ما مفهوم الأسرة في الإسلام
مفهوم الأسرة في الإسلام
تعتبر الأسرة في الدين الإسلامي من أهم ركائز ودعائم المجتمع، وبأبسط مفهوم تُعرَّف أنّها وحدة اجتماعية مكوّنة من زوج وزوجة وأولادهما، أو هي تتشكل من اتحاد بين رجل وامرأة إلى أمدٍ بعيد، ولا يُمكن أن ينعقد هذا الاتحاد والسكون بين كلّ منهما إلا باكتمال وتحقق جميع أركان الزواج الشرعي.
أسس نجاح الأسرة في الإسلام
صحة اختيار الشريك
حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم الزواج من المرأة الصالحة كما ورد في الحديث: (تُنْكحُ المرأةُ لأربعٍ: لمالِها، ولحسبِها، ولجمالِها، ولدينِها، فاظفر بذاتِ الدِّينِ تربت يداكَ) [صحيح]، كما وجه النبي ولي أمر المرأة حيث قال: (إذا أتاكم مَن تَرْضون دينَه وخلقَه فأَنْكِحوه، إلا تفعلوه تَكُنْ فتنةٌ في الأرضِ، وفسادٌ كبيرٌ) [حسن]، ومن هنا كانت رعاية هذا الميثاق الغليظ بين الزوجين، ولكي تتحقق المودة والرحمة والسكينة بين الزوجين يجب اتباع وصايا النبي والبحث عن المرأة أو الرجل الصالح والخلوق عند اتخاذ قرار الزواج.
الاحترام بين أفراد الأسرة
الاحترام هو أحد القيم الحسنة التي يتميز بها الإنسان، ويُعبر عنه تجاه كلّ شيء حوله أو يتعامل معه بكل تقدير واهتمام وعناية، وهو تقدير للأشخاص، وإحساس بقيمتهم وتميزهم، ولضمان نجاح الأسر في المجتمع يجب أن يسود الاحترام بين أفراد العائلات المختلفة، كما أنّه من أهم وأفضل علامات الاستقرار الأسري، ومن الدعائم الأساسية لتثبيت الأسرة والمحافظة على كيانها، لهذا يجب أن تعرف المرأة مكانة زوجها وفضله عليها ومكانته في البيت، كما يجب أن يقدِّر الرجل وضع زوجته ويُعاملها كشريك حياة، ومن الضروري أن يُحسن كلّ من الزوجين للآخر حتى يصنع كلّ منهما السعادة لنفسه قبل شريكه.
التغافل عن بعض الأمور
من المهم أن يتغافل أحد الزوجين عن بعض الهفوات والأخطاء التي يقوم بها الطرف الآخر؛ لأنّ الحياة الزوجية مبنية على العفوية وعدم التكلف، والإنسان في الوضع الطبيعي يتعرض إلى مشاكل وهموم حياتية كثيرة مما يؤدي إلى ظهور تصرفات تلقائية وصريحة منه، لذلك يجب أن يتفهم ويتقبل كل طرف الآخر.
التربية الإسلامية
يحتاج جميع الناس إلى التربية قبل الزواج وبعده؛ لأنّ هذه التربية تحدد كيفية التزام حدود الله في النكاح، والعشرة بالمعروف، والتحلي بالأخلاق الحسنة والمحمودة، والتعاون على البر والتقوى، والنهي عن المنكر، والبعد عن مشاعر الأنانية وحب الذات، وإدراك مفهوم القوامة الشرعي، وحفظ وصيانة العرض، وتربية الأطفال فيما بعد على الأخلاق والمبادئ الإسلامية.
التخطيط الأسري
يجب تنظيم الشؤون الأسرية وفق برنامج محدد بهدف تحقيق غايات معينة في فترة زمنية محددة؛ لأنّ وجود التخطيط العائلي يسمح لأفراد الأسرة أن يتعاملوا مع بعضهم بمنطق وعقلانية، ويُشعرهم بمقدار كبير من الطمأنينة والراحة، ومن أهم الركائز التي يُمكن الاعتماد عليها عند وضع خطة أسرية ما يأتي:
- وضع قواعد وأنظمة.
- بناء القيمة الذاتية لكلّ فرد في العائلة.
- وضع الأهداف التي يُمكن تحقيقها.
تربية الأطفال
تحث الشريعة الإسلامية على تربية الأبناء تربية عالية ومتكالمة أساسها تقوى الله عز وجل، وعبادته، وطاعته، والتحلي بالأخلاق الحسنة، والبعد عن ما المنكرات والفواحش، والأمر بالمعروف؛ لأنّ أشهى ثمرات نجاح الأسرة يتم من خلال صلاح الأبناء في الدنيا.