ما هي مدينة فاس
مدينة فاس
إنّ مدينة فاس هي العاصمة العلميّة لمملكة المغرب، وتُعرف بعراقتها التاريخيّة، حيث أسسها إدريس الثاني في 789م، ثمّ عيّنها عاصمةً للدولة الإدريسيّة في المغرب، وقد واجهت المدينة العواصف الطبيعيّة على مر الزّمان حيث احتفلت في عام 2008م بمضي 1200 عام على إنشائها، وتعتبر أكبر منطقة خالية من السيارات والمركبات عامةً في العالم.[1]
موقع مدينة فاس
تقع مدينة فاس في الجهة الشماليّة من دولة المغرب، وبالقرب من دولة إسبانيا الأندلسيّة، حيث أُقيمت المدينة في منطقة الهضاب الحجريّة التابعة لسلسلة موين أطلس، وعلى ضفتي وادي فاس،[2] وتُحاط المدينة بغاباتٍ من أشجار البلوط والأرز، بالإضافة للأراضي الصالحة للزراعة، والينابيع المائيّة الغزيرة والمتعددة في سهل سايس، حيث ساهمت هذه العوامل في مواجهة الحصار الذي وقع حول المدينة لمرات متعددة، أمّا المساحة فهي تبلغ 5400 كيلومتراً مربعاً تقريباً، وتشتهر بالمناخ القاريّ ودرجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف، والطقس اللطيف في فصلي الربيع والخريف، والأجواء الباردة في فصل الشتاء.[1]
اقتصاد مدينة فاس
يعتمد اقتصاد مدينة فاس على عدّة قطاعات ومنها قطاع الصناعة الحديثة والتقليديّة، وقطاع الفلاحة، والخدمات، والسياحة، ويعود نجاح هذه القطاعات على الرصيد والتراث العريق والعالمي والغني للمدينة، ويوجد طرق حديثة، ومحطة للقطار، ومطار فاس سايس الدّولي الذي يعدّ ثالث أكبر مطار في دولة المغرب، كما قامت المدينة بعقد اتفاقية توأمة بين مدن عالمية متعددة؛ ومنها القدس، وفلرونسا الإيطاليّة، ومونبولييه الفرنسيّة، وقرطبة في إسبانيا.[1]
تلعب الزراعة دوراً رئيسياً في التنمية الاقتصادية في مدينة فاس بولمان بفضل انتشار الأراضي الصالحة للزّراعة بمساحة تتجاوز 785795.49 فدان، بالإضافة للاستفادة من الطوبوغرافيا، وخصوبة الأرض، والأمطار الجيدة، والمياه الجوفية والسطحية، أمّا النسبة للأكبر من الأراضي المزروعة فهي للحبوب، حيث تمثّل الحبوب نسبة 8.3% من إنتاج البلاد، ثمّ الزيتون، بالإضافة لتربية الحيوانات لإنتاج الحليب ومشتقاته.[3]
تاريخ مدينة فاس
قامت مدينة فاس المغربيّة في القرن الثاني للهجرة عام 172هـ والذي يُصادف 789م في عهد إدريس بن عبدالله مؤسس الدولة الإدريسيّة في المغرب، وبُنيت على الضفة اليمنى لنهر فاس، وبعد إنشاء المدينة بدأت باستقبلال العائلات العربيّة القرويّة حيث أقاموا بها أحياء سكنيّة وأطلقوا عليها اسم عدوة القرويين، كما لجأت إليها العائلات الأندلسيّة واستقرّت في منطقة أُطلق عليها فيما بعد بعدوة الأندلسيين، كما كان لليهود حيّ خاصّ بهم يُسمّى الملاح، وأسس إدريس الثاني وهو ابن إدريس الأوّل مدينة أخرى على الضفة اليسرى من النّهر بعد عشرين عاماً من وفاة والده، وتوحّدت المدينتين في عهد المرابطين، وفي عهد يوسف بن تاشفين أصبحت مدينة فاس قاعدة حربيّة رئيسيّة في شمال المغرب، ومركزاً علمياً وحضارياً لقارة شمال أفريقيا، أمّا في عهد المرينيين فقد قام أبو يوسف يعقوب المنصور ببناء مدينة فاس الجديدة وذلك في عام 1276م، وحصّنها من خلال بناء سور، وبنى بها مسجداً كبيراً وأحياء سكنيّة، بالإضافة للقصور والحدائق، وفي عام 1649م أصبحت المدينة مركزاً للدولة العلويّة في المغرب، وبقيت كذلك حتّى بداية فترة الاستعمار الفرنسيّ والذي بدأ عن طريق فرض الحماية عام 1912م، وبعد انتهاء الحرب وحصول الدولة على استقلالها في عام 1956م، حُولت عاصمة الدولة إلى مدينة الرباط.[1]
معالم مدينة فاس
لا تزال مدينة فاس زاخرة بالمعالم والشواهد الحيّة الدّالة على التاريخ الإسلامي العريق إلى يومنا هذا، ومنها السّور وأبوابه الثمانيّة المميّزة بأقواسها ونقوشها، ومنها باب الدكاكين، وباب أبي الجلود، وباب الفتوح، وباب سيدي بوجيدة، بالإضافة لوجود المباني والمعمار وهندسة توزيع المياه في المدينة القديمة ونوافيرها بالإضافة للحدائق داخل الأسوار، وما يلي بعضاً من أشهر المعالم في المدينة:[1]
- جامع القرويين: بُني هذا المسجد من قِبل فاطمة الفهرية في عام 857م، ويعتبر مسجداً للعبادة وجامعة لتدريس العلم في نفس الوقت، وقد تمّت توسعته أيام الدولة المرابطيّة من قِبل يوسف بن تاشفين، ويعتبر هذا الجامع أوّل جامعة أنشئت في العالم، حيث أُقيمت قبل الزيتونة والأزهر، وقبل بناء الجامعات الأوروبيّة.
- مسجد الأندلسيون: بُني هذا المسجد من قِبل فاطمة الفهرية في عام 859-860م، وأقيمت عليه بعض الإضافات والإصلاحات في العهد المريني والعهد العلوي في عهد السلطان المولى إسماعيل.
- أسوار فاس البالي: يرجع تاريخ هذه الأسوار لفترة حكم الناصر الموحدي بين 1199م و1213م، ومن هذه الأبواب المشهورة باب الفتوح، وباب الحمرة، وباب الجديد.
- المدرسة البوعنانيّة: أُقيمت من قِبل السلطان أبو عنان المريني في الفترة الواقعة ما بين 1350م-1355م، وكانت تعتبر من أشهر المدارس في المدينة ودولة المغرب، واشتهرت بعماراتها وبنائها الجميل.
- مدرسة العطارين: اشتهرت هذه المدرسة بأنّها تحفة عمرانيّة، وتقع بالجهة الشماليّة من جامع القرويين، وتعد من أجمل المدارس في المغرب.
- دار البطحاء: هي قصر وإقامة صيفيّة مجهّزة للاستقبالات الملكيّة في عهد السلطان مولاي عبد العزيز في عام 1897م، وتحوّلت فيما بعد إلى متحف للفنون والعادات.
سّكان مدينة فاس
يبلغ عدد السّكان في منطقة زاوغة، وبنسودة، وعين الله 1.9 مليون نسمة تقريباً، وذلك حسب الإحصائيات المقامة عام 2010م، وقد استقبلت المدينة أعداداً كبيرة من المهاجرين والهاربين من دولة الأندلس خلال فترة الصراع بين ملوك الطوائف المختلفة، وخلال فترة محاكم التفتيش، وقد اندمج هؤلاء المهاجرين في المجتمع وباتوا جزءاً منه، ويمتهن سكّان المدينة بعدّة مهن ومنها الأشغال، والبناء، والمهن الحرّة، والخدمات، والصناعة، أمّا النسبة الكبرى فتعمل في الإدراة العموميّة،[1] بالإضافة للتجارة حيث يوجد ثلاثة أنواع من التّجارة في تلك المدينة، وهي التجارة التقليديّة، وتجارة الجملة، وتجارة التجزئة، وقد شهد القطاع التجاري تغيرات مهمّة نتيجةً لظهور موزّعين جديد كمترو، ومرجان، وأكيما، مما أدّى إلى إنشاء أنماط استهلاك جديدة.[3]
التقسيم الإدراي لمدينة فاس
إنّ منطقة فاس هي واحدة من اثنتي عشرة منطقة جديدة أقيمت في دولة المغرب من قِبل التقسين الإقليمي الذي جرى في عام 2015م، وتضم محافظتين هما فاس ومكناس، وسبع محافظات أخرى، وهي صفرو، وبولمان مولاي يعقوب، وإفران، والحاجب، وتازة، وتونات.[4]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح "فاس"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2017. بتصرّف.
- ↑ "Fez, Morocco", www.ovpm.org, Retrieved 13-12-2017. Edited.
- ^ أ ب " Fez-Boulemane", www.moroccobusinessnews.com, Retrieved 13-12-2017. Edited.
- ↑ "ADMINISTRATIVE DIVISION", fesmeknesinvest.ma, Retrieved 13-12-2017. Edited.