ما مفهوم الزكاة لغة وشرعاً
مفهوم الزكاة لغة وشرعاً
تعرف الزكاة في معاجم اللغة العربية بأنّها مصدر رباعي مشتقل من لفعل الثلاثي زكا، ومضارعه يزكو، وفاعله زاكٍ، فنقول زكا الزرع أي نما وكثر، وزكاة النفس أي طهارتها، وقد سميت الزكاة زكاةً لأنّها تطرح البركة والزيادة في المال الذي خرجت منه، والزكاة حسب التشريع الاسلامي الحنيف هي مقدار محدد من المال فرضه الله سبحانه وتعالى على فئة مخصصة من الناس وهم الفقراء والمساكين، وقد سماهم الله في كتابه العزيز المستحقين وسمى الزكاة بالصدقة.
مشروعية الزكاة في القرآن والسنة
من المعروف أنّ الزكاة واجبة على كلّ مسلم سواء أكان صغيراً أم كبيراً، ذكراً أم أنثى، حراً أم مملوكاً، فهي الركن الثالث من أركان الاسلام، وقد فرضت في العام الثاني من الهجرة، وكثرت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة حول مشروعية الزكاة، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا) [التوبة: 103].
روي عن النبي صلوات الله عليه قوله للصحابي الجليل معاذ بن جبل عندما أرسله إلى بلا اليمن: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بعثَ معاذًا إلى اليمنِ فقالَ: إنَّكَ تأتي قومًا أَهلَ كتابٍ فادعُهم إلى شَهادةِ أن لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وأنِّي رسولُ اللَّهِ فإن هم أطاعوكَ لذلِكَ فأعلمْهم أنَّ اللَّهَ افترضَ عليْهم خمسَ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ فإن هم أطاعوكَ لذلِكَ فأعلمْهم أنَّ اللَّهَ افترضَ عليْهم صدقةً في أموالِهم تؤخذُ من أغنيائِهم وتردُّ على فقرائِهم فإن هم أطاعوكَ لذلِكَ فإيَّاكَ وَكرائمَ أموالِهم واتَّقِ دعوةَ المظلومِ فإنَّها ليسَ بينَها وبينَ اللَّهِ حجابٌ) [صحيح].
تجدر الاشارة إلى أنّ من أنكر فرضاً من فرائض الدين الاسلامي فقد خرج عن الملة، أما من امتنع عنها مع اعتقاده داخلياً بوجوبها فيؤثم، وعلى الحاكم أن يأخذ الزكاة قهراً، بل عليه أن يقاتل القوم الذين امتنعوا عن أدائها حتى يؤدوها، ويستثنى من ذلك حديث العهد بالاسلام فعذره معه وهو الجهل.
الحكمة من مشروعية الزكاة
- تحسين أحوال الفقراء والمساكين في المجتمع وسدّ حاجتهم ما أمكن.
- تطهير النفس من الشح والبخل.
- جعل المجتمع المسلم كالجسد الواحد.
- توثيق رابط الأخوة في الدين بين المسلمين.
- استقرار واستمرار النظام الاقتصادي في الاسلام.
- سمة مميزة للمجتمع الاسلامي.
زكاة عيد الفطر
موعد أداء زكاة عيد الفطر
فرض النبي صلى الله عليه وسلم على المسلمين آنذاك أداء زكاة عيد الفطر قبل الخروج إلى موعد صلاة العيد، فلا يجوز تأخيرها إلى ما بعد الصلاة، ويستحب إخراجها قبل العيد بيوم أو اثنين وتحديداً في ليلة اليوم الثامن والعشرين من شهر رمضان المبارك.
مقدار زكاة عيد الفطر
حدد الشرع مقدار الزكاة بصاع من التمر، أو صاع من الشعير، أو غيره فالشرط في الطعام أن يكون من قوت البلد، أما الصاع فهو أربع حفنات باليدين أي ما يقارب ثلاثة كيلوغرامات بالوزن، وتجدر الاشارة إلى عدم جواز إخراجها مالاً، بل الواجب إخراجها طعاماً اقتداءً بسنة النبي عليه الصلاة والسلام.