ما هو الطاعون
الطاعون
يُعرّف الطاعون (بالإنجليزية: Plague) على أنّه عدوى بكتيرية تحدث نتيجة التعرّض للبكتيريا المعروفة باليرسينيا الطاعونية (بالإنجليزية: Yersinia pestis) التي تُعدّ بكتيريا حيوانية المنشأ وتُوجد عادة في الثديّات الصغيرة، وتنتقل إلى الإنسان عادةً عن طريق البراغيث، وفي الحقيقة يُعدّ مرض الطاعون من الأمراض التاريخية التي ظهرت منذ القدم، وقد عُرف بالموت الأسود في القرن الرابع عشر، وذلك لتسبّبه بوفاة ما يزيد عن 50 مليون حالة وفاة في أوروبا، وقد أظهرت بعض الإحصائيات أنّ عدد حالات الإصابة بالطاعون خلال الفترة الممتدة ما بين عامي 2010 و2015 ما يُقارب 3248 حالةً، من بينهم 584 حالة وفاة، وفي الوقت الراهن تُقدّر حالات الإصابة بالطاعون بما مقداره 1000-2000 حالة سنوياً أغلبها في إفريقيا. ومن الجدير بالذكر أنّ مرض الطاعون أكثر ما ينتشر في المناطق ذات مستوى النظافة المتدني، أو كثيرة الازدحام، أو تلك التي يشيع فيها وجود القوارض،[1][2]
أشكال الطاعون
في الحقيقة يظهر مرض الطاعون بأحد الأشكال الرئيسية التالية:[1]
- الطاعون العقديّ: أو الطاعون النزفي (بالإنجليزية: Bubonic plague)، ويُعدّ أشهر أشكال الطاعون وأكثرها انتشاراً، ويصل إلى الإنسان عن طريق البراغيث المصابة بالعدوى البكتيرية المسببة للطاعون، وتبدأ رحلته في جسم الإنسان بانتقاله إلى الجهاز الليمفاويّ، ثمّ إلى أقرب عقدة لمفاوية مُسبّباً التهابها، وانتفاخها، وشعور المصاب بألم فيها، وذلك لتكاثر هذه البكتيريا فيها، وفي المراحل المتقدمة تُصاب هذه العقد بقروح مملوءة بالقيح والصديد، وتجدر الإشارة إلى أنّ انتقال الطاعون العقديّ بين البشر أي من شخص إلى آخر يُعدّ أمراً نادراً، ولكن يجدر التنبيه إلى احتمالية تقدم الطاعون العقدي إلى الشكل الأشد والأكثر إيذاءً والمعروف بالطاعون الرئويّ.
- الطاعون الرئويّ: أو طاعون ذات الرئة (بالانجليزية Pneumonic plague)، وهو الطاعون الذي يظهر عند تأثير البكتيريا بشكلٍ أوليّ في رئتَي المصاب، وغالباً ما تظهر أعراض الإصابة بالطاعون الرئويّ خلال مدة تُقدّر بأربع وعشرين ساعة، ومن الجدير بالذكر أنّ الطاعون الرئويّ قد ينتقل من المصاب إلى الأصحاء عن طريق وصول رذاذه إليهم، وفي الحقيقة قد يتسبب هذا الطاعون بوفاة الشخص في الحالات التي يتأخر فيها تقديم العلاج أو يُشخّص فيها المصاب تشخيصاً خاطئاً، إذ يُعدّ أكثر أنواع الطاعون تسبباً بالوفاة، في حين يُعتبر تشخيص المصاب وعلاجه بشكلٍ صحيح خلال أول 24 ساعة من ظهور الأعراض مُنقذاً لحياته.
- طاعون إنتان الدم: أو طاعون تلوث الدم (بالإنجليزية: Septicaemic plague)، ويظهر إمّا بسبب دخول البكتيريا المسبّبة للطاعون إلى الدم مياشرةً وتكاثرها هناك، وإمّا بسبب إصابة الشخص بالطاعون العقدي أو الطاعون الرئويّ وتقدم حالته نتيجةً لعدم إعطاء العلاج المناسب، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا الشكل من الطاعون لا ينتقل من شخصٍ إلى آخر.
أعراض الإصابة بالطاعون
يمكن ذكر الأعراض والعلامات التي تظهر على المصابين بالطاعون بالاعتماد على شكل الطاعون، وفيما يأتي بيان ذلك:[2]
- الطاعون العقدي: غالباً ما تظهر على الأعراض على المصابين بالطاعون العقديّ خلال يومين إلى ستة أيام من الإصابة، وتتمثل هذه الأعراض والعلامات بما يأتي:
- الطاعون الرئويّ: ومن أعراض الإصابة بهذا الطاعون ما يأتي:
- طاعون إنتان الدم: قد يتسبب هذا النوع من الطاعون بوفاة المصاب قبل ظهور الأعراض، وفي حال عدم حدوث ذلك، فإنّ الأعراض غالباً ما تظهر خلال يومين إلى سبعة أيام من الإصابة، ومن ههذ الأعراض ما يأتي:
- الحُمّى والقشعريرة.
- الصداع.
- ألم العضلات.
- الضعف العام.
- نوبات من التشنجات (بالإنجليزية: Seizures).
- انتفاخ العقد الليمفاوية، وخاصة في منطقة أصل الفخذ، أو تحت الإبط، أو الرقبة.
- صعوبة أو مشاكل في التنفس.
- ألم في الصدر.
- السعال.
- الحمّى.
- الصداع.
- التعب العام.
- ظهور الدم في القشع (بالإنجليزية: Sputum).
- ألم البطن.
- الإسهال.
- الغثيان والتقيؤ.
- التعب الشديد.
- الحمّى والقشعريرة.
- المعاناة من النزيف.
- الإصابة بالصدمة المتعلقة بالدورة الدموية (بالإنجليزية: Shock).
مضاعفات الإصابة بالطاعون
قد يترتب على الإصابة بالطاعون ظهور بعض المضاعفات، نذكر منها ما يأتي:[3]
- الوفاة: يُعتبر الطاعون قاتلاً في حال عدم تلقّي المصاب العلاج الملائم في الوقت الصحيح.
- التهاب السحايا: عُرف التهاب السحايا (بالإنجليزية:Meningitis) بهذا الاسم لالتهاب الأغشية المُغلّفة للدماغ والحبل الشوكيّ والمعروفة بالسحايا.
- الغرغرينا: أو الأُكال (بالإنجليزية: Gangrene)، وتُعرّف على أنّها تكوّن خثرات من الدم في الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة في أصابع اليدين والقدمين، ممّا تتتسبب بإعاقة مجرى الدم فيها، فتموت أنسجة الجسم المتأثرة، وقد يتطلب هذا الأمر بتر الأطراف المصابة.
تشخيص الإصابة بالطاعون
في حال توقّع الطبيب إصابة الشخص بالطاعون، فإنّه يقوم بأخذ عينات من المصاب لفحصها، وذلك لغرض الكشف عن وجود البكتيريا المُسبّبة للطاعون، وغالباً ما تُؤخذ هذه العينات كما يأتي:[4]
- عينة الدم: ولا تظهر بكتيريا اليرسينيا الطاعونية إلا في حال إصابة الفرد بطاعون إنتان الدم.
- عينة العقدة اللمفاوية: يمكن للطبيب المختص أن يقوم بسحب عينة من سائل العقد الليمفاوية في حال انتفاخها للكشف عن وجود اليرسينيا الطاعونية.
- عينة الرئتين: وتتم عن طريق التنظير الداخليّ (بالإنجليزية: Endoscopy) الذي يتم فيه إدخال أنبوب رفيع مرن عن طريق الفم أو الأنف إلى أسفل الحلق لأخذ عينة من قشع المصاب.
علاج الطاعون
بمجرّد تشخيص المصاب بالطاعون، يجب نقله إلى المستشفى في أسرع وقت ممكن، وذلك لتلقّي المضادات الحيوية المناسبة، ومن هذه المضادات ما يأتي:[4]
- ليفوفلوكساسين (بالإنجليزية: Levofloxacin).
- جنتامايسن (بالإنجليزية: Gentamicin).
- دوكسيسايكلين (بالإنجليزية: Doxycycline).
- سيبروفلوكساسين (بالإنجليزية: Ciprofloxacin).
المراجع
- ^ أ ب "Plague", www.who.int, Retrieved March 22, 2018. Edited.
- ^ أ ب "The Plague"، www.healthline.com،Retrieved March 22, 2018. Edited
- ↑ "Plague", www.mayoclinic.org, Retrieved March 22, 2018. Edited.
- ^ أ ب "Plague", www.mayoclinic.org, Retrieved March 22, 2018. Edited.