغة أنّها الخروجُ من أَرضٍ إِلى أُخرى، وهاجَرَ مِن مكان كذا، أَو عنه: أي تَرَكَهُ وخَرَجَ منه إِلى غيره، أمّا في الاصطلاح فإن الهجرة يُقصد بها حركة الأفراد والجماعات وانتقالهم من موقعهم الجغرافي إلى مكان آخر مهما كانت المسافة بين الموقعين ومهما كانت الأسباب الّتي تدفعهم إلى الهجرة، ويُطلق مصطلح الهجرة على الأشخاص الّذين ينتقلون من أماكنهم من أجل تغيير محل إقامتهم، إلّا أنّ مصطلح الهجرة لا يُطلق على حركة انتقال البدو؛ فالبدو ليس لديهم مكان ثابت يهاجرون منه.[1][2]

أسباب الهجرة

هنالك أسباب عديدة للهجرة تختلف بحسب العوامل المسببة لها، ومن أهم العوامل المسببة للهجرة:[3]

  • العوامل الاقتصاديّة: من أكثر العوامل الّتي تسبب الهجرة هي العوامل الاقتصاديّة كالفقر، إذ إنّ تدني المستوى الاقتصادي يدفع النّاس إلى التّفكير في الهجرة حتّى يتسنّى لهم الحصول على فرص عمل أفضل تُؤمِّن لهم مستوى معيشة أفضل.
  • العوامل الاجتماعيّة: تتمثّل العوامل الاجتماعيّة بأمور عديدة كصلة القرابة والدّين واللغة والقوميّة وكذلك المعرفة، وترتبط العوامل الاجتماعيّة للهجرة بشكل كبير بالعوامل الاقتصاديّة، فالعوامل الاجتماعيّة تشجّع هجرة الأفراد إلى أماكن وجود بعض المهاجرين السّابقين الّذين تربطهم بهم علاقات اجتماعيّة، ومن الأمثلة عليها هجرة الألمان إلى البرازيل واستقرارهم في بؤر استيطانية في الولايات الجنوبيّة منها.
  • العوامل الجغرافيّة: إنّ للعوامل الجغرافيّة دوراً مهماً في هجرة الأفراد، فالدّول الّتي تمتلك مساحات واسعة تعد فرصة أفضل للهجرة من الدول ذات المساحات الصغيرة، كما أنّ الدول ذات المساحات الكبيرة توفر تنوعاً جغرافياّ ومناخاً متنوّعاً أيضاً، بالإضافة إلى وجود الثّروات المعدنيّة فيها، وهذا ما يجعلها تحتوي على فرص عمل أكبر.
  • العوامل الدّينيّة: تتسبب الدوافع الدينيّة في هجرة النّاس إلى أماكن أخرى خوفاً من الاضطهاد الديني الّذي يُمارَس ضدهم كونهم أقليات دينية، وهنالك أمثلة كثيرة عى ذلك؛ كالخلافات الدينيّة بين البروتستانت والكاثوليك والّتي أدت إلى تعصّب طائفيٍّ بينهما.
  • العوامل السّياسيّة: تَظهر الأسباب السّياسيّة بشكل واضح في الهجرات الدوليّة فالهجرات الفرديّة والجماعيّة الّتي تشهدها الدّول لها دوافع سياسيّة، فالبعض يُهاجر إلى أماكن أخرى للحصول على حريّة التّعبير والمعتقد.
  • العوامل الحكوميّة: تُوجه بعض الحكومات الهجرات نحو إقليم معين بشكل مدروس، ويتمّ وضع برامج وخطط اقتصاديّة لتطوير هذا الإقليم، لذا فإنها تكون بحاجة إلى جذب الأفراد إليه من خلال الهجرة إلى هذا الإقليم.

آثار الهجرة

إنّ للهجرة آثاراً سلبيّة أو إيجابيّة على حدّ سواء؛ حيث إنّها تؤثر بشكلٍ واضحٍ في الأماكن التي يهاجر الأفراد منها، والأمكان التي يهاجرون إليها أيضاً، وفيما يلي أبرز آثار الهجرة:[3]

  • الآثار الديموغرافيّة: من أهمّ الآثار الديموغرافيّة للهجرة بنوعيها الخارجيّة والداخليّة ما يلي:
  • الآثار الاقتصاديّة: تُؤثر الهجرة من النّاحية الاقتصاديّة في القوى العاملة ومهاراتها، وكذلك سوق العمل والاستهلاك والادخار، إذ إنّ المناطق التي يُهاجر إليها الأفراد يُصبح عرض القوى العاملة فيها أكثر وبالتّالي تَقلُّ الأجور في تلك المناطق، ومن الممكن أن تزيد البطالة فيها أيضاً، ممّا يؤثّر سلباً في المجتمع، ويكون التّاثير السّلبي بشكل خاصٍ بين المهاجرين، حيث يزداد بدل الإيجار، كما تزداد أسعار المواد الغذائيّة مع وجود خدمات عامّة قليلة، أمّا المناطق الّتي يخرج منها المهاجرون فيحدث فيها العكس، إذ يحدث فيها نقص في سوق العمل وكذلك ارتفاع في أجور العمل.
  • الآثار الاجتماعيّة: إنّ للهجرة بأنواعها آثاراً اجتماعيّة عديدة في المناطق الجاذبة والطّاردة للمهاجرين وذلك بحسب طبيعة المهاجرين، ونشأتهم، وتربيتهم، وكذلك ثقافتهم، ووضعهم الاقتصادي، وقد تظهر بعض الآثار السلبيّة في المجتمع كالسّرقات، والجرائم، والاحتيال في مناطق الجذب، وخصوصاً إذا كانت الهجرة كبيرة الحجم، أما في المناطق الّتي يخرج منها المهاجرون فإنّها لا تخلو أيضاً من الآثار السلبيّة والتي من أهمها عدم وجود إشراف تربويّ على الأبناء، وهذا ما يؤدي إلى ضعف في التّربية
  • الآثار السياسيّة والتّعصب: تتمثل الآثار السّياسيّة في الهجرات الدوليّة الكبيرة وخصوصاً تلك الّتي تحدث عبر القارات، فالمجتمع الجديد بعد الهجرة يمتاز بتنوّعه الدينيّ والقوميّ، وقد تظهر بعض المشاكل الاجتماعيّة والسياسيّة المبنيّة على أساس التّعصب للذّات، وقد تؤدي هذه المشاكل إلى صراع بين السكان على مختلف أعراقهم وألوانهم وهذا ما حدث في مشكلة التّمييز العنصري في الولايات المتّحدة الأمريكيّة بين البيض والسّود.
  • التّأثير في حجم السّكان؛ إذ إنّ المناطق المستقبِلة للمهاجرين يزداد حجم السّكان فيها، في حين أنّ حجم السّكان للمناطق الّتي يخرج منها المهاجرون يُصبح أقل.
  • التّأثير في تركيب السّكان؛ ويظهر هذا واضحاً في التّركيب العُمري والنّوعي لسكان المناطق الجاذبة والطّاردة للمهاجرين، إذ إنّ غالبيّة الأفراد المهاجرين هم من الذّكور ومن الفئة العمريّة المتوسطة، لذلك تزداد نسبة الذّكور في المناطق الجاذبة للمهاجرين في حين أنّ نسبة الإناث تصبح أكثر في المناطق الّتي يهاجر منها الأفراد.

أنواع الهجرة

إنّ للهجرة نوعين رئيسيين، وهما:

الهجرة الخارجيّة

ويمكن تعريف الهجرة الخارجيّة على أنّها انتقال الأفراد من أماكن سكنهم إلى أماكن أخرى خارج حدود الدولة السياسيّة، مهما كانت المسافة الّتي يجتازها المهاجر، كما أنّ مفهوم الهجرة الدوليّة لا يقاس بالمسافة الّتي يقطعها المهاجر سواء أكانت طويلة أم قصيرة، وللهجرة الخارجيّة نوعان هما:[2]

  • هجرة خارجيّة دائمة: حيث ينفصل المهاجر في هذا النّوع من الهجرة بشكل كامل عن وطنه الأم ويحاول بشتّى الطرق التأقلم مع الحياة الجديدة والبيئة الجديدة الّتي يعيش فيها من عادات وتقاليد ومهما استغرقت منه من الوقت.
  • هجرة خارجيّة مؤقتة: وفي هذا النّوع من الهجرة ينتقل الأفراد إلى دول خارجيّة سعياً لكسب المال أو من أجل تحسين ظروف حياتهم، حيث تكون مدة هجرتهم مؤقتةً، واحتمال عودتهم إلى بلادهم كبيراً، مهما طال زمن العيش في دولٍ أخرى.

الهجرة الداخليّة

تعني الهجرة الداخليّة انتقال الأفراد داخل حدود الدولة بين محافظاتها وأقاليمها، كالهجرة الريفيّة الّتي ينتقل فيها الأفراد من المناطق الريفيّة إلى المناطق الحضريّة، وتختلف الهجرة الداخليّة عن الخارجيّة في عدّة أمور، وتمتاز بأنّها أقلّ تكلفةً ولا تسبّب مشاكل في الدخول أو الخروج من وإلى الدول الأخرى، عدا عن عدم وجود مشاكل في اللغة عند المهاجرين داخليّاً، وهناك نوعان للهجرة الداخليّة وهما:[2]

  • الهجرة داخل الدولة الواحدة من إقليم إلى آخر أو من ولاية إلى أخرى، ويتميّز هذا النّوع من الهجرة بقصر المسافة الّتي يجتازها المهاجر.
  • هجرة الأفراد من الرّيف إلى الحضر (المدينة)، وقد شاعت هذه الهجرة بشكل كبير في الجزء الثّاني من القرن العشرين.

المراجع

  1. ↑ "تعريف و معنى هجرة في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت سعد الخرسان (20-2-2015)، "المحاضرة الثانية عشر الهجرة تعريفها وانواعها ودوافعها ونتائجها"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2018. بتصرّف.
  3. ^ أ ب سعد الخرسان (28-2-2016)، "دوافع الهجرة وآثارها"، basiceducation.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2018. بتصرّف.