ما الفرق بين التعليم عن بعد والانتساب
التّعليم عن بُعد
يُعتبر التَعليم عن بُعد (Distance Learning) من أكثر الأساليب التعليميّة حداثةً على الإطلاق، ويقوم بشكلٍ أساسيٍّ على ضرورة اختلاف المكان الجُغرافيّ بين المُتعلِّم والمصدر التعليميّ الذي يعتبر بمثابة الكِتاب أو المُعلِّم، كما يُمكن تعريفه بأنّه عمليّة إدخال برنامج تعليميٍّ إلى حَرَم مؤسسةٍ تعليميّةٍ مُعيّنةٍ من خلال نقله إليها إلكترونياً، ويسعى هذا الأسلوب إلى استقطاب الطُلّاب من ذوي الظّروف المادية العاديّة، وجذبهم إلى اتّباع هذا الأسلوب بدلاً من البرنامج التعليميّ التقليديّ.
على الرّغم من التّطورات التي شهدتها وسائل التّعليم عن بُعد؛ إلّا أنّ هُناك معوّقاتٍ قد وقفت في وجه تقدّم التّعليم عن بُعد حدّت من اتّساع رقعة استخدامه؛ كالتّكلفة العالية، وقلّة الفرص الوظيفيّة المُتاحة لمنتَهِجِي هذا النّمط التّعليميّ، والنّظرة السلبيّة للمجتمع لهذا المنهَج، بالإضافة إلى أنّ بعض وزارات التّعليم العالي لا تَعتبر هذا الأسلوب من أساليب التّعليم الحديثة المعتمدة.
أهداف التّعليم عن بُعد
- تقدّم المستويات الثقافيّة، والعلميّة، والاجتماعية لدى الأفراد وارتقائها.
- تجنّب نقص الإمكانيّات وضعفها، بالإضافة إلى سدّ النّقص في الهيئات التدريسيّة.
- يُساهم في تقديم عَددٍ من المصادر التّعليميّة المتنوّعة؛ لتساعد على الحدّ من الفروق الفرديّة الموجودة بين المُتَدرِّبِين.
- توفير فرص عمل أكثر رقيّاً وأعلى مستوى من المستويات العادية لمن فاته التعليم المنتظم.
الانتساب
يُمكن تعريف الانتساب بأنّه مصطَلح مُؤسّسيّ، أو مجموعة نظاميّة تشمل عدداً من المُمارسات والأنشطة المُصممّة لتمكين المؤسّسات التّعليميّة من ترك أثرٍ إيجابيٍّ في عمليّات انتساب الطّلبة إليها. أعاد الرّائد الإداريّ الدّكتور جاك ماجواير صياغة مصطلح إدارة الانتساب لتكرار استخدامها في التّعليم العالي لغايات تقديم وصف استراتيجيّ وتكتيكيّ يتمّ التّخطيط له بأسلوبٍ جيّدٍ؛ وذلك للبدء بالانتساب إلى المؤسّسة، وتحقيق أهدافها المرجوّة منها بكلّ سُهولة ووضوح.
أهداف الانتساب
- السّعي للارتقاء في النّتائج التي تحقّقها مراحل الاستفسار والتقدّم بطلبات الالتحاق والانتساب إلى المؤسّسة التّعليميّة.
- رفع أرباح العائدات، وذلك بتحسين عدد الطلبة المُلتحقين ببرنامج الانتساب التعليمي.
- رفع مستويات التّنويع السّكانيّ.
- الاحتفاظ بالطلّاب قدر الإمكان؛ من خلال تحسين ما يُقدّم لهم.
- فتح المجالات أمام الطّلبة في تقديم الطلبات وقبولهم لأكبر عدد ممكن.
الفرق بين التّعليم عن بُعد والانتساب
يكمن الفرق بين هذين النّظامين فيما يلي:
- اعتماد نظام التّعليم عن بُعد على استخدام الطّالب للإنترنت في دراسة المواد، ويكون ذلك بمتابعته للمحاضَرات وحضورها مرّتين أو ثلاث مرّاتٍ في الأسبوع الواحد، وفقَاً للجدول الدراسيّ، أمّا فيما يتعلّق بنظام الانتساب، فيتطلّب الأمر مُتابعة المحاضَرات إلكترونيّاً لمدّة فصلٍ واحدٍ لا تتجاوز الفترةَ الزّمنيّة فيه الثّلاثة أسابيعٍ، ويتمّ تقديم شرحٍ مفصّلٍ لكافّة المواد من خلال تسجيلها.
- يُلزِم نظام التّعليم عن بُعد الطّالبَ حضورَ كافّة المحاضَرات أوّلاً بأوّل؛ ويُعتبَر الطّالب غائباً في حال عدم حضوره للمحاضرات والاختبارات المطلوبة، أمّا نظامُ الانتساب فيُتيح للطّالب إمكانيّة حضورِ المحاضرات في أيّ وقت.
- فرضُ الواجِبات على الطّلبة إلكترونيّاً ليتمّ حلّها في نظام التّعليم عن بُعد، أمّا الانتساب فيَمنح الطّلبةَ دورةً مكثّفةً لكافّة المواد المُدرّسة في الجامعة.
- هناك فرقٌ كبيرٌ بين الاختبارات والدّرجات في نِظامَيّ التّعليم عن بعد والانتساب؛ حيث إنّه في التّعليم عن بعد توضع 30 علامةً مقابل حلّ الواجبات ومَدى الالتزام بالحُضور، وتُوضَع 70 علامةً للامتحان النّهائيّ؛ بينما يخضع الطّلبة في نظام الانتساب لامتحانٍ واحدٍ فقط في نهاية الفصل، وتصل علامته إلى 100.
من الجدير ذكره أنّ هُناك اعتقاداتٍ شائعةً خاطئةً حول التّعليم عن بُعد بأنّه مُرادِفُ للتّعليم عبر الإنترنت، إلّا أنّ التّعليم عبر الإنترنت وسيلةٌ من وسائل التّعليم عن بُعد، وليس مُرادِفاً له.