-

ما هو علم البلاغة

ما هو علم البلاغة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

علم البلاغة

يُعرَف علم البلاغة على أنَّه مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع مراعاة الفصاحة فيه، والفصاحة هي الألفاظ الواضحة والظاهرة والقريبة إلى الفهم، والمتداولة بين الشعراء والكُتَّاب لمكان حسنها، وتكون فصاحة الكلام بسلامتها من الحروف المتنافرة، والقياس المخالف، والابتذال والضعف، فالألفاظ غير الفصيحة هي ألفاظ غير المتداولة على ألسنة الشعراء والكتَّاب.[1]

نشاة علم البلاغة

ذكر ابن خلدون نشأة علوم البلاغة العربية ذكراً موجزاً؛ وأظهر المقصود بها من خلال أوجز العبارات وأسهلها، ويُشير إلى أنَّ العلماء القدماء تحدّثوا حول هذا العلم، وأملوا فيه إملاءات غير وافية، ثمَّ تلاحقت مسائل علم البلاغة واحدة تلو الأخرى، فعلى سبيل المثال ألّف جعفر بن يحيى كتاب نقد الشعر، وذكر فيه عن البلاغة، وقدامى ألّف كتاباً بثلاثة فصول، وبدأها بتعريف الشعر، ثمَّ تحدّث عن جودة الشعر، بينما جاء الفصل الثالث لذكر عيوب الشعر ونعوت رداءته، وبعد ذلك أضاف الجاحظ صاحب كتاب البيان والتبيين على هذا العلم إضافات واضحة، حيث وصفه طه حسين بأنَّه مؤسس البيان.[2]

كما كان للسكاكيّ دوراً في تأسيس علوم البلاغة الثلاثة، واعتبر ثالث مؤسسي هذا العلوم؛ إذ مخّض علوم البلاغة وهذّب مسائلها، ورتّب أبوابها، ما جعل لعلماء المشارقة دوراً كبيراً في نشأة علوم البلاغة، وتفوّقوا على علماء المغاربة في ذلك، ويُرجح سبب تفوقهم في هذا العلم إلى أنَّ علم البلاغة كماليّ في العلوم اللسانية، وتتواجد الصنائع الكماليّة في العمران الموجودة بوفرة في المشرق مقارنةً بالمغرب.[2]

أقسام علم البلاغة

يُقسّم علم البلاغة إلى ثلاثة أقسام، وهي على النحو الآتي:[1]

  • علم المعاني: هو العلم الذي يُعرَف من خلاله أحوال اللفظ العربيّ، والتي بها يُطابق مقتضى الحال.
  • علم البيان: علم البيان هو العلم الذي يُعرف من خلاله إيراد المعنى الواحد بطرق متعددة، ويكون ذلك عبر وضوح الدلالة عليه.
  • علم البديع: هو العلم الذي يُعرف به وجوه تحسين الكلام، وذلك بعد مراعاة تطبيقه على مقتضى الحال، ووضوح الدلالة.

فوائد علم البلاغة

يُحقق علم البلاغة العديد من الفوائد، ويُذكر منها ما يلي:[3]

  • يُعتبر الوسيلة المناسبة لمعرفة إعجاز القرآن الكريم، ولذلك يؤدي الإغفال عن علم البلاغة إلى عدم إدراك إعجاز النظم القرآنيّ الكريم.
  • يقود إلى استجلاء معاني القرآن الكريم، وأحكامه، وأخباره، وقضاياه، وبالتالي لا بدَّ من الإلمام بقواعد علم البلاغة، ومعرفة دلالة التكرار، وأهمية الحذف، وما إلى ذلك.
  • يؤدي الإلمام بقواعد علم البلاغة إلى التدرّب على التكلّم بلسان بليغ.
  • تُعتبر علوم البلاغة أحد أسلحة الناقد الأدبيّ، حيث تعمل على صقل الذوق، وتطوير قدرة الشخص في التفريق بين الكلام الجيد والكلام الرديء، وإدراك جمال وحسن الكلام.
  • تُساعد البلاغة على إثراء المادة العلميّة، واختيار الشاهد الصحيح على كلّ من المعاني والأفكار، واختيار جيد المنظوم أوالمنثور.
  • يُبعد علم البلاغة عن الفوضى والخطأ في الحكم.
  • يُعدُّ علم البلاغة فضيلة تسمو على غيرها من الفضائل؛ إذ افتخر النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم بهذا العلم، ويقول أحد الشعراء:

كفى بالمرء عيبًا أن تراه

له وجه وليس له لسان

له وجه وليس له لسان

له وجه وليس له لسان

المراجع

  1. ^ أ ب اشرف عدنان حسن الموسوي (26-9-2018)، "تعريف البلاغة لغة واصطلاحا"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 1-5-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب حسين الدراويش وعلي أبوراس (8-11-2012)، "علوم البلاغة العربية في مقدمة ابن خلدون "، www./scholar.najah.edu، صفحة:10-13. اطّلع عليه بتاريخ 8-5-2019. بتصرّف.
  3. ↑ جامعة المدينة العالمية، البلاغة، صفحة 10-14، جزء الجزء: الأول. بتصرّف.