-

ما هي كفارة الظلم

ما هي كفارة الظلم
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الظلم

حرم الله سبحانه وتعالى الظلم على نفسه، وجعله بين العباد محرماً، فالظلم هو ظلمات يوم القيامة حيث توعد الله سبحانه الظالمين بالعذاب الأليم، والعاقبة السيئة في الدنيا والآخرة، كما تعهد جل وعلا بنصرة المظلوم؛ حيث ترفع الملائكة دعاءه من فوق الغمام، ويقول الله سبحانه وتعالى للنفس المظلومة: (وعزَّتي لأنصرنَّكَ ولَو بعدَ حينٍ) [مسند أحمد]

بين الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز أنه يغفر الذنوب جميعها إلا ذنباً واحداً وهو الإشراك به، أما دون ذلك من الذنوب فيغفرها الله سبحانه وتعالى لمن يشاء من عباده، ومن بين تلك الذنوب التي تغفر ويكون لها توبةٌ وكفارة الظلم بأشكاله المختلفة .

أنواع الظلم وكفاراتها

ظلم الإنسان لنفسه

ظلم الإنسان لنفسه من خلال ارتكاب الذنوب ومعصية الله سبحانه وتعالى، وكفارتها التوبة النصوح المتضمنة ترك الذنوب، ثم الندم على إتيانها، والعزم على عدم العودة إليها مستقبلاً، فإذا تحققت شروط التوبة تلك كانت كفارة للإنسان وتوبةً له، فالذي يكذب على سبيل المثال أو يغتاب أو ينم يظلم نفسه، وكفارة ظلمه هذا أن يتوب توبةً نصوحاً من تلك الأفعال، وأن يعمل على تغيير نفسه للأفضل من خلال الالتزام بشريعة الله تعالى في الحياة.

ظلم الإنسان لغيره

قد يظلم الإنسان أخيه الإنسان حينما يسلبه أمواله دون وجه حق، أو يعتدي عليه من خلال إيذائه أو إهدار دمه، وفي هذه الحالة تكون كفارة الظلم أن يتوب الظالم إلى الله تعالى من الذنب الذي ارتكبه في حق أخيه المسلم، ثم يبادر إلى رد مظالم أخيه إليه، سواء كانت أموالاً أو غير ذلك، فإذا فعل ذلك كان هذا الأمر كفارة له من ظلمه، فالله سبحانه وتعالى يقبل التوبة من عباده حتى من كبائر الذنوب والمعاصي، والدليل على ذلك حديث الرجل الذي قتل مئة نفس ثم أتى عالماً فسأله عن التوبة، فقال له: ومن يمنعك منها، ثم دله على طريقة التوبة، أما المجازاة والقصاص بين العباد فيبقى؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى لا يغفر حقوق العباد حتى في الجهاد والشهادة في سبيل الله، حيث يغفر للشهيد كل شيء إلا الدَّين، والدين هو ما يستحق للعباد على بعضهم البعض.

ظلم ذوي السلطة

ظلم المسؤولين اتجاه الرعية ذنبٌ كبير يستوجب المسارعة في التوبة، فالمسؤول الذي يظلم الناس من خلال هضمهم حقوقهم، وسلبهم أموالهم، تكون كفارة ظلمه من خلال التحلل من أفعاله تلك، والمسارعة إلى التوبة إلى الله تعالى توبةً نصوحاً، ثم رد الحقوق إلى أصحابها، ومعاملة رعيته بالعدل والمساواة.