-

ما هو تلف الأعصاب

ما هو تلف الأعصاب
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الخليّة العصبيّة وتركيبها

يُعَدُّ العصبون (بالإنجليزيّة: Neuron) الخليّة البنائيّة للجهاز العصبي، وتتميَّز الخلايا العصبيّة عن باقي خلايا الجسم في قدرتها على نقل المعلومات عبر الجسم كاملاً بالهيئتين الكهربائيّة والكيميائيّة، فتوجد العديد من أنواع الخلايا العصبية، وكلٌّ منها مسؤولة عن مهام ووظائف مُحدَّدة، حيث إنَّ الأعصاب الحسِّية (بالإنجليزيّة: Sensory Neurons) تنقل المعلومات إلى الدماغ من كافَّة المستقبلات الحسِّية (بالإنجليزيّة: Sensory Receptors) الموزعة في سائر أنحاء الجسم، بينما الأعصاب الحركية (بالإنجليزيّة: Motor Neurons) تنقل أوامر الدماغ إلى العضلات، أمّا العصبونات المُتوسِّطة (بالإنجليزيّة: Interneurons)، فهي مسؤولة عن تواصل الأنواع المختلفة من الخلايا العصبيّة فيما بينها، وتتكوَّن الخليّة العصبيّة من ثلاثة أجزاء أساسيّة، وهي: جسم الخليّة (بالإنجليزيّة: Cell Body)، والمحور العصبي (بالإنجليزيّة: Axon)، والتغصُّنات (بالإنجليزيّة: Dendrites)، وتختلف الخلايا العصبيّة في أشكالها، وأحجامها، وخصائصها تبعاً لدورها الحيوي ووظيفتها؛ فبعض الخلايا العصبيّة تملك تغصُّنات أكثر تتلقَّى من خلالها كمِّيات أكبر من المعلومات مقارنة بشقيقاتها، وكذلك المحاور العصبيّة متفاوتة الأطوال، فأطول المحاور العصبيّة هي تلك الممتدَّة من نهاية العمود الفقري وحتى إصبع القدم الكبير.[1]

اعتلال الأعصاب المحيطيّة

تنقل أعصاب الجهاز العصبي المحيطي (بالإنجليزيّة: Peripheral Neurons) السيالات العصبيّة من الجهاز العصبي المركزي، مُمثَّلاً بالدماغ والحبل الشوكي إلى باقي أطراف الجسم، وعليه فإنَّ حدوث تلف في هذه الأعصاب يُسبِّب الإصابة بمرض اعتلال الأعصاب المحيطيّة (بالإنجليزيّة: Peripheral Neuropathy)، وقد ينتج تلف الأعصاب في هذه الحالة عن عدد من الأسباب، كالإصابات الرضيّة، والأمراض الوراثيّة، والتعرُّض للسُّموم (بالإنجليزيّة: Toxins)، وبعض مشاكل الأيض، والعدوى، وإنَّ أكثر الأسباب شيوعاً للإصابة باعتلال الأعصاب الطرفي هو مرض السكَّري (بالإنجليزيّة: Diabetes Mellitus)، ويصف المُصابون بهذا المرض الألم الناتج عنه بالحرق أو الطعن.[2]

أعراض الإصابة بمرض اعتلال الأعصاب المحيطيّة

تظهر أعراض مرض اعتلال الأعصاب المحيطيّة كالآتي:[2]

  • تنميل وخدران تدريجي، حيث يبدأ بالقدمين واليدين، ليمتدَّ للأعلى باتجاه الساقين والذراعين.
  • فقدان الاتساق الحركي، والسقوط.
  • الحساسيّة العالية عند اللمس.
  • ألم حاد أشبه بالحرق، أو النبض.
  • حدوث شلل في حالة إصابة الأعصاب الحركيّة.
  • ضعف العضلات.
  • حدوث تغيُّرات في ضغط الدم، ممَّا يُسبِّب الدوخة، بالإضافة إلى اضطراب في التعرُّق، وعدم احتمال درجات الحرارة العالية، وحدوث مشاكل مُتعلِّقة بعمليّة الهضم، وحركة كلٍّ من الأمعاء والمثانة في حال تضرُّر الأعصاب المستقلَّة.

أنواع مرض اعتلال الأعصاب المحيطيّة

يُصنَّف اعتلال الأعصاب المحيطيّة بالاعتماد على أصل الخلل الحاصل، أو مدى المشاكل الناتجة عن هذا الخلل على النحو الآتي:[3]

  • اعتلال العصب الأحادي: (بالإنجليزيّة: Mononeuropathy) ينتج عن تلف في عصب طرفي واحد، وتكون الإصابات الرضيّة الناتجة عن الحوادث هي السبب الأكثر شيوعاً لهذا النوع، ويُمكن كذلك أن يُحفَّز هذا النوع بالضغط لفترة طويلة على العصب كالجلوس، أو الاستلقاء لفترات زمنيّة طويلة، أو تكرار حركات جسديّة مُعيَّنة وبشكل مُستمرّ، ومن أشهر الأمثلة على اعتلال العصب الأحادي هي متلازمة النفق الرسغي (بالإنجليزيّة: Carpal Tunnel Syndrome).
  • اعتلال الأعصاب المُتعدِّد: (بالإنجليزيّة: Polyneuropathy) يُمثِّل هذا النوع النسبة الأعلى من حالات اعتلال الأعصاب المحيطيّة، حيث تتعطَّل مجموعة من الأعصاب المحيطيّة معاً في آن واحد، وينتج هذا النوع عن عدد من الأسباب، ومنها: فرط تناول الكحول، وسوء التغذية؛ وخاصة نقص فيتامين ب، ويُمكن أن يحدث كذلك كأحد مضاعفات بعض الأمراض، مثل: الفشل الكلوي، أو السرطان، ولعلّ أشهر مثال على هذا النوع من تلف الأعصاب هو الاعتلال العصبي السكَّري (بالإنجليزيّة: Diabetic Neuropathy)، والذي يُعاني منه المُصابون بمرض السكَّري، حيث يكون أكثر حِدَّة في حال ضعف السيطرة على مستويات السكَّر في الدم.

داء الأعصاب التنكُّسي

يطلق مصطرح داء الأعصاب التنكُّسي (بالإنجليزيّة: Neurodegenerative Disease) على مجموعة من الأمراض التي تُصيب الخلايا العصبيّة الدماغيّة، حيث تتلف الأعصاب وتموت بفعل هذه الأمراض، ومن الجدير بالذكر أنَّ الخليّة العصبيّة لا تملك القدرة على النمو والتكاثر من جديد بعد الإصابة؛ لذلك فإنَّ أعراض هذه الأمراض تتفاقم سوءاً مع مرور الوقت، ويُعاني المُصاب من الترنُّح (بالإنجليزيّة: Ataxia)، ومشاكل متعلِّقة بالحركة، وكذلك الخرف، وتعطُّل القدرات الذهنيّة العقليّة الذي يُشكِّل العبء الأكبر للمُصابين، ويُمثِّل مرض الزهايمر (بالإنجليزيّة: Alzheimer's Disease) ما نسبته 60-70% من حالات الخرف الحاصلة مع داء الأعصاب التنكُّسي، وفيما يأتي ذكر بعض الأمراض التي تندرج تحت مرض الأعصاب التنكُّسي:[4]

الزهايمر

تبدأ أعراض الزهايمر ببطء تدريجيّاً، وتزداد سوءاً مع الوقت، ويُعتبَر التقدُّم في العمر أحد أهم عوامل خطر الإصابة بالزهايمر، إلا أنَّه ليس السبب، ولا تعني ضرورة الإصابة به لدى كبار السنِّ جميعهم، ويُعاني المُصاب بالمرض من فقدان الذاكرة بشكل خفيف في المراحل البدائيّة للمرض، ثمّ تتطوَّر الأمور ليفقد المُصاب القدرة على التفاعل مع بيئته المحيطة كإجراء محادثة بسيطة، ويستهدف العلاج الأعراض المُصاحبة للزهايمر، فلا يوجد علاج للمرض بحدِّ ذاته.[5]

الشلل الارتعاشي

يُؤثِّر الشلل الارتعاشي (بالإنجليزيّة: Parkinson's Disease) في الخلايا العصبيّة التي تنتج الناقل العصبي الدوباميني (بالإنجليزيّة: Dopaminergic Neurons) الموجودة في منطقة المادة السوداء (بالإنجليزيّة: Substantia Nigra) من الدماغ، ويُعاني المُصاب من بطء الحركة (بالإنجليزيّة: Bradykinesia)، والرعشة (بالإنجليزيّة: Tremor) بالأخصِّ في فترة الراحة، ومشاكل في الاتزان والحركة، وصلابة الأطراف، وبالنسبة لعلاج مرض باركنسون فهو كمرض الزهايمر لا يُمكن الشفاء منه، ويكون العلاج للأعراض، وبخيارات مُتعدِّدة تتراوح بين الأدوية والجراحة، ويُمكن القول إنَّ المرض ليس قاتلاً، إلا أنَّ مضاعفاته هي الخطيرة.[6]

أمراض الأعصاب الحركية

تُعرَف أمراض الأعصاب الحركيّة (بالإنجليزيّة: Motor Neuron Diseases) على أنَّها مجموعة من الأمراض التي تتلف فيها الأعصاب المسؤولة عن الحركة، والصادرة من الدماغ والحبل الشوكي، وهي أحد الأمراض الخطيرة نادرة الحدوث، ومن أشهر أمثلتها: التصلُّب الضموري الجانبي (بالإنجليزيّة: Amyotrophic Lateral Sclerosis)، ويحدث للمُصاب بمرض الأعصاب الحركيّة ضعف في العضلات بشكل تدريجي حتى يصل لمرحلة يفقد فيها القدرة على التنفُّس، وتوجد العديد من العوامل البيئيّة، والفيروسيّة، والجينيّة التي تلعب دوراً في الإصابة بالمرض، وتتراوح التوقُّعات للبقاء على قيد الحياة بعد التشخيص بين 3-10 سنوات لا أكثر؛ نظراً لعدم وجود أيِّ علاج، فتكون هناك فقط معالجة داعمة (بالإنجليزيّة: Supportive Treatment) لتحسين تعايش المُصاب مع المرض.[7]

المراجع

  1. ↑ Kendra Cherry, "Neurons and Their Role in the Nervous System"، www.verywellmind.com, Retrieved 21-5-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Peripheral Neuropathy", www.mayoclinic.org,Aug 09, 2017، Retrieved May 15, 2019. Edited.
  3. ↑ "Understanding Peripheral Neuropathy -- the Basics ", www.webmd.com,، Retrieved May 15, 2019. Edited.
  4. ↑ "WHAT IS NEURODEGENERATIVE DISEASE?", www.neurodegenerationresearch.eu, Retrieved May 16, 2019. Edited.
  5. ↑ "What Is Alzheimer's?", www.alz.org, Retrieved May 16, 2019. Edited.
  6. ↑ "What Is Parkinson's?", parkinson.org, Retrieved May 16, 2019. Edited.
  7. ↑ Christian Nordqvist , "What is motor neuron disease?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 21-5-2019. Edited.