ما هو الفرق بين قيام الليل والتهجد
الفرق بين قيام الليل والتهجد
التهجد هي صلاة الليل خاصة، وقال البعض إنّ التهجد مُقيّد بأن يُصلّى في الليل بعد نوم، قال الحجاج بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه: (يَحسَبُ أحدُكُم إذا قامَ منَ اللَّيلِ يصلِّي حتَّى يُصْبِحَ أنَّهُ قد تَهَجَّدَ، إنَّما التَّهجُّدُ أن يصلِّي الصَّلاةَ بعدَ رقدةٍ، ثمَّ الصَّلاةَ بعدَ رقدةٍ، وتلكَ كانت صلاةُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ)،[1] أما قيام الليل هو قضاء الليل، وليس من الضروري أن يستغرق وقتاً طويلاً من الليل بل جزءاً منه، حتّى ولو كان هذا الجزء ساعة واحدة فقط يقضيها العبد بالذكر والصلاة، وقراءة القرآن وغيرها من العبادات، فقيام الليل أشمل وأعم من التهجد، فهو شامل للصلاة وغيرها من العبادات، سواء كانت الصلاة قبل النوم أم بعده، أما التهجد شامل للصلاة فقط، وخاص بها وحدها، وهناك رأيان فيما يخص التهجد أولهما والذي عليه أكثر الفقهاء، وهو أنّه صلاة الليل على الإطلاق، وثانيهما أنّه الصلاة بعد نوم.[2]
كيفيّة صلاة التهجد
تُصلّى صلاة التهجد ركعتين ركعتين، ومن المستحسن أن يتم ختمها بركعة واحدة توترها، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلاةُ الليلِ مثْنى مَثْنى. فإذا خشِيَ أحدُكم الصبحَ، صلَّى ركعةً واحدةً. تُوتِرُ له ما قد صلَّى)،[3] ويستطيع أن يُصلّي العبد إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، ويكتفي بهذا العدد فقط، فقد ورد أنّ النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كان لا يُصلّي زيادة على هذا العدد، لا في رمضان ولا في غيره، ومن الأذكار والأدعية التي يمكن للعبد أن يقولها في صلاة التهجد دعاء الاستفتاح وقد ورد بأكثر من صيغة.[4]
أسباب معينة على قيام الليل
هناك أسباب عديدة تُعين العبد على قيام الليل، ومنها حبه لخالقه سبحانه وتعالى، وشوقه لدعائه ومناجاته والتقرب منه، وإخلاصه في عبادته، وحبه أيضاً للنبي صلوات الله عليه وسلامه، ومعرفته بفضل هذا القيام، واغتنامه لوقت فراغه وصحته التي ينعُم بها، وكذلك حرصه على النوم باكراً وعلى الطهارة، والمحافظة على القيلولة، وعدم إجهاد النفس في النهار بما لا فائدة منه، بالإضافة إلى تحصين نفسه عند نومه بالمعوذات وآية الكرسي وأذكار النوم، ومجاهدة النفس والشيطان، والابتعاد عن الذنوب والآثام، وتذكر الموت دائماً، فكما جاء في الحديث الشريف: (إذا أمسيْتَ فلا تنتَظِرِ الصباحَ، وإذا أصبحْتَ فلا تنتظِرِ المساءَ، وخُذْ من صحتِك لمرضِك، ومن حياتِك لموتِك)،[5] ومن أهم المُعينات على قيام الليل سلامة القلب وبعده عن اتباع الهوى والبدع، والشك والشرك، فعلى العبد أن يُصلّي قيام الليل ويستمر عليه، حتّى وإن كان بركعات قليلة في البداية، فالعبادة المستمرة ولو كانت قليلة خير من أن تكون كثيرة ومنقطعة.[6]
المراجع
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في التلخيص الحبير، عن الحجاج بن عمرو الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 2/501 ، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن، فيه أبو صالح كاتب الليث وفيه لين، ورواه الطبراني وفي إسناده ابن لهيعة، وقد اعتضدت روايته بالتي قبله.
- ↑ "هل هناك فرق بين التهجد وقيام الليل"، islamqa.info، 2010-1-28، اطّلع عليه بتاريخ 2017-11-27. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 749، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
- ↑ "كيفية صلاة التهجد"، fatwa.islamweb.net، 2004-11-18، اطّلع عليه بتاريخ 2017-11-27. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 6416، خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
- ↑ أ. د. عبدالله بن محمد الطيار (2010-8-11)، "قيام الليل والتهجد بالأسحار"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2017-11-27. بتصرّف.