-

ما مفهوم الحضارة

ما مفهوم الحضارة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مفهوم الحضارة

تُعرَّف الحضارة لُغةً بأنّها كلمة مُشتقة من الجذر الثُلاثي (حَضَرَ)، ويُعرّفها الأصفهاني بأنّها عكس البدو، وعرَّفها مَجمع اللغة العربيّة في القاهرة بأنّها الرُقي الاجتماعي والأدبي في الحضر، أمّا اصطلاحاً تأثّر مفهوم الحضارة بالعديد من التطورات؛ ممّا أدّى إلى تنوع تعريفاتها ومفاهيمها، فعُرِّفت بأنّها نظام وبيئة اجتماعيّة تُساعد الأفراد على تطوير إنتاجهم الثقافيّ، ومن المفاهيم الأُخرى للحضارة هي عادة يُطبّقها الأفراد في حياتهم، كما تُعرَّف الحضارة بأنّها مجموعة من المحاولات البشريّة للتفكير والاختراع والاكتشاف الخاص بالطبيعة؛ بهدف الوصول إلى حياةٍ أفضل، والحضارة هي جميع النشاطات الإنسانيّة المُرتبطة مع نواحٍ مُختلفة؛ سواء دنيويّة أو دينيّة أو روحيّة أو ماديّة أو عقليّة.[1]

شروط ظهور الحضارة

اعتمد ظهور الحضارات]] في المجتمعات البشريّة على عدّة شروط، وهي:[2]

  • الإنسان: هو الفرد أو مجموعة الأفراد الذين يمتلكون القُدرة على التفاعل والتكيُّف مع بيئة معينة.
  • البيئة المُناسبة: هي البيئة التي تظهر فيها الحضارة، فلا يُمكن ظهور الحضارات في الأراضي الصحراويّة.
  • البيئة الاجتماعيّة: هي الحياة التي تشمل عدّة علاقات تربط بين الأفراد؛ من خلال توزيع الواجبات والحقوق عليهم، ويُعبّر عنها باسم التنظيم الاجتماعيّ.

دوافع ظهور الحضارة

لم يتّفق الفلاسفة والمُفكّرون على الدوافع والعوامل التي تؤدّي إلى إنشاء وظهور الحضارة، ولكن من الممكن تلخيص دوافع ظهور الحضارة وفقاً للآتي:[2]

  • حُبّ البقاء: هو اهتمام الإنسان في المحافظة على حياته؛ ممّا يدفعه للتعاون مع الأفراد الآخرين أثناء مواجهة خطر معين، مثل الحروب والزلازل والفيضانات.
  • الحاجة للطعام: هي التي تدفع الإنسان للتعاون مع الأفراد الآخرين؛ من أجل الصيد وتأمين الطعام.
  • الحاجة للشراب: هي دافع الإنسان للتعاون مع الأفراد الآخرين؛ من أجل الاستفادة من ماء الأنهار والآبار لتوفير الماء الصالح للشرب.
  • الأبوة والأمومة: هو دافع الإنسان لإنجاب الأطفال، وتربيتهم وتوفير الحماية لهم.

أسباب اندثار الحضارة

ظهرت العديد من الآراء والأفكار حول الأسباب التي تؤدي إلى اندثار الحضارات؛ وخصوصاً القديمة منها، وفي ما يأتي بعض من أهمّ أسباب اندثار الحضارة:[2]

  • يرى أرنولد توينبي أنّ اندثار الحضارة ناتج عن الأسباب الآتية:
  • يرى الفيلسوف شبينقلو أن اندثار الحضارة يكون للأسباب الآتية:
  • ظهور انشقاق داخل المجتمع؛ عن طريق عدم وجود أي توافق بين الشعب والسلطة الحاكمة.
  • ظهور البروليتارية؛ أي ظهور جماعة أو فئة جديدة وغريبة عن الحضارة؛ ممّا يؤدي إلى تعرضها للخطر.
  • تحقيق كافة الإمكانيات الخاصة بها على شكل علوم ولغات ودول وشعوب؛ أي تحقيقها لصورتها النهائيّة.
  • وجود تأثيرات روحية أكثر قوّة من روح الحضارة.

خصائص الحضارة

تتميّز جميع الحضارات البشريّة في العصور التاريخيّة المتنوعة بعدّة خصائص مُشتركة بينها وهي:[3]

  • انتشار المناطق السكّانية الكبيرة: فتتطور الحضارات نتيجةً لزيادة عدد سُكّانها، ويأتي لها المزارعون الذين يعيشون في أراضٍ بعيدةٍ عنها؛ من أجل بيع منتجاتهم.
  • الاهتمام ببناء العمارة الفريدة والضخمة: هو سعي الحضارة إلى المحافظة على إرثها الذي يشمل بناء العديد من المعالم الخاصة بها؛ ممّا يُساهم في عكس طبيعتها بالماضي والتي مرّ عليها آلاف السنوات، ومن الأمثلة على المعالم والعمارة الحضاريّة الأهرامات في مصر.
  • التميّز باللغة والكتابة: هي الرسالة التي تنقلها الحضارة عن نفسها، فتساعد الكتابة على تنظيم العمليات العامة والتّجاريّة وتطوير الأفكار، كما توفر للحضارة الوسائل التي تساعدها على تدوين وحفظ تاريخها، ومن الأمثلة على ذلك اللغة السومريّة التي تُعدّ أقدم اللغات المكتوبة، وانتشرت في حضارة ما بين النهرين.
  • تطبيق نظام إداري فعّال للأقاليم، فمثلاً اعتمد الرومان على تطبيق مجموعةٍ من الوسائل الإداريّة، كبناء العديد من الطُرق التي تربط بين المناطق الرومانيّة، وإنشاء القنوات المائيّة التي توفر الماء النقي، ودعم انتشار وتعلّم اللغة اللاتينيّة.
  • تقسيم العمل: هو تنفيذ أعمال مُعينة من أفراد معينين، فالحضارات المعتمدة على الزراعة يُدرك الأفراد فيها الوسائل المُناسبة لتطبيق الزراعة، أمّا الحضارات المُعتمدة على التّجارة فتميّزت بتقسيمها للعمل.
  • توزيع الأفراد وفقاً لطبقات اجتماعيّة: هي تقسيم النّاس إلى قسمين بناءً على طبيعة العمل والدّخل، فمن الممكن تقسيم الأفراد وفقاً لطبقات اجتماعيّة تعتمد على دخلهم، فمثلاً كان التقسيم الغالب للحضارات في الغرب يشمل عدّة طبقات، وهي: الفقراء، والطبقة المتوسطة، وطبقة الأغنياء.

الحضارات القديمة في العالم العربي

ظهرت على امتداد أراضي ومناطق ومواقع العالم العربيّ العديد من الحضارات التاريخيّة الكبيرة والمهمة، وساهمت جميعها في تقديم الكثير من العلوم والثقافات والابتكارات، فشكّلت مورداً تاريخيّاً مُؤثراً في حياة الأجيال التي آتت بعدها، وساعدت على تعزيز تميّز العالم العربيّ والحضارة العربيّة بشكلٍ عام، والآتي معلومات عن أهمّ الحضارات القديمة التي ظهرت في العالم العربيّ:[4]

  • حضارة وادي النيل: هي حضارة مصر القديمة التي شكّلت كُلّاً من أراضي شمال السودان ومصر، ويعود تاريخها إلى حوالي 4000 سنة قبل الميلاد، وهي من الحضارات الأولى في العالم القديم، وتميّزت بتطوراتها الفنية والعلمية.
  • حضارات بلاد الرافدين: هي مجموعةٌ من الحضارات التي كانت موجودةً في أراضي بلاد الرافدين؛ أي العراق في العصر الحالي، وتشمل الحضارة الآشوريّة، والحضارة البابليّة، والحضارة السومريّة.
  • الحضارات السوريّة: هي الحضارات التي وُجِدَت في الماضي على الأراضي السوريّة، وتشمل: الحضارة الآراميّة، والحضارة الكنعانيّة، والحضارة الفينيقيّة، والحضارة العموريّة.
  • حضارات شبه الجزيرة العربيّة: هي عدّة حضارات ظهرت في منطقة شبه الجزيرة العربيّة؛ حيث عاشت في جهتها الشماليّة مجموعة من قبائل العرب التي تميّزت بقوّتها، وهم: الغساسنة، والتدمريون، والأنباط، كما انتشرت حضارة مزدهرة ومتطورة في اليمن؛ من حيث التّجارة، ووسائل وطُرق الرّي، وتأسيس السدود المائيّة.

المراجع

  1. ↑ عمار بدوي (2005)، مقومات الحضارة وعوامل أفولها من منظور القرآن الكريم، فلسطين: جامعة النجاح الوطنية، صفحة 9، 10، 11، 12، 13. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت وزارة التربية الوطنية - الجزائر، الحضارة، صفحة 2، 3، 4. بتصرّف.
  3. ↑ "civilization", www.nationalgeographic.org, Retrieved 23-9-2017. Edited.
  4. ↑ د. إسماعيل سيبوكر، محاضرات في مقياس الحضارة الإنسانية، صفحة 2، 3. بتصرّف.