ما هي غزوة بدر
غزوة بدر
يُذكر أنّ غزوة بدر وقعتْ بين رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلّم، وبين المشركين في صبيحة يوم الجمعة الموافق السّابع عشر من شهر رمضان،[1]، في السنة الثانية من الهجرة النبوية الشريفة[2] حيث عَلِم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأنَّ أبا سفيان قادم من الشام بقافلة تجارية قريشيّة، وكانت هذه القافلة تحمل أموالاً عظيمةً، ويُذكر أنَّ قريشاً والمسلمين كانوا على حالة من الحرب؛ وبذلك فإنَّ أموال العدو ودماءه تصبح من الأمور المباحة، كما أنَّ قريش استولت على أموال مسلمي مكة، ولهذا فإنَّ بعض أموال تلك القافلة هي أموال للمسلمين،[3] حيث قال صلّى الله عليه وسلّم للمسلمين: (هذه عيرُ قريشٍ فيها أموالُهم ، فاخرجوا إليها لعلَّ اللهَ أن يُنفِلَكموها).[4]
أحداث غزوة بدر
يّعدّ الأسود بن عبد الأسد المخزومي أول شخص تسبب في اندلاع غزوة بدر، وتَذْكُر بعض المصادر أنّه أول من يأخذ كتابه بشماله يوم القيامة، حيث كان سيئ الخُلُق، وأراد أن يشرب من حوض النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، فتصدّى له حمزة بن عبد المطلب، وقتله قبل أنْ يفعل ذلك ويشرب، وبعد ذلك خرج 3 فرسان من فرسان قريش للمبارزة، وهم: عتبة، وابنه الوليد، وأخوه شيبة، وخرج لمبارزتهم 3 رجال من الأنصار، إلّا أنّ قريش رفضت وطلبت بمبارزة 3 من المهاجرين، ثم أمر رسول الله كلاً من عبيدة بن الحارث، وحمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، واستطاعوا التّصدي للكفار وقتلهم.[5]
وكانت ملامح الغضب واضحة تمام الوضوح على الكافرين؛ نتيجة مقتل فرسانهم وقادتهم، وما كان عليهم إلّا أنْ ينقضّوا على المسلمين دفعة واحدة، وبذلك حصل أول صدام بين الحق والباطل، أي بين جند الله تعالى بقيادة نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وبين جند الشيطان بقيادة أبو جهل، وفي تلك الأثناء توجه الرّسول إلى ربه بالدعاء وهو متضرّع ومبتهل،[5] فقال: (لَمَّا كان يومُ بدرٍ، نظرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى المشركينَ وهم ألفٌ، وأصحابُه ثلاثُمئةٍ وتسعةَ عشرَ رجلًا، فاستقبَلَ نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم القبلةَ، ثم مدَّ يدَيه فجعَلَ يهتِفُ بربِّه؛ اللهمَّ أَنجِزْ لي ما وعدْتَني، اللهمَّ آتِ ما وعدتَني، اللهمَّ إنْ تَهلِكْ هذه العصابةُ مِن أهلِ الإسلامِ لا تُعبَدْ في الأرضِ، فما زال يهتِفُ بربِّه، مادًّا يدَيه، مستقبِلَ القِبلةِ، حتى سقطَ رداؤُه عن مَنكِبَيه، فأتاه أبو بكرٍ، فأخذَ رداءَه فألقاه على مَنكِبَيه، ثم التزَمَه مِن ورائِه، وقال: يا نبيَّ اللهِ، كفاك مُناشَدتُك ربَّك؛ فإنَّه سيُنجِزُ لك ما وعَدَك).[6]
ويُقال إنّ رسول الله غفا ثمّ رفع رأسه، وقال: "أبشر يا أبا بكر، هذا جبريل على ثناياه النقع"، فقد أتى المدد الإلهي للمسلمين في غزوة بدر، وكان ألف من الملائكة الذين يقودهم الملك جبريل، ثم خرج رسولنا الكريم، وهو يقول: سيُهزم الجمع ويولون الدّبر، ثم أخذ بمجموعة من الحصى، وأخذ يُلقي بها على وجوه قريش، وأصيب جميع المشركين بهذه الحصوات إما في عيونهم، أو مناخيرهم، أو أفواههم،[5] وفي هذه الغزوة كان النّصر حليف المسلمين، إذ يقول تبارك وتعالى: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).[7]
يوم الفرقان
وتعتبر غزوة بدر من أعظم الغزوات التي حدثت في التّاريخ الإسلاميّ، حيث سمّاها الله تبارك وتعالى بيوم الفرقان، فهذه الغزوة فرّقت بين مرحلتين مهمتين من مراحل دعوة الإسلام، ومراحل الأمة الإسلاميّة، كما فرّقت هذه الغزوة بين حال المسلمين قبل وبعد الغزوة، ومن ثمار هذه الغزوة الميلاد الحقيقيّ للدولة الإسلاميّة، إذ أصبح لها هيْبة في كامل أرجاء الجزيرة العربيّة، وفي المقابل تزعزت هيبْة ومكانة وكبرياء قريش بعد غزوة بدر.[8]
المراجع
- ↑ محمد بن اسحق المطلبي (1978)، كتاب السير والمغازي (الطبعة الطعة: الأولى)، بيروت: دار الفكر، صفحة 130. بتصرّف.
- ↑ محمد عبدالغني (21-8-2010)، "غزوة بدر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2018. بتصرّف.
- ↑ أ. مجدي داود، "المعركة الرمضانية الأولى: معركة بدر الكبرى"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه أحمد شاكر، في عمدة التفسير، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2/103 ، صحيح.
- ^ أ ب ت "غزوة بدر الكبرى .. يوم الفرقان"، www.islamstory.com، 12-1-2011، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن عُمرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه، الصفحة أو الرقم: (1763)
- ↑ سورة آل عمرآن، آية: 123.
- ↑ أ.د. راغب السرجاني (17-4-2010)، "آثار ونتائج غزوة بدر"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2018. بتصرّف.