ما هو عرق النسا وعلاجه
عرق النسا
يُطلق مصطلح عرق النسا (بالإنجليزية: Sciatica) على الألم الناتج عن تهيّج العصب الوركيّ (بالإنجليزية: Sciatic nerve) نتيجة عدد من المشاكل الصحيّة المختلفة، ويعدّ العصب الوركيّ أكبر الأعصاب وأطولها في جسم الإنسان حيثُ يمتدّ من أسفل الظهر عبر الورك إلى أسفل القدم، ويتحكّم في عضلات القدم ومؤخرة الركبة، والفخذ، وباطن القدم، ويصاحب عرق النسا الشعور بألم يتراوح بين المتوسط إلى الشديد، وكذلك التعب، والخدر، والتنميل، وقد يمتدّ الألم من أسفل الظهر إلى أصابع القدمين، وغالباً ما يكون الألم في جانب واحد من الجسم، ولا يعدّ عرق النسا مرضاً بحد ذاته وإنّما عرضاً لعدد من الأمراض التي قد تسبب تهيّج أو ضغط على العصب الوركيّ، ويقدّر بعض الباحثين إصابة ما لا يقلّ عن 40% من الأشخاص حول العالم بعرق النسا مرّة واحدة في حياتهم على الأقل.[1][2]
علاج عرق النسا
يمكن علاج مشكلة عرق النسا من خلال اتّباع بعض العلاجات المنزليّة، أو من خلال العلاج الفيزيائيّ، كما يوجد بعض أنواع الأدوية التي تساعد في علاج عرق النسا، ويمكن في بعض الحالات الشديدة التي تصاحبها بعض المضاعفات القيام بعمل جراحيّ لتصحيح المشكلة الصحيّة التي أدّت إلى الإصابة بعرق النسا، وفي ما يلي بيان لبعض أنواع العلاج المستخدمة:[3]
- العلاجات الدوائيّة: يمكن تناول بعض الأدوية المسكّنة للألم مثل دواء الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، ودواء النابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، كما يمكن اللجوء في بعض الحالات إلى حقن المريض بحقنة تحتوي على الكورتيكوستيرويد (بالإنجليزية: Corticosteroids) حول منطقة العصب المصاب للمساعدة على تخفيف الالتهاب المحيط بالعصب والمساعدة على تخفيف الألم، ويزول تأثير هذه الحقنة خلال عدّة أشهر، ويجب عدم استخدام هذه الحقن بكثرة بسبب الآثار الجانبيّة التي قد تصاحبها، ومن الأدوية الأخرى التي يمكن أن يصفها الطبيب للمساعدة في تخفيف الألم المصاحب لعرق النسا ما يلي:
- العلاج الفيزيائيّ: بعد زوال ألم عرق النسا الحاد يمكن الخضوع لبعض جلسات العلاج الفيزيائيّ بما يتناسب مع حالة الشخص، ويساعد العلاج الفيزيائيّ على الوقاية من الإصابة بعرق النسا في المستقبل، من خلال تقوية عضلات الظهر، وتحسن مرونة الجسم.
- الجراحة: يتمّ اللجوء إلى العمل الجراحيّ كحل أخير في حال عدم نجاح الخيارات العلاجيّة الأخرى في علاج الألم المصاحب لعرق النسا، أو في حال تطور الألم بشكلٍ تصاعديّ، أو في حال حدوث بعض المضاعفات الصحيّة مثل فقدان السيطرة على الأمعاء أو المثانة، ويتمّ خلال الجراحة إزالة جزء من القرص الغضروفيّ أو العظم الذي يسبب الضغط على العصب الوركيّ.
- العلاجات المنزليّة: يمكن علاج معظم حالات الإصابة بعرق النسا من خلال اتّباع بعض طرق العناية المنزليّة، والراحة، وتجدر الإشارة إلى أنّ فترة الراحة المطوّلة قد تنعكس سلباً على المريض وتؤدي إلى زيادة سوء الأعراض، ويمكن استخدام الكمّادات الباردة في بداية الحالة للتخفيف من الألم، كما يمكن استخدام الكمّادات الساخنة بعد يومين أو ثلاثة أيام، وفي حال الاستمرار بالشعور بالألم يمكن التبديل بين الكمّادات الباردة والساخنة عدّة مرات، كمان يمكن من خلال ممارسة تمارين الشدّ المخصصة لمنطقة أسفل الظهر التخفيف من الضغط الحاصل على العصب.
- الأدوية المضادة للنوبات العصبيّة (بالإنجليزية: Anti-seizure medications).
- مضادات الاكتئاب ثلاثيّة الحلقات (بالإنجليزية: Tricyclic antidepressants).
- مضادات الالتهاب (بالإنجليزية: Anti-inflammatories).
- مرخيات العضلات (بالإنجليزية: Muscle relaxant).
- الأدوية المخدّرة (بالإنجليزية: Narcotics).
أسباب عرق النسا
لا يُمكن تحديد السبب الرئيس المسبّب لعرق النسا في العديد من حالات الإصابة به، أمّا في الحالات التي يمكن تحديد المسبب فيها فيحدث ما نسبته 90% منها نتيجة الإصابة بالانزلاق الغضروفيّ (بالإنجليزية: Spinal disc herniation)، حيثُ ينزلق القرص الغضروفيّ الواقع بين أحد الفقرات خارج مكانه الطبيعيّ ممّا يؤدي إلى الضغط على العصب الوركيّ، وتعمل الأقراص الغضروفيّة كوسادة تفصل بين الفقرات، وتعطي العمود الفقريّ المرونة، كما ويوجد عدد من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى الإصابة بعرق النسا، نذكر منها ما يلي:[2]
- انزلاق الفقار (بالإنجليزية: Spondylolisthesis)، وتحدث هذه الحالة نتيجة انزلاق أحد الأقراص الغضروفية إلى أمام الفقرة التي تقع أسفله.
- الإصابة بالعدوى وانتشارها إلى العمود الفقريّ.
- تضيق الحبل الشوكيّ القطنيّ (بالإنجليزية: Lumbar spinal stenosis)، ويحدث نتيجة تضيّق الحبل الشوكيّ في أسفل الظهر.
- الإصابة بأورام العمود الفقريّ ممّا قد يؤدي إلى الضغط على العصب الوركيّ.
- التعرّض إلى إصابة في العمود الفقريّ.
- متلازمة ذنب الفرس (بالأنجليزية: Cauda equina syndrome)، وهي من الحالات النادرة والخطيرة التي تؤثر في الأعصاب المتواجدة في آخر العمود الفقريّ، وتتطلّب التدخّل الطبيّ المباشر.
عوامل خطر الإصابة بعرق النسا
هناك عدد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بعرق النسا، ومن هذه العوامل ما يلي:[4]
- مرض السكريّ: حيثُ يرتفع خطر حدوث ضرر في الأعصاب عند الأشخاص المصابين بمرض السكريّ.
- التقدم في العُمر: حيثُ تؤدي بعض التغيّرات الحاصلة نتيجة التقدم في العُمر، مثل نمو النتوءات العظميّة أو النابتة العظميّة (بالإنجليزية: Bone spurs)، أو الانزلاق الغضروفيّ إلى الإصابة بعرق النسا، وتعدّ أكثر الأسباب شيوعاً.
- الجلوس لفترات طويلة: يزداد خطر الإصابة بعرق النسا عند الأشخاص الذين يعيشون حياة مستقرّة دون ممارسة العديد من الأنشطة، كما يرتفع خطر الإصابة عند الأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلة.
- الإصابة بالسُمنة: يحفّز الضغط الزائد على العمود الفقريّ الناتج عن الإصابة بالسُمنة حدوث بعض التغيّرات التي قد تؤدي إلى الإصابة بعرق النسا.
- طبيعة العمل: قد تؤدي طبيعة العمل التي تتطلّب قيادة المركبات لساعات طويلة، أو حمل الأوزان الثقيلة، أو انحناء الظهر، إلى المساهمة في زيادة خطر الإصابة بعرق النسا.
المراجع
- ↑ "Sciatica", medlineplus.gov, Retrieved 13-6-2018. Edited.
- ^ أ ب Caroline Gillot (15-12-2017), "Sciatica: What you need to know"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 13-6-2018. Edited.
- ↑ "Sciatica", www.mayoclinic.org,30-5-2018، Retrieved 13-6-2018. Edited.
- ↑ "Sciatica Symptoms & causes", www.mayoclinic.org,30-5-2018، Retrieved 13-6-2018. Edited.