ما مفهوم العلم
مفهوم العلم
يعدّ العلم من المقوّمات الأساسيّة التي تقومُ عليها المجتمعات والدول، وأداة حتميّة لازدهار الأمم وتشكّل الحضارات الإنسانيّة، والعلمُ هو السبيل الوحيد نحوَ مقاومة سهام الجهل والضلال بسلاح المعرفة والنور، والطريق الذي يرتقي فيه العقل وتشفى به الروح، من خلال خلق حالةٍ من التوازن بينهما، ونظراً لأهميّته اخترنا أنْ نسلط الضوء على مفهومه من حيثُ اللغة والاصطلاح، ومن حيث الأهميّة.
العلم لغة
مصطلح "علم" مشتقّ من الفعل عَلِم، أي أدركَ وأحاطَ وفَهِمَ، والذي يعدّ الجهل مضاداً له، ويدلّ على المعرفة الجيّدة بالأمور، والإحاطة بكافة جوانبها، ويأتي في مواضع أخرى بمعنى الشعور، وكذلك الأثر الذي يُستدلّ به على كلِّ ما هو مجهول وغامض.
العلم اصطلاحاً
يُمثّلُ العلم أو كما يُسمّى في اللغة الإنجليزيّة Knowledge مجموعةَ المعارف، والمعلومات، والحقائق، والأرقام، والرموز، والمفاهيم، والمصطلحات التي توصّلَ إليها العقل البشريّ منذ بداية رحلته في اكتشاف هذا العالم حتى وقتنا الحاضر، والتي يتعلّمُها الإنسان ويكتسبها سواءً بصورة مقصودة ومخطّط لها مسبقاً أو غير مقصودة، وذلك من خلال الممارسة التطبيقيّة التي تكسبُه التجارب في الحياة، ويمثل مجموعة المعارف من ناحية النظريّة التي توصل إليها الإنسان بالعقل والحجّة والبرهان، ويندرجُ تحت هذا المفهوم كافّة مجالات المعرفة والعلوم، بما في ذلك العلوم البشريّة، والاجتماعيّة، والاقتصاديّة، والإنسانيّة، والطبيعيّة وغيرها.
يُشكّل العلم منظومةً متكاملة من المعلومات ذات الارتباط الوثيق في بعضها البعض، والتي تتطلّبُ قدراتٍ ووظائفَ عقليّة معيّنة لتحقيق الاستفادة القصوى منها، وتوظيفها بصورة مناسبة لتنمية وتطوير الحياة الإنسانيّة.
أهمية العلم
- تنبع أهميّة العلم في كونِه أساساً للتخلّص من التخلّف والرجعيّة، وتحقيق الحياة الإنسانيّة، كونه أداة حتميّة لبناء الأمم والشعوب، وإنارة مستقبلها وضمان غدٍ مشرق للأجيال القادمة، وحاضر يليق بإنسانية الأجيال الحاليّة.
- تحقيق التنمية المستدامة، وتوجيه العقول وحشد الطاقات نحو البناء والتقدّم والازدهار، ومواكبة الشعوب الأخرى في تطوّرها.
- يضمنُ نظرة استقلاليّة للأمور، ويبني اتجاهات ووجهات نظر خاصّة بالأشخاص واستقلاليّتهم.
- يضمن حياة الكريمة للأفراد والجماعات والأوطان، وذلك من خلال استغلال كافّة الموارد والبحث عن الفرص الكفيلة بزيادة الدخل، وتأمين مصدر للرزق.
تجدرُ الإشارة إلى أهميّة تسخير هذه العلوم والمعارف والعلم بشكل عامّ لتحقيق الفائدة القصوى للبشر، والابتعاد كلَّ البعد عن صناعة واختراع كلِّ ما يهدّدُ استقرار الشعوب ويلحقُ ضرراً بالإنسانية، علماً أنّ هذه الرسالةُ السامية التي يسعى العلم إلى إيصالها ونشرها في كافة أنحاء العالم.